•حينما خلق الخلَّاقُ العليمُ المرأةَ خلق لها المكوِّنات والمميزات التي تستطيع بها أن تجذب وتسعد الرجل في حياته؛ فهي سكن الرجل، وهي المأوى الذي يفرُّ إليه من تعب الحياة وكدِّها ووجعها، وهي الشجرة الوارفة الظلال التي يتفيَّأُ ظلالها، وهي حديقته وربيع دنياه، وخصب معيشته.. وكل هذه الخصال وغيرها تندرج تحت مبدأ "السكن" المذكور في قول الله تعالى الذي خاطب به عموم الرجال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا).. فمهما أجدنا التعبير والتنظير والفلسفة فلن نصل إلى دقة التشبيه الإلهي في القرآن الكريم.. واقرأ معي بتدبر وتمعّن روعة التشبيه القرآني البديع في موضع آخر حيث يقول سبحانه: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ).. ومن المعلوم والمنظور أنَّ اللباس والإزار يكون ملاصقاً للبدن في كل حين؛ وعليه يغدو الزوج أو الزوجة مثل اللباس للآخر لا ينفكُّ عنه. •إنّ الزوجة –يا سادتي ويا سيداتي- تكاد تكون قاعدة الرجل في حياته التي يقف على أرضيَّتِها، وينطلق منها، وتدور بقية أموره الحياتية على هذه القاعدة، ولا يمكن إنكار هذا الأمر كما نرى. وعليه فإنَّ الزوجة تمتلك في يديها تلك القدرات والمميزات والمؤهلات العظيمة التي تكون سبباً في إسعاد بعلها أو شقائه؛ فهي قادرة على تقديم السعادة، والهناء والحياة الطيبة لزوجها على طبقٍ من ذهب مُوَشَّى بالفضة والزبرجد، وهي الدواء، وهي البلسم، وهي الحياة بجمالها وتفاصيلها.. وبالمقابل هي قادرة على تقديم فنون الشقاء، والوجع، والتعب له على أطباقٍ من الهمِّ والغمِّ والنكد المخلوط بالأسى والقهر مما يقوده –بعض الأحيان- لإصابته بالأمراض العضوية والنفسية خصوصاً، وهذه حقيقة واقعية.. وقد صدق أحد الرجال –في الخمسين من العمر، ومن إحدى الجنسيات العربية- حينما قال لي: "يا ولدي، الزوجة هي التي تسبب المرض والتعب للرجل في المقام الأول".. وهو يقصد –بطبيعة الحال والمقال- الزوجة النكدية المُتْعِبَة المُرْهِقَة.. وما أعجب هذه المقولة أيضاً: "الزوجة الطالحة فقر لا ينتهي، وشقاء لا يزول، ووحشة لا تتبدل". •وإننا لو نظرنا بعين التأمل والبصيرة يمنة ويسرة لرأينا نماذج عديدة من الرجال تنطق السعادة في وجوههم، والفرحة في عيونهم نظير حياتهم الزوