هـل فـكـرتـمـا .. بـهـذا بـعـد الـطـلاق ؟؟؟!!! - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المطلقات والأرامل والمتأخرات يعتني بالمطلقات والأرامل والمتأخرات عن الزواج

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-2005, 03:14 AM
  #1
وجه الخير
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية وجه الخير
تاريخ التسجيل: Nov 2003
المشاركات: 10,270
وجه الخير غير متصل  
Question هـل فـكـرتـمـا .. بـهـذا بـعـد الـطـلاق ؟؟؟!!!


بسم الله الرحمن الرحيم

لقد كرم الله – سبحانه وتعالي – الإنسان ، وجعل للناس من أنفسهم أزواجاً ، يسكنون إليها ، فشرع الزواج ،


وجعل بين الزوجين مودة ورحمة ، لبناء أسرة مسلمة تكون نواة سليمة لمجتمع ولأمة يباهي بها محمد ( عليه الصلاة والسلام ) الأمم ..
قلما تسير الحياة الزوجية دون منغصات تعكر صفوها ، فدوام الحال من المحال وهذه المشاكل وتلك الخلافات شر لا بد منه وإن اختلفت حدتها ، ووقت ظهورها ، وطريقة التعامل معها من علاقة زوجية لأخري .

وعلي الرغم من أن الإسلام يفرض أن يكون عقد الزواج مؤبداً إلا أنه أباح الطلاق عندما يتعذر العيش بين الزوجين ، وتضيق بهما السبل ، وتفشل كل وسائل الإصلاح فيكون الطلاق في هذه الحالة ضرورة لأزمة ، ووسيلة مقررة ، لتحقيق الخير والاستقرار الاجتماعي والعائلي لكل منهما ، ومما لا شك فيه أن الطلاق هو انهيار للبناء الأسري وانفصام للعلاقة الزوجية ، ونظراً للآثار السلبية المترتبة علي حدوثه خاصة علي الأبناء الذين يحرمون من الرعاية الوالدية والتنشئة الاجتماعية والإشباع العاطفي ، ويواجهون في كثير من الأحيان الإخفاق في التحصيل العلمي ، والانحرافات السلوكية ، فقد أثبتت الدراسات أن الأسر المنفصلة سواء أكان الانفصال إرادياً أم عارضاً ، تظهر فيها مظاهر الانحرافات والجريمة بشكل واضح في صفوف أبنائها ، وتوضح الإحصائيات أن 70% من الأحداث الجانحين قد نشؤوا في أسر مفككة ، هذا بالإضافة إلي ما قد تتعرض له المطلقة من صعوبات الإعالة والحرمان العاطفي ، وتعرضها لقيود وضغوط من الأسرة والمجتمع ، نظراً لكل ذلك فقد كان لزاماً علي طرفي الشراكة الزوجية أن يتجنبا هذه الآثار وتلك الضغوط الناتجة عن الانفصال الإرادي ، ومن ثم كان لا بد أن يجتهدا في وضع السياسة التعاملية فيما بينهما ليكون هدفهما حماية الأبناء أنفسهم .

ومن الأمور ذات الأهمية بمكان والتي تحتمها مقتضيات العقل والمنطق ، أن الإنسان يتعلم من أخطائه في الحياة ، فلم يعد مقبولاً فشل الزوجين في رسم معالم المعيشة والحياة بينهما بعد الطلاق . بعد أن أخفقا فيها حال قيام الزوجية ، ولذلك كان لا بد من وقفة جدية بينهما لتقسيم الأدوار وتقاسم المسؤوليات بهدف تحقيق الاستقرار العاطفي والتربوي للأبناء .

ولعل من أهم ما يمكن أن يناقش بين الزوجين في سبيل توزيع الأدوار والمسؤوليات بينهما بعد الطلاق آثار الانفصال ، والتي تتمثل في ثلاث قضايا رئيسية ، هي :

1- حضانة الأبناء .
2- السكن .
3- النفقة .


