الأخ تزوج على شرط أنّ زوجته تواصل دراستها في جامعة داخلية وتتوظّف
هو وافق وهذا دليل احترامه لرغبتها وأنّه لا يبغي التسلّط
البعثة تم الإتفاق عليها والتخطيط لها بين الزوجة وأهلها من دون استشارته أو علمه إلى أن وضعوه أمام الأمر الواقع
وحصل السفر
فأي شرع ونظام سويّ يوجب على الزوج أن يقبل ويرضى بهذا ويتحمّله ؟
الزوجة ليست مضطرة لهذه السفرة ولا هي بحاجة ملحّة لها, قد تكون زيادة خير في نظر البعض,
لكن كيف يقدّر هذا الخير؟
حصل شتات للأسرة وزال وتعطّل الغرض من الزواج والإستقرار
ثم بعد محاولات, فرض الطلاق نفسه لضياع الطاعة المفروضة على الزوجة لزوجها في غير مضرة بدينها وصحتها,
أثناء الزيارة كان الطليق مستبشرا وذهب لمراجة أموره مع طليقته وكّله حسن ظن
لكن سدوا امامه أبواب التفاهم
كيف نلومه إذا أراد أن يستبقي ابنته ؟
لم يفتكّها منهم بل لجأ لطلب الحكم في الأمر وقد يُحكم ضدّ رغبته.
كما أنّه أبدى استعداده لإرجاعها إلى أمّها إن رأى من نفسه تقصيرا وعدم قدرة على رعايتها
هل على المجتمع أن يعطي للزوجة كل ما ترغب به وإن كان يؤدي للشتات
ونطالب الزوج بالتحمّل والقبول والصبر وكأنّه لم يتزوّج ولم ينجب؟
إلى أن تأذن الزوجة وأهلها!!
الزوجة هنا اختارت حياة ;طريقا فيه تطرّف عن الحياة المستقرّة,
فلو حرمت من ابنتها لن تكون مظلومة,
والبنت قد تجد مع أبيها وأهلها وذويها ما لا تجده في حياة البعثة وظروفها
لا نلوم أباها ما لم يفرّط ولا نحاسبه مادام يستميت في حسن تربيتها ورعايتها,
ولا نحكم عليه مسبقا بالفشل, وإلّا فالفشل وارد أيضا حتى للأمّ .
والمطالبة تكون للأم أولا وابتداءا بالعقل والمنطق والواجب أن تحفظ لنفسها وابنتها وأسرتها ما أوجبه عليها الزواج والأمومة .
__________________
إن كنت في مجالس الناس فاحفظ لسانك,
وإن كنت في بيوت الناس فاحفظ بصرك.
ممتنّة لله وحده