تقول إحدى الأخوات : ذهبت إلى الحج وكان في حملة الحج التي ذهبت معها امرأة صالحة تذكر الله كثيرا وكان لها ابن في سن الشباب وكان ابنها ياتي ليرى ماتحتاج والدته ويأتيها بالطعام والشراب ولاحظت بأن كف يده في تشوه يعيقه من حمل الأشياء ومع ذلك لم يتوان قط عن خدمتها وكان كلما شرع بصب الماء لها أو قدم لها خدمة ووجد صعوبة في ذلك كنت أرى الدموع في عيونها إلى أن تجرأت وسألتها عن السبب فاغرورقت عيناها بالدموع وقالت لي : إن هذا الابن ليس ابنها إنما هو ابن زوجها والقصة كالتالي : إنها امرأة عقيم حرمها الله من الأبناء فتزوج زوجها عليها ورزقه الله هذا الولد وكانت تعلم بقرارة نفسعا بأن هذا حقه ولكن غيرة النساء لايستطيع أن يوقفها أحد فقد كانت تتمنى أن تضايق زوجها وضرتها حتى تشفي غليلها
وفعلا تحقق لها ماأرادت ففي ليلة وبينما زوجها وضرتها في غرفة نومهما كان هذا الشاب رضيعا في بداية مشيه
وكان يتحرك في أرجاء المنزل ورأته يذهب إلى غرفة الضيوف التي فيها مدفأة مشتعلة فعرفت أنه علي أن أبعده لأن هناك خطر عليه ولكن أنانيتي منعتني فأغلقت باب غرفتي وكأني لاأرى شيئا
وماهي إلا لحظات حتى سمعت صوت صراخه وبكائه إذ أمسك بشمعة المدفأة المشتعلة
وعند إنقاذه كانت يده قد تشوهت بنار المدفأة المشتعلة وكانت النتيجة أن أصيب كفه بهذه الإعاقة....
ومرت هذه الحادثة وفي السنة الثانية سافرنا برا وشاء الله بأن يحدث لنا حادث راح ضحيته زوجي وضرتي وبقي هذا الطفل أمانة في عنقي فأخذته وربيته إلى أن بلغ مبلغ الشباب وهاهو أبر الناس بي وكلما رايته يقوم بخدمتي وطاعتي أحس بالندم والحزن فلو كنت أعلم أن هذا الطفل سيكون نصيبي في الحياة لأنقذته قبل أن تحترق يده ولكن أنانية الإنسان قد تجعله يعمل عملا يندم عليه طوال حياته ..
إنني اطلب من الله تعالى أن يغفر لنا خطايانا وأن يتعظ الناس بهذه القصة .
( نقلا عن مجلة النور ).