ما دلت عليه نتائج الدراسات الطبية، كما تشير إصدارات البرنامج القومي الأميركي للتثقيف بالكولسترول، ورابطة القلب الأميركية، والباحثين من «مايو كلينك» و«كليفلاند كلينيك»، وغيرهم، أن تناول كميات من بذور الكتان أو حبوب الشوفان أو أصناف البقول عموماً، يُسهم في خفض نسبة كولسترول الدم. والنصيحة الطبية أن تحتوي وجبات غذائنا اليومية على حوالي 30 غراما من الألياف. وتحديداً فإن تناول 10 غرامات من الألياف الذائبة يومياً يُخفّض كولسترول الدم بنسبة 5%. ولتقريب الحساب، كما يُقال، يحتوي نصف كوب من العدس المطبوخ 8 غرامات من الألياف الذائبة، وكوب من الشوفان المطبوخ على 6 غرامات منها، وتفاحة واحدة على 4 غرامات منها أيضاً. وهذا بالضبط ما تؤكده المصادر الطبية حين حديثها عن المنتجات الغذائية المفيدة في العمل على خفض نسبة كولسترول الدم، خاصة منها ما يحتوي في مكوناته على زيوت نباتية طازجة وغير معالجة صناعياً، كالمكسرات والزيتون وزيته وغيرها. وتذكر الجوز، أو ما يُسمى في بعض المناطق العربية «عين الجمل»، كأحد ما أثبتت الدراسات الطبية التي أشار إليها الباحثون من «مايو كلينك»، أن تناول كمية ثلث كوب منه، يومياً، يُخفّض من نسبة كولسترول الدم بمقدار 12%. وأن الكمية تلك تحمل في طياتها حوالي 240 سعرا حراريا (كالوري) من الطاقة. وما يُميز الجوز احتواؤه على كميات عالية من الزيوت النباتية عالية المحتوى من الدهون غير المشبعة العديدة. والمعلوم أن الدهون غير المشبعة تنقسم إلى نوعين رئيسيين، دهون عديدة غير مشبعة، كما في كثير من المكسرات وزيت السمسم ودوار الشمس والذرة. ودهون أحادية غير مشبعة، كما في زيت الزيتون. ولذا من الحكمة إدخال المكسرات إلى غذائنا اليومي، كثمار جافة كاملة للتسلية، بدلاً من المقرمشات والمقليات، وللإضافة إلى السلطات وأطباق الأطعمة المطبوخة. أو كمعجون مسحوقها للشطائر (السندوتشات) بدلاً من الزبدة أو غيرها. ونفس النظرية تنطبق على زيت السمك الغني بدهون أوميغا ـ 3. وكانت بدايات معرفتنا أن للغذاء دورا في خفض الكولسترول، وبالتالي في تقليل الإصابات بأمراض شرايين القلب، هو مما لاحظه الباحثون في قلة إصابات شعب الإسكيمو بتلك الأمراض مقارنة بغيرهم من سكان باقي مناطق الأرض. وكان أن وجد الباحثون أن الفارق ناشئ عن اختلاف نوعية غذائهم، وعلى وجه الخصوص احتواء وجباتهم الغذائية على كميات من زيت السمك. والنصيحة الطبية اليوم لعموم الناس، دون الحوامل والأطفال، تناول وجبتين من الأسماك أسبوعياً. وخاصة أنواع الأسماك الدهنية، مثل السلمون والتونا البيضاء والساردين والماكاريل وغيرها. لكن من المهم جداً التنبه إلى أن بلوغ فوائد الأسماك يكون بطهيها مشوية أو في الفرن دون إضافة أي سمن أو زبدة إليها. وأن الفائدة تتلاشى حال قلي السمك في الزيوت النباتية المُهدرجة غير الطبيعية. والفكرة أن تناول الزيوت والدهون غير المشبعة، بالاضافة الى أنه يُقلل من تناولنا الدهون المشبعة، يعمل على تخفيف وتيرة إنتاج الكبد للكولسترول. بيد أن جدوى هذه الدهون غير المشبعة لا تقتصر على شأن خفض نسبة كولسترول الدم في جانب حماية الشرايين والقلب، بل تتعداها إلى خفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم، وخفض ضغط الدم داخل الشرايين، وتخفيف نشاط وحدة عمليات الالتهابات، وتقليل شراهة الصفائح الدموية في الالتصاق على بعضها البعض، وتخمد نشاط اضطرابات إيقاع النبض من أنواعها الخطرة. وكلها جوانب تخدم صحة القلب وسلامة شرايينه |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|