عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
سورة لقمان مكية وهي بذلك تعزز الآيات المكية في عبادة الله و تسفيه من يتخذ آيات الله هزواً، ويتبع كل ما كان ملهياً عن دين الله وطاعته.وبذلك عالجت قضية العقيدة في نفوس المشركين الذين انحرفوا عن تلك الحقيقة، حقيقة توحيد الخالق وعبادته وحده، وشكر آلائه، وبينت حقيقة اليقين بالآخرة وما فيها من حساب دقيق وجزاء عادل، واتباع ما أنزل الله والتخلي عما عداه من مألوفات ومعتقدات.
وأوضحت السورة أن قضية الجزاء في الآخرة مرتبطة بقضية الإيمان والكفر.
كما أنها تبين قدرة الله في الخلق والإبداع، والإيجاد والإمداد.
وقد ذكر أبو حيان في "تفسيره" سبب نزول هذه السورة، فقال: "إن قريشاً سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصة لقمان مع ابنه، أي: سألوه سؤال تعنت واختبار". وهذا الذي ذكره أبو حيان يؤيده تصدير السورة بقوله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} (لقمان:6).
وقد سميت هذه السورة "سورة لقمان" لأنها تطرقت للقمان، وحكمته، التي أدب بها ابنه، وليس لها اسم غير هذا الاسم،
وقد تضمنت زيادة على فضيلة الحكمة، والسر في معرفة الله تعالى وصفاته، وذم الشرك، الأمر بالأخلاق والأفعال الحميدة، والنهي عن الذميمة، وهي معظمات مقاصد القرآن".
روى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (مفاتيح الغيب خمس، لا يعلمهن إلا الله {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت} (لقمان:34).
تضمنت سورة لقمان عدداً من المقاصد، نذكر منها التالي:
وجاء في ذكر قصة لقمان بأن الله آتاه الحكمة، وأمره بشكر النعمة. وذكر وصاياه وما اشتملت عليه: من التحذير من الإشراك، والأمر ببر الوالدين، ومراقبة الله؛ لأنه عليم بخفيات الأمور، وإقامة الصلاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر، والتحذير من الكبر والعجب، والأمر بالاتسام بسمات المتواضعين في المشي والكلام.
تضمنت السورة تسلية للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بتمسك المسلمين بالعروة الوثقى، وأنه لا يحزنه كفر من كفروا.
الرد على المعارضين للقرآن في قوله سبحانه: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله} (لقمان:27)، وبيان امتداد علم الله سبحانه بلا نهاية، وانطلاق مشيئته في الخلق والإنشاء بلا حدود، وجَعْلُ هذا دليلاً كونيًّا على البعث والإعادة وعلى الخلق والإنشاء.
ولا نغفل عن بيان طبيعة النفس البشرية وما تمر به من ضعف بالأخص عندما تشعر بالخطر وكيف أنها تلجأ إلى الله سبحانهتستنجد به وتدعوه لكن إذا انكشف الخطر عنها وأحست بالطمأنينة والأمان ,فمن بين تلك النفوس من يبقى مستمسكاً بما عاهد الله عليه،ويشكر نعمته وفضله ومنهم من ينكر ذلك ويرتد على عقيبه، ويجحد نعمة الله عليه.
ولا ننسى أهمية التقوى في حياة الإنسان، وأن الإنسان لا ينفعه يوم الحساب إلا ما قدمه من عمل صالح، ولا يغني عنه يوم الحساب عمل الآخرين، ولو كانوا أقرب الناس إليه.
وفي ختام السورة تحذير من دعوة الشيطان، والتنبيه إلى بطلان ادعاء الكهان علم الغيب، وأن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى.