بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الخلوة
مأخوذة من الفعل خلا ويعني الفراغ.
وهي تصدق على الاشخاص والمعاني
فيقال خلي البال أي باله فارغ من الهم
ويقال خلى بنفسه.
أي فرغ محيطه من غيره
أو خلا بزوجته أي أفرغ المكان من غيرهما.
ومن هنا نسأل هل يمكن للإنسان أن يخلوا بنفسه
أم هذا المعنى مجازي
ونوضح ذلك بالتالي
الإنسان يعيش بملك الله تحت علم الله وقدرته وقهره مكلف بأمره لعبادته فالله معه حيثما كان وكذلك معه ملكان هما الكتبة يحصيان له وعليه ما كسب وما اكتسب
ويجرى منه إبليس مجرى الدم ومعه القرين وهو ولد من أولاد إبليس يلازمه ليغريه بالشر ومعه النفس الأمارة بالسوء.
لذلك هل من يخلوا بنفسه يصدق عليه ذلك مع كل هؤلاء برفقته.
الصحيح أن المعنى مجازيّ وليس حقيقي
والخلوة المقصودة هي خلوته بنفسه عن بقية البشر لا عن الله ولا عن الكتبة ولا عن القرين ولا إبليس ولا النفس الأمارة بالسوء وهذا يدعونا للتفكر في خلواتنا عن الخلق وما نفعل فيها فكل ما نفعله من خير بخلوتنا فأجره عظيم مضاعف بإذن الله وكذلك ما نفعله من شر فحسابه أشد وكذلك الاستغفار منه. أعظم عند الله.
النصيحة
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل
خلوت ولكن قل عليَّ رقيبُ
والنفعل الصالحات في خلواتنا ونذكر الله خالين. فإن دمعت أعيننا فالنبشر بظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله.
فتأدبنا مع الله في الخلوة يدل على أنه في أنفسنا أعظم من الناس
اللهم أوزقنا خشيتك في الخلوة وذكرك فيها وحفظ محارمك والوقوف عند حدودك في السر والعلن اللهم آمين والله أعلم.