نـــــــــدم
أسمك جميل صدقني ، ويزدادا ً جملاً لأنه أتى قبل أن تخسر من لا تستطيع بندمك إستعادة ثقتهم .
أخي الكريم أكرر القول بأن الجميل في الموضوع أن الندم هو سيد الموقف ، بل أن اسمك ومعرفك ندم ، وهذا مايعد نصف
مرحلة العلاج حقا ً ،
أنت وأن اطلقت على نفسك أسم مدمن ومتاطي الخ الخ ، إلا أنك تملك الكثير من الأوراق الرابحة التي
يفتقدها بقية المدمنون
فيجب أن تحمد الله على أن فضلك على غيرك وتعزم بعد الإستعانة بالله على الإستعانة بها
و أن تستخدمها لتقوية دفاعاتك الذاتية وتستعين بها بعد الله لتجاوز المطب أول لنقل تجاوز الحفرة التي
سقطت فيها ، ولم تجمع قواك بعد لتجاوزها .
أنت تملك كما قلت اوراقا ً رابحة يمكنها بعد توفيق الله ثم الإصرار مساعدتك على تخطي ما أنت فيه فمثلا
الورقة الأولى
أنت لم تعش في كنف اسرة مشتتة سببت لك الكثير من المعاناه التي تنعكس على نظرتك للمستقبل ،
قد تقول كيف عرفت من حديثك بأنك تخاف على والديك من الصدمة لمجرد أن يعلموا بأمرك ، وهذا دليل على أن الأمر
بالنسبة لك مأخوذ بالحسبان فيما يخص والديك .
ويقوي ويعزز تلك الورقة الرابحة كونك تتخيل بأن يحدث ما يجعلهم يعلمون بأمرك وأنت تدرك تماما بأن الأمر لابد وأن
ينكشف طال الوقت أو قصر فتخيل بأنهم علموا ، مالذي قد يعيد ثقتهم المجروحه في أبنهم ندم الذي لاشك وأنهم كثيرا
ماوقفوا وفاخروا به بين معارفهم ، ماذا عساهم يقولون لمن أتى ليواسيهم او لمن أتى يظهر المواساة ويبطن الشماته ،
فكثيرون من البشر من حولنا لا يجيدون سوى الشماته والعياذ بالله .
تخيل ذلك الموقف وأسئل نفسك سؤالاً يقول هل تركها الآن بأي شكل كان أفضل أم تركها بعد أن ينفضح الأمر وافقد
الثقة واترك اثرا ً وجرحا ً غائرا ً لدى أسرتي واهلي لن تمحاه السنين الطوال .
الموضوع هنا ليس تحفيزا لك للترك بل هو تحفيز لك لإختيار الوقت فأنت من حديثك عازم على الترك وهو
قرار عقلاني لا جدال فيه .
ننتقل الى الورقة الثانية
وهي بأنك شخص مثقف ومتعلم وقبل ذلك حافظ لكتاب الله الكريم
اقول لك لا تخف فبمجرد أن تحفظ كتاب الله مهما ابتعدت سيكون العود اسهل والجهورة التي امتلكتها مهما قصرت في
حفظها ورعايتها لن تتلف ، بل مجرد عودة لها وتلميع لها سيجعلها تعود لتنير بداخلك فلا تكن مجحفا ً بحقهاا ، أخي
الكريم كثيرون يتمنون أمنية واحدة في هذه الحياة وهي أن ينير القرآن قلوبهم ، ويجدون المشقة لاسباب عديدة لتحقيق
مايصبون اليه ولكن الله وهبك تلك النعمة فهل تتجاهل قيمتها وتخسرها بسهولة ، لا اعتقد ، كما أنك تعلم جيدا بأن خطأ
غيرك اقل مضاضة وأقل جرما من خطأ من وجد الحق وعرفه . وانار الله بالقرآن قلبه ، الموضوع ليس بالصعوبة التي تتوقعها
فعد لما تملكه من كنز فوالله لن يزيدك إلا علوا ورفعة ولن تجد في استعادته بعزم إلا كل سهولة ويسر فمازال في الوقت
متسع ، حيث أن مجرد عودتك ستكون ورقة رابحة تقوي بها دفاعاتك لتقلل في خيالاتك اهمية تلك المادة التي لن تخرج
منها سوى بضياع وخسران مبين قد يتعدى ضرره كل شيء جميل في حياتك وسيأتي على الأخضر واليابس في مشوارك
الحياتي فوالله هناك جروح قد نتسبب فيها ضد انفسنا ولا نعلم بأن اندمالها وعلاجها يعد ضربا ً من الخيال .