أن حق الحضانة للأم ثم لأمها وإن علت ، كما أن حضانتها للابن تستمر حتي البلوغ ، وللبنت حتي زواجها ودخول الزوج بها ، ومن حقها أيضاً قبض نفقة المحضون ومنها أجرة سكناه ، كما أن من المقرر قانوناً أن علي الأب الموسر وإن علا ، نفقة ولده الصغير العاجز عن الكسب وإن نزل ، حتي يستغني ، وتعتبر النفقة ديناً في ذمته لا تسقط بالأداء أو الإبراء ، علي أنه يجب علي من يُلزم بنفقة المحضون أجر مسكن حضانته .

وبهذا فإن بعض الالتزامات الزوجية لا تنتهي بانتهاء العلاقة الزوجية بينهما ، بل تستمر بعد انفصالهما فكما أوجبت لهما حقوقاً وفرضت عليهما التزامات مشتركة بعقد الزواج ، فإن هذه الالتزامات وتلك الحقوق تستمر معهما بعد الطلاق ، ولعل هذا الأمر هو أهم ما يميز عقد الزواج الذي أسماه الله سبحانه وتعالي بالميثاق الغليظ ، إذ إن جميع العقود المدنية والتجارية تنتهي بإدارة أطرافها ، وتسوية الالتزامات المادية والآثار المعنوية المترتبة عليها بصفة مؤقتة ، إلا أن عقد الزواج لا ينتهي بانتهائه ولا تزول آثاره بصورة عاجلة ، فهو يثقل كاهل أطرافه بجملة من الالتزامات ويفرض عليهم حقوقاً يؤدونها للغير .

ويشكل حق الحضانة للأم ، وفقاً للمفهوم السابق عبئاً ثقيلاً عليها في هذا السن المبكرة ويؤثر في فرصتها في الزواج بآخر ، كما أنه يحرم الأبناء من وجود الأب ، ويوزع ولاءهم ويمزق عواطفهم .
وقد أثبتت الدراسات التي أجريت علي فئة المطلقات ، لبيان آثار الطلاق عليهن ، أن حضانة الأبناء تتوزع علي الأم بنسبة 87 % ، بينما يكون نصيب الزوج وأهله 13 % ، كما يشكل حق النفقة للأبناء وتوفير المسكن الملائم لهم عبئاً مادياً علي الزوج ، خاصة إذا ارتبط بزوجة أخري ، وتثبت الدراسات أن 32 % من الأزواج لا يلتزمون بأداء النفقة لأبنائهم بعد الطلاق ، ولا شك في أن هذه النسبة لها آثارها السيئة علي الأبناء والمجتمع .

وكما ذكرنا فإن الأبناء يحتلون الأولوية بين الزوجين فقد كان لزاماً عليهما أن يتقاسما المسؤولية والأدوار فيما بينهما في هذا الشأن ، فيتولي الأب مهمة الإنفاق علي الأبناء والإشراف النفسي ويجنبهم الفراغ العاطفي الذي يعانون منه من جراء فقدهم له بعد الطلاق ، وتتولي الزوجة مهمة حضانة أبنائها وتربيتهم التربية الصالحة والمحافظة علي سلوكياتهم وأخلاقهم ، وبذلك تتحقق المعادلة الصعبة التي أخفق كل من الزوجين في القيام بها أثناء قيام العلاقة الزوجية بينهما ، مما يؤدي في النهاية إلي بث روح الطمأنينة للزوجين والاستقرار للأبناء والتواصل بينهما بعد الطلاق .

وكم أتمني أن تترسخ في المجتمع فكرة الطلاق الناجح ، لينعم بالسعادة ويتحقق من ثم الاستقرار للأسرة بعد الطلاق .



نقلته والله من وراء القصد
__________________





 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:39 AM.


images