أولاً سلامتك من كل ألم وتعب، والله يوفقك ويسعدك ويحقق لك مناك.

تماضر، لابد في البداية أن تحددي موقفك بشكل مبدئي، وهذا سؤال طبيعي تسأله أي إنسانة.
هل أريد أن اتزوج أم لا؟ هل الزواج مهم وهدف من أهدافي بالحياة؟ هل الزواج شيء لايمكن أن أحيد عنه؟
أتوقع أن الجواب نعم أريد أن أتزوج وأنجب وأبني أسرة وحياة مستقرة.

إذا آمنتي بذلك، هنا الآن يجب أن تدرسي الأمر كونك بنت، ومن هذا المجتمع، وله عادات وأساليب وطرق في الزواج، نتفق أو نختلف في ايجابيتها، هذا أمر، إلا أننا نحترمها ونتعامل معها بواقعية وتفهّم.

أنا لا أدري ماحدود أمكانية العلاقة والتواصل مع الطرف الأخر أي الرجل في مجتمعك وأسرتك، ومدى سماحهم بذلك، أو مدى قدرتك على أن تحصلي على أكبر قدر ممكن من التواصل مع الخطيب قبل الزواج.

بخصوص ارتباكك وخوفك وقلقك حين يأتي متقدم، أتوقع والله أعلم أن السبب هو تراكمات نفسية معينة، اعتياد على الخوف من الأشياء الجديدة، سماعك لقصص غيرك من حياة غير مستقرة، والنقطة الأخيرة والأهم هي خوفك من الجديد، واعتيادك على نمط معيشي معين استقرت نفسك له وقدرتي أن تتعاملي معه بأسلوبك الذي اعتاده (وحتى لو كان فيه من السلبيات والمشاكل الشيء الكثير) فإن السجين مع مرور الوقت يتأقلم مو وضعه، وأحيانا تصله لديه القناعة أنه لايريد أن يخرج من سجنه أو يشعر أنه أفضل من غيره من الأماكن.

عموما، يجب أن نكون واقعيين وأن نفهم الوضع الذي نحن فيه، وماتطمح وتشتاق إليه نفوسنا هو مجرد تخيلات ورسومات جميعنا نتخيلها ونرسمها ونتمناها ولكن لم ولن نحصل عليها، وهذا يواجه أي فرد على سطح هذه الدنيا كان حياً أو ميتاً أو لم يولد بعد، ولذلك من الضروري أن تكون طموحاتك وتصوراتك للإنسان لرجل المستقبل فيها الكثير من المعقولية والمنطقية، حتى في طرحك للشروط يجب أن تكون فيها نوع من المرونة خصوصاً إذا كنتي متقدمة في العمر.

من الضروري معرفة الرجل وتفاصيل كثيرة عنه، أي رجل متقدم أبحثي عنه في كل مكان، في النت، حاولي أن تسألي عنه كثيراً، لدي مقولة هي لاتسأل الإنسان عن أصدقاءه إنما أسأل عنه تويتر، تويتر يكشف شخصية المرء إذا كان قد اعطى نفسه العنان في الحديث بما يقول (هذا على سبيل المثال)
لكن التتبع التقليدي عندنا عن الرجل هو سؤال أصدقاءه وبيئة عمله (ومع ذلك) هذا لايشكل حتى 5% من معرفة شخصية الرجل وطبيعته وعقليته إلخ...، فجميع الرجال الذين تزوجوا كانت شهادات الناس عنهم عادة إيجابية، لكن المحك هو شخصية الرجل الحد الأدنى من التفكير المقبول والحد الأدنى من الشخصية الرجولية التي يعتمد عليها.
من الصعب جداً أن نعتمد على مؤشرات ونحكم من خلالها على صلاحية هذا الرجل من خلافه، الأهم في رأيي وهو مايشكل بيت القصيد هو الارتياح لذلك الرجل وشخصيته وتعامله وأخلاقه وشكله، هذا بشكل أولي، ثم يأتي النظر في دخله وقدرته على بناء بيته معنوياً ومادياً.

ليس كل الرجال سيئين، ولا يمكننا الاعتماد على مؤشر واحد أو اثنين لنقول أنه هو المعيار الحقيقي لصلاح الرجل ومناسبته، كما أن المرأة لها معايير واختيارات معينة من حقها كإنسانة بشرط إلا تكون تلك الخيارات معقدة ومثالية كثيراً.

أعرفي يا تماضر جيداً، أن أي رجل على وجه هذه الدنيا لن ولن يكون وفق مانشتهي وتتمنى أنفسنا، كلنا فينا عيوووووب وسلبيات كثيرة، يجب أن تدركي أن طبيعة الحياة الزوجية يلفها الكثير من الروتين، والمهارة كل المهارة هو فن التعامل مع الواقع ومحاولة كسر الرتابة إلى حياة نشيطة فعالة متجددة، إن من الحكمة أن تدخل المرأة متفائلة غير متوجسة مقبلة غير مدبرة، مبادرة غير متراجعة إيجابية غيرة سلبية، وأن تستشعر الخير والتوفيق من الله وستناله بحول الله.

تذكري إن أكبر السلبيات والأخطاء التي تدخل فيها الزوجات، هي دخولها الحياة الزوجية وهي متخوفة ومترددة وقلقة، فيصبح أي سلوك حادث من قبل الرجل أو غيره على إنه صفارة إنذار وأنه مؤشر قادم، بينما هو سلوك طبيعي، أو حتى لو لم يكن طبيعي يجب أن يكون التعامل معه بالبحث عن حلول إيجابية.

يجب أن تتزوجي بقناعة وثقة ومحبة لذلك الزوج، وعلى ذلك سيري في حياتك الزوجية، وفالك التوفيق إن شاء الله

هذا ماوددت طرحه تعليقاً على موضوعك، ولعل توضيحك للأمور وشرحك لبعض الأشياء، ستبين لنا بعض الامور بشكل أكبر.

وأعذريني لو تأخرت قليلاً في الردود.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..