سوء الظن هو الاتهام بغير دليل أو كما قال البعض: هو غيبة القلب، يُحَدث نفسه عن أخيه بما ليس فيه، وقيل:
هو اعتقاد جانب الشر وترجيحه على جانب الخير فيما يحتمِلُ الأمرين معاً.
وسوء الظن نوعان:
سوء الظن بالله: وهو أعظم إثمًا وجرم
قال تعالى: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} سورة آل عمران: آية 154
وقال تعالى في المنافقين:
(الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) الفتح6
وهنا لفتة مهمة إذ يقول الإمام الحسن البصري "إن قوما ألهتهم الأماني حتى ماتوا ولم يعملوا حسنة ويقول أحدهم أنا أحسن الظن بربي, وقد كذبوا، فلو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل" فمن كان صادقاً في ظنه بربه أن يدخله جنته فعليه بالإيمان والعمل الصالح.
سوء الظن بالمسلمين :
قال تعالى
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم )
الحجرات12
واريد ان اذكر هنا مثالا من السنة وكيف عالج رسولنا الكريم سوء الظن من رجل اساء الظن بزوجتة
جاء رجل يقول: "إن امرأتي ولدت غلامًا أسود. فقال النبي _صلى الله عليه وسلم_: هل لك من إبل؟ قال: نعم. قال: فما ألوانها؟ قال: حُمْرُ. قال: هل فيها من أورق؟ [يعني فيه سواد] قال: إن فيها لأورقًا. قال: فأنى أتاها ذلك. قال: عسى أن يكون نزعه عِرْقٌ. قال: وهذا عسى أن يكون نزعه عِرْق"
رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
فائدة
ذكر الشيخ عبد الرحمن السعدي في كتابه فوائد مستنبطة من قصة يوسف (ومنها أن من الحزم إذا أراد العبد فعلاً من الأفعال أن ينظر إليه من جمبع نواحيه, ويقدر كل احتمال ممكن, وأن الاحتراز بسوء الظن لايضر إذا لم يحقق, بل يحترز من كل احتمال يخشى ضرره.
ولو تظمن ظن السوء بالغير إذا كانت القرائن تدل عليه وتقتضيه , كما في هذه الاية, وكما القرائن في قوله " هل ءامنكم عليه إلاكما أمنتكم على أخيه من قبل "
فإذا سبق لهم من أخيه ماسبق , فلا يلام يعقوب إذا ظن بهم هذا الظن ,وإن كانوا في الأخ الأخير لم يجر منهم تفريط ولاتعد) ص 21
بارك الله فيك اختي الكريمة موضوع مهم تقف علية معظم المشاكل الاجتماعية احسنتي في طرحة