السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى في كتابه الكريم :
((
وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) )) سورة النمل
قال صلى الله عليه و سلم: ((
تهادوا تحابوا ))
و قال عليه أفضل الصلاة و السلام :
((
تهادوا فإن الهدية تُذهب وحر الصدر , ولا تحقر جارة لجارتها ولو شق فرسن شاة )) صحيح البخاري
و قال صلى الله عليه و سلم:
((
يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة))
الهدية
مفتاح من مفاتيح القلوب
و لغة من لغات الحب
و بريد مباشر إلى إحساس الطرف الآخر يوصل له بكل وضوح : <<إني أتذكرك و أود أن أفعل ما يسعدك >>
و معروف قدرها
و يكفينا لنقر بأثرها قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( تهادوا تحابوا )
و الحديث عام في معناه
أي أنه يشمل الأزواج و غيرهم
فكيف نقول أن تطبيق الحديث ( تهادوا تحابوا ) يكون مع الأغراب فقط ؟
بل الزوج و الزوجة يشعران بمشاعر تفيض محبة و صفاء و رقياً عندما يتبادلان الهدايا
//و الهدية ليست بوزنها أو ثمنها //
بل هي تعبير صادق أن الطرف الأخر يفكر بشريكه
و يتذكره
و يتمنى أن يقدم له شيئاً جميلاً
بل و يفرح بابتسامة صادقة ترتسم على وجه حبيبه رضاً و هناءاً
فكم من وردة نضرة لا يتجاوز سعرها 5 ريالات كانت حلاً لمشكلة عويصة بين زوجين
و كم من بطاقة معطرة ضمنت كلمات رقيقة و ضعت على زجاجة عطر متواضعة كانت كبلسم على جرح
و كم من ليلة تتهيأ فيها الزوجة لزوجها و تهديه فيها تغييراً للنمط المعتاد في الحديث كانت دافعاً للتغلب على الهموم
إذن الهدية لها أجمل الأثر
و قد تكون مادية و قد تميل للجانب المعنوي
المهم في محصلتها أنها تذكر الطرف الآخر بأهميته لديك
و أقول لمن أخبرنا بأن وجود الزوج عند زوجتة أهم أو أكبر هدية:
نعم وجودك هو الأهم بالنسبة لها من الهدايا لكن ؛ إن كان وجودك مهم إلى هذه الدرجة ألا تستحق تلك الزوجة
المحبة أن تشعرها أنت بوجودها هي أيضاً في حياتك
بعد كل ما سبق من كلام أود أن أذكر
نعم الهدية مهمة بين الزوجين
لكن إن كنتِ إيتها الزوجة تهدين زوجك و هو لا يهديك فهل تعتبرينها مشكلة؟ ( كثيرا ما تشتكي النساء في قسم المتزوجين)
و إن كنت أيها الزوج تهدي زوجتك و لكنها لا تبادلك ذلك هل تعتبرها مشكلة؟ (وكثير ما يشتكي الرجال في قسم المقبلين)
أقول لكما
لا إنها ليست مشكلة
بل إلتمس مشاعر الطرف الآخر و حبه في جوانب حياتكما الأخرى
في عطفه و حنانه و كيف يخاف عليك إذا مرضت أو وقعت في مشكلة
إلتمسي ذلك أيتها الزوجة في حبه لك و لأبنائك ، في توفيره لاحتياجاتك , و في اشتياقه لك
و التمس ذلك أيها الزوج في قلقها عليك ، و تلمسها مواطن رضاك , و ابتسامتها فرحا بلقياك
لكل الأزواج و الزوجات هاهنا أقول
وفقكما الله تعالى و جمل دنياكما بالسعادة