كيف الجمع بين العبادة و الشهوة ؟؟؟
 

أنا مقبل إن شاء الله على الزواج، لكن هناك شيء لم أستطع التحكم فيه لحد الآن و هو كيف الجمع بين طاعة الله سبحانه و تعالى و بين الميل إلى الشهوة و ملذاتها (أي في الحلال طبعا) ؟؟؟
أوضح لكم أكثر، فأنا عندما أكون مع خطيبتي أو أكلمها و نتعمق في الحديث و تغمرنا السعادة و الشوق يضعف إيماني و أجد نفسي أبتعد عن الله و أقصر في طاعته. و هذا رغم أن خطيبتي ملزمة و متدينة.
و أنا حائر إن كان هذا يحدث قبل الزواج فكيف بعده؟ أي بعدما تكون بيننا معاشرة زوجية فهل أغرق في بحر الشهوة و أنسى العبادة و الطاعة؟ أم هي مجرد مرحلة و أعود إلى حالتي الطبيعية ؟
لأنني رأيت أناس كانوا في المسجد يصلون الصلوات الخمس ( و هم كثر ) قبل الزواج ، أما بعد الزواج انطفأت شعلتهم
و لم أعد أراهم يصلون في المسجد إلا نادرا.
فإخواني هل أنا ضعيف الإيمان، لهذا يحدث لي ؟ و هل لديكم حل لهذا الإشكال؟

لي عودة ان شاء الله :)

بسم الله الرحمن الرحيم

اخي الحبيب (صلب الارادة)

كل فرض من الفروض التي فرضها علينا الله ممكن تقبل منك اذا اخلصت النية فيها، وجعلت النية فيها خالصة لوجه الله تعالى. وممكن ايضا نفس هذه الفروض التي تؤديها، تحسب عليك وزر اذا كانت نيتك غير خالصة لله. كأن تؤديها رياءً مثلا.

بل حتى قراءة القرآن الكريم، كل آية اما تحسب لك وتوضع في ميزان حسناتك او تكون عليك وزر اذا لم تعمل بها او تكون نيتك غير خالصة لوجه الله تعالى.

والان نأتي للمعاشرة الزوجية، فقد قال حبيبنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح (ان في بضع احدكم صدقة). اي عندما تأتي زوجتك تكسب صدقة او اجر. فسألوه الصحابة رضوان الله عليهم، كيف ذلك يا رسول الله؟ فرد عليهم حبيبنا عليه الصلاة والسلام - فيما معناه - اذا وضعتها في حرام أليس عليك وزر!؟ قالوا بلى، قال - فيما معناه - واذا وضعتها في الحلال - اي شهوتك - اجرت عليها.

والان كيف نخلص النية مع زوجاتنا؟ .. بالبداية عندما يأتي الرجل زوجته يقول الدعاء المأثور عن النبي عليه الصلاة والسلام، ألا وهو: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا. وتكون نيتك عندما تأتي زوجتك ان تحتسب هذا الجماع بأنك تعفّ نفسك وزوجتك من الحرام.

وهناك الاداب الكثيرة المأثورة عن الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تخص الجماع، من ان تقدم لنفسك - بالمداعبة - وان تجعل بينك وبين زوجتك رسول - القبلة - ..

وبهذه الحالة تكون في عبادة لكل عمل تقوم به وتؤجر عليه حتى لو كنت تجامع زوجتك :)

اتمنى ان يكون قد وفقني الله في الايضاح وان تعذروني ان كان هناك خطأ في كتابة نص الاحاديث :)

وفقكم الله ويسدد خطاكم .. وبارك الله لكما وجمع بينكما في خير.

أخي باختصار شديد..
لا تفرق بين العبادات والشهوة المباحة، فهي أيضا عبادة!!
احرص على جمع الحسنات بالنية
حسن نيتك في كل عمل حلال أو مباح
فذلك كفيل برفع مستواك الإيماني
في النوم
في مداعبة الزوجة
في الأكل
في النزهة
...في كل أمورك
وبإحسان النية في الأعمال، سيكون المردود الإيماني كبير بإذن الله
وأرجو منك قراءة كتيب:
"كي لا نحول الإسلام إلى طقوس" لعبدالله الحامد
فهو يعالج مجموعة من المفاهيم التي قد تساعد في تكوين صورة أشمل وأجمل للحياة والإسلام والعلاقة بينهم

وبالتوفيق
"اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك"

يا أخي الشهوة التي تحصل بين الازواج هي أيضا عبادة لانها في الحلال

اخوي مجامعتك لزوجتك بالحلال هذي بحد ذاتها عباده ...... لأنك تعف نفسك عن الحرام وتعف زوجتك وحاول

تستحضر نيات عند مجامعة الزوجه نية الذرية الصالحه واعفاف نفسي وزوجتي من الحرام اذا نويت هذي النيات

تكون بعباده لا شك ..

اعمل لدنياك كأنك تعيش دهرا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ..

بالنسبه للصلاه قول حق زوجتك تنبهك اذا حسيت بتقصير وانوي انك بعد الزواج تكون اشد عباده والاعمال بالنيات

الله بيعينك ان شاءلله .

تحيــاتي

يا إخواني أعرف أن الزواج طاعة و عبادة لله سبحانه و تعالى، لكن هذا لا يعني أنني أتخلى مثلا عن صلاة الجماعة في المسجد
فصلاة الصبح لم أستطع أصليها في المسجد لأن سهرت مع زوجتي لوقت متأخر.
صلاة الظهر لم أصليها في المسجد لأنني كنت في وجبة غذاء مع زوجتي.
صلاة العصر لم أصليها في المسجد لأنني كنت أتفسح مع زوجتي.
صلاة المغرب لم أصليها في المسجد لأنني خرجت مع زوجتي إلى مطعم.
صلاة العشاء لم أصليها في المسجد لأن زوجتي تخاف أن تبقى لوحدها
******** أيعقل هذا؟ أهذا هو الزواج الذي يعتبر عبادة ***********

يا أخي سبحان الله..
لماذا تضع اللوم على الزواج...!
ما رأيك فيمن يقوم الليل كله ، ومن التعب تذهب عليه صلاة الفجر!
ما رأيك فيمن يوزع الصدقات والزكوات وتفوت عليه صلاة الظهر!
ما رأيك فيمن يزور المرضى ويعودهم وتفوت عليه صلاة العصر!
... الخ
أخي..
الزواج صحيح أنه منعطف في حياة الشخص
لكن الشخص هو المسؤول
"إن من أزواجكم وأولادكم عدو لكم"
ولكن ليس الخطأ خطأهم
بل الخطأ من لا يعرف أن يحدد دوره واهتمامته وأولوياته
...!

وأسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق

أخوك
واحد محظوظ