
هل اتزوجها ؟ نصحت كثيراً والآن أطلب نصحكم !!
الإخوة الكرام والأخوات الفاضلات
بعضكم يعرفني ويذكر مواضيعي ومداخلاتي كنت فيها دائماً أنصح غيري , ولم أتخيل أبداً أن أكتب موضوعاً أطلب فيه نصحاً , ولكن هاهي الأيام تدور وهاهو الناصح يطلب النصح !
والأمر ومافيه هو سؤال واحد أطلب فيه رأيكم , هل اتزوج هذه الفتاة ؟
وسأقول لكم من أنا , وسأقول لكم من هي , وسأقول لكم لماذا قراري صعب , وبعد أن تقرأوا كل هذا ليتكم تجيبوني : هل اتزوج هذه الفتاة ؟
من أنا ؟
عمري 44 عاماً وأشغل مركزاً مرموقاً , ظروفي الصحية والمادية وبفضل الله وحده جيدة جداً إن لم تكن ممتازة .
متزوج بإمرأة من يعرفها فقد يحسدني عليها , فهي بحق نعم الزوجة أشهد لها بذلك , وإن كان بها بعض العيوب البسيطة , ولكن أنا أيضاً لدي عيوبي , ومن من البشر بغير عيوب .
زوجتى فوق هذا تحبني جداً , وأنا كذلك أحبها بعمق تزوجتها منذ 20 عاماً ورزقني الله منها البنين والبنات .
من هي ؟ (الفتاة موضوع السؤال )
هي بكر لم يسبق لها الزواج عمرها 33 عاماً مما يجعلها في وجهة نظر المجتمع عانس , اجبرتها ظروف الحياة على الإقامة في مدينتي وهي غير مدينة أهلها , ليس لها أحد في هذه المدينة أبداً , تعيش بمفردها والدها توفاه الله , وإخوانها كل منهم قد شغل بحياته فلا يسأل عنها أحد وقد تمر الأسابيع والشهور وهي بمفردها لا يزورها أحد ولايقضي حوائجها أحد , هي فقط تقوم بزيارات متباعدة لمدينة أهلها لتزور أمها والتي تعيش مع إخوان فتاتي الصغار .
ظروفها القاسية هذه ( من وجهة نظري طبعاً فأنا لا أفهم كيف من الممكن أن تعيش بفتاة بمفردها بدون رجل يتولى أمرها ويقضي حوائجها ويشملها بحمايته وعطفه )
أقول ظروفها هذه دفعتني دفعاً إلى الإحساس بمسئولية ضخمة نحوها .. وإلى محاولة مساعدتها وتحسين ظروفها وقضاء حوائجها , فإندفعت في ذلك إندفاعاً لم يسقني إليه إلا شفقتي عليها وإلا مبدأي هذا الذي شرحته لكم والذي يزعجني فيه تماماً فكرة المرأة الوحيدة التي بلا سند وبلا من يقوم بأمرها من رجال .
إهتمامي الشديد بأمرها ولد بعد ذلك عاطفة قوية لدي نحوها , كما أظن أنه وبالتأكيد قد ولد لديها أيضاً هذه العاطفة أشعر بذلك تماماً وإن كانت العلاقة بيننا في غاية الإحنشام والإحترام فهي عميقة التدين وأنا كذلك وكلانا يخشى أن يغضب الله ولو بكلمة .
وخشيتي هذه من أن أتجاوز حدود الشرع معها ( وهو أمر لا قدر الله قد يحدث إن طال إهتمامي بأمرها وقضائي لحوائجها ) ثم عاطفتي التي أخذت في الإزديداد الكبير نحوها حتى تحولت لما أظنه حباً عميقاً , دفعاني دفعاً لأن أفكر جدياً بأن اتزوجها , ولن أخجل أن أقول أنني بالفعل أتمنى أن أتزوجها بل وأصبح الأمر رغبة ملحة لا نفارقني أبداً .
وأنا على ثقة كبيرة بأنها ستسعد كثيراً بذلك وستوافق هي وأهلها فوراً إن طلبتها للزواج , وليس الأمر غروراً من جانبي أبداً فأنا أعلم بالفعل بذلك .
