صرخة من خلف الأبواب المغلقة
الاغتصاب الزوجي ... جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون
- تحقيق : شيماء عبد الهادي
ترتدي البنت ثوب زفافها الأبيض.. تدق الطبول بشدة.. وتعلو الزغاريد.. فرحة هي ببداية حياتها الزوجية.. حياة الحب والسكن والمودة والرحمة، وفجأة ودون مقدمات تجد نفسها تتعرض لأبشع أنواع العنف الأسري المباشر ممن حلمت بين يديه بالأمان.. الزوج.
ورغم يقيني من أن الاغتصاب الزوجي موضوع شائك يصعب التحدث فيه كغيره من الموضوعات الاجتماعية التي نعتبرها محرمة"Taboo" لا نجرؤ على تداولها والخوض في مناقشاتها لاعتبارات كثيرة منها الاجتماعي ومنها الأخلاقي ومنها أيضا الديني، إلا أنني قررت أن أرفع رأسي من الرمال وأدق إنذار الخطر ، فالعلاقات الزوجية هي أسمى العلاقات الإنسانية التي شرعها الله عز وجل ليضع علاقة المرأة والرجل في نصابها الصحيح علاقة تكامل وحب ورحمة.
.
بعد محاولات مستميتة للتحدث مع الزوجات في موضوع الاغتصاب الزوجي ورفض مطلق منهن ومحاولات إقناع مني بان الاغتصاب لا اقصد به فقط الاغتصاب الجنسي ولكن اقصد به كافة أشكال الاغتصاب النفسية الأخرى، وانه من حق الجميع رجالاً ونساءً معرفة العنف الذي يحدث خلف أبوابنا المغلقة والذي قد يبرر بطاعة الزوج وحقه الشرعي من حيث الفهم الخاطئ للموروث الديني أو حتى اعتباره من الأسرار التي لا يجوز التحدث فيها من حيث موروثنا الاجتماعي، إلا انه كانت هناك قلة من النساء ونموذجين من الرجال قرروا التحدث معي وعرض ما يحدث كانت تجربة ذاتية آو واقع معاش لبعض معارفهم شريطة ألا أفصح عن أسمائهم.
- زوجي يتلذذ ببكائي
بحرقة شديدة قالت "ش.م" نعم أنا شخصياً أتعرض لهذه الكارثة التي جعلت حياتي جحيم وجعلتني أشعر بالكراهية تجاه كل شئ حتى تجاه نفسي، فزوجي عطوف جداً خارج غرفة النوم ولكن بمجرد ان يغلق باب الغرفة إلا واجده يتحول لوحش شرس قمة متعته ان يسمع بكائي وتألمي خلال المعاشرة الزوجية، لقد قررت كثيراًْ الانفصال عنه ولكن أين اذهب وأنا لا اعمل ومعي ثلاثة أبناء في المراحل التعليمية ويحتاجوا مصاريف كثيرة لذا دائماً أقول لنفسي لابد وان أتحمل من اجل أبنائي.
وبثقة المنتصرة قالت "ض.أ" سأقول لكي تجربتي لعل غيري من النساء يستفيد منها، منذ الليلة الأولى وأنا اغتصب من زوجي.. نعم اغتصب بكل ما في الكلمة من معني ولن أنسى إنني في الليلة الأولى كنت متعبة جداً وطلبت منه تركي بعض الوقت للراحة إلا انه رفض وعاشرني بالقوة إلا إنني بعد فترة قرأت ان العنف هو طاقة زائدة لدى الشخص أيا كان. ومنذ تلك اللحظة وقد قررت ان افرغ طاقاته تلك في أشياء كثيرة صحيح هو بدأ بعد فترة طويلة يعاملني بشئ من الرقة ألا انه في بعض الأحيان يعود لعنفه معي ظناً منه بان هذه القوة هي الفحولة والرجولة، ولكني اعتقد إنني بشئ من الصبر والمحاولة سأستطيع ان أغير هذا الفهم الخاطئ خاصة وان بداخله رجل طيب جداً.
- لعنة الملائكة
ولولا ستر الله لكانت ب.أ.ع" ضربتني وبشدة فرغم ارتدائها للنقاب وحضورها لدروس الدين إلا إنها تفهم الدين بشكل خاطئ جداً ففي البداية صارحتني بأنها تتألم بشدة في علاقتها مع زوجها حتى ان بعض أجزاء من جسدها تشهد على ذلك بما تحمله من كدمات زرقاء وعندما سألتها ألا تعلمي ان العلاقة الزوجية خاصة لابد وان تكون بقدر كبير من الحب والحميمية؟.. وجدتها تثور في وجهي استغفر الله العظيم، فقلت لها الم يعلمك زوجك وهو يحاضركم بالدروس الدينية ان الله سبحانه وتعالى وان رسوله الكريم حث على ذلك. قالت لي: وبعدين معاكي زوجي يعلم أكثر مني ومنكي وبعدين أنتي عاوزاني أقوله إني رافضة أو إني تعبانة فتلعني الملائكة؟!
أما "ك. ع. أ" والتي أنهكها العلاج النفسي والصحي فتقول لي والكلمات تذبحها أحببته بشدة وكنت احلم بيوم الزفاف اليوم الذي سأكون معه فيه ولكن ليته لم يأتي هذا اليوم، فقد أرغمني على المعاشرة من الخلف من "الدبر" بحجة ان ذلك سيكون أيسر لي وأمتع له، وكانت النتيجة أنني أجريت عملية لخياطة ما بين فتحتي المهبل والدبر. وطبعاً طلبت الطلاق، ولا اظنني سأتزوج مرة أخرى فأنا مازلت اخذ علاج نفسي رغم مرور ثلاثة سنوات على تلك الواقعة إلا أنني ولا اخفي عليكي أصبحت امقت كل الرجال حتى والدي واخي علاقتي بهم متوترة بعض الشئ ويوم زفاف أخي منذ عام تعرضت لانهيار عصبي عندما تذكرت ما حدث ولو كنت رأيته يومها أقسم اني كنت سأقتله.