الورقة الثالثة التي قد تجعلك ( تقطع على خصمك )
قلت بأنك كسبت ثقة ومحبة الناس ، وهذا امر قد لا تخالفني الرأي عندما أقول لك بأنه ليس بالسهل أكتسابه ولكن من
السهل فقده في لمح البصر .
فتخيل بأنك بعد أن اكتسبت تلك الثقة ، تعود ولا سمح الله وتضطر بعد أن يعلم الناس أمرك ولم تستثمر ستر الله عليك
تعود وتضطر لأن تسير دائما مطأ طأ الرأس منكسر النظرات !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!
هل تخيلت الموقف جيدا ً.
اخي اقول لك هي ورقة رابحة لأنك لو اشغلت نفسك بمواصلة الافعال التي تعزز محبة وثقة الناس لك لنسيت بل لتجاهلت
اي شيء من الملهيات المباحة فكيف لك بماهو غير مباح ويجلب العااااااااااااااااااااااااااار والخزي ، حتى لو تبت منه ربما أن
الله يغفر ولكن أنت وانا والجميع يعلم جيدا بأن الناس تستمتع بأستعراض خيبات الأخرين . لا أشك في أنك تدرك ذلك .
الورقة الرابحة الرابعة
لا أعلم هل هي الرابعة أم الخامسة ليس لأني لا اجيد الحساب بل لكثرة ماتملك من المدعمات التي يفتقدها غيرك والتي ايضا بعون الله ستسهل عليك القرار الذي يقود للفعل وليس الشعور فقط ، اعود وأقول
أنك ماتزال شاب في مقتبل العمر تخيل حياة الشباب الذين ابعدهم الله عن مثل هذه الأمور ، تجدهم فرحين دوما يتنقلون
هنا وهناك بكل نشاط وحيوية يتمتعون بالمباح ويتنافسون في كسب محبة الناس بل والله يعلم بأني اعرف كم
نتنافس حين نجتمع ونفخر حين يرد ذكر احدنا في مجلس رواده من كبار السن او حتى من كبيرات السن رغبة في
كسب قلوب العذارى
ليس بالحرام بل حين نقدم عملا ً او مساعدة لكبير في السن من معارفنا او ماشابه فلا نشك في
انه سيثني علينا وقد يصل الثناء لذوينا فيفخروا تبعا ً لذلك بنا .. انه نوع من الزهو يشبع غرورا بداخل كل فرد منا ،
واقسم لك بأنه اكثر نشوة من الف ( صاروخ )
يشعل في الأفواه .
ورقة رابحة خامسة ، خيالك
نعم خيالك عندما تتخيل بأنك كطالب تعبت وسهرت سنة كاملة وآخر السنة لم تحقق النجاح ، حتما ستشعر بالخزي
لعملك الذي ذهب مع الريح هبائاً منثورا .
تخيل ذلك الشعور وتخيل والدتك التي أمضت عمرها على تربيتك والسهر على صحتك وراحتك حين تجد نفسها في نظر
كل من عرفها وحتى في نظر والدك مقصرة وقد ذهب عملها دون جدوى بسبب نشوة تافهة وهمية
اذكر لك مقولة احد الاصدقاء نتناقلها كنكتة حين خاف من الوقع في الزنا ، قال والله أني علمت أن لي رباً غفورا ً رحيما ،
ولكني علمت ايضا بأن لي اهلا ً لو انكشف أمري لذهبت أنفسهم على ابنهم حسرات فقلت في نفسي
( والله لو قطعت ........
....... خيرا ً عندي من أن اقف ثانية امام نظرات من عرفني وييهمه أمري )
.
فتبا ً لكل متعة تجلب الخزي والعار .
وآخر ورقة
لايوجد هناك اي متعة تستحق أن نعيش بسببها الخزي والعار ليوم واحد فشعور الخزي والعار جنبنا الله وكل الحضور ذلك
الشعور مؤلم جدا ً فكيف لو عشناها طوال اعمارنا .
فنسأل الله أن يتوب علينا ويسترنا جميعا ً ويبعدنا عن كل ماقد يفتك بنظارة ذكرنا وسمعتنا .
وختاما ً أنا على يقين بأن إدراكك ونصوع معدنك سيدعمك بعد توفيق الله والإستعانة به سبحانه على تخطي هذا
الموقف الذي لا يجب أن تقف فيه طويلا .
أخوك قـــف .