لماذا قراري بالزواج منها صعب بل شديد الصعوبة ؟
لايمنعني عن الزواج منها سوى أمر واحد فقط لاغير , وهو قاسي جداً على نفسي , ومر كالعلقم في حلقي , وشديد الوطئة والثقل على ضميري وهو :
زوجتى الحبيبة التي مارأيت منها شراً قط ضميري لا يطيق أن اطعنها هذه الطعنة , وسيعذبني ضميري عذاباً أليماً إن أنا آلمتها , ولا أظن أن هناك مايؤلم المرأة اكثر من زواج زوجها بأخرى !!
وهذه هي المأساة , فبرغم أنني مقتنع تمام الإقتناع أن الرجل بحكم تكوينه وخلقته وفطرته التي فطره الله عليها يستطيع أن يحب أكثر من إمرأة , وأن زواجه بأخرى لا يعني أبداً وعلى الإطلاق إنه لا يحب زوجته الأولى بل من الممكن تماماً لكثير من الرجال وأنا منهم بالتأكيد أن يحب زوجته حباً جماً ومع ذلك يتزوج أخرى ويحبها أيضاً حباً جماً .
والمصيبة أن النساء لا يمكن أن يفهمن ذلك , فالله قد خلقهن وفطرهن على انهن لا يمكن أن يحببن إلا رجلاً واحداً فقط لاغير وبالتالي لم يجز لهن إلا زوج واحد , وهن مهما طلبت منهن فلا يستطعن أبداً أن يفكرن إلا بعقولهن وبفطرتهن هن وليس بعقول الرجال وفطرتهم وأنا أعذرهن في ذلك , ولذلك فمن المستحيل تقريباً أن تقتنع المرأة أن زواج زوجها بأخرى لا يقلل من قيمتها ولايعني أنها قد هانت عنده , وستظل دائماً تظن الأمر نوع من الخيانة وتتألم لذلك .
هذه هي المشكلة بإختصار , مشاعر زوجتى الأولى التي هي كما كل النساء لايمكن أن تفهم من زواجي عليها إلا مايؤلم ويجرح ويهين , وأنا يصعب علي كثيراً أن أتركها تعاني هذا فضميري سيعذبني كثيراً .
أما المصالح والمفاسد في الموضوع ككل فسألخصها لكم حسب ماأراه كالآتي :
المصالح من زواجي من الثانية :
1- ستتحسن حياة تلك الفتاة تحسناً ضخماً وربما أيضاً أمها وإخوانها الصغار , بل ستنقلب كلية الى الأفضل بإذن الله , أما إذا لم أفعل فمن الصعوبة تماماً ومما قد يوقع في الحرج شرعاً وعرفاً هو إستمراري في الإهتمام بشئونها , فيجب علي أن أتوقف .
2- سأشبع وأرضي عاطفتي القوية نحوها , وسأستمتع بذلك بلا أدنى شك .
أما المفاسد فهي :
1- مشاعر زوجتى الحبيبة التي ستطعن بلا شك , وضميري الذي سيؤرقني لذلك .
يبقى أن أقول لأوضح الصورة تماماً أنني أستطيع بإذن الله وبسهولة تحقيق العدل بين الإثنتين لو تزوجت الثانية , ومن كل الجهات مادية كانت أم معنوية .
والآن قد قلت ماعندي , وأترقب آراءكم ولكن لي عند من سيرد رجاء وهو :
ألا يدلي برأيه بناء على موقف مسبق من الزواج الثاني سواء بالرفض التام أو بالترحيب الغير مشروط , ولكن يحاول أن ينظر للأمر بحيادية ويفهم وجهة نظري الشخصية ليأتي رأيه مفيداً لي ومنيراً لي عتمة في الطريق أواجهها للمرة الأولى في حياتي , فدائماً لا أجد أي صعوبة في إتخاذ القرارات إلا هذه المرة !! وسبحان الله وله الحمد .
فهل من مخلص أو مخلصة يلقون لي ولو بعض الضوء في طريقي هذا وفي قراري هذا ؟ ويجيب سؤالي الحائر هل اتزوج هذه الفتاة ؟؟؟ ولماذا ؟
---
التعديل الأخير تم بواسطة غريب قادم ; 18-12-2007 الساعة 08:00 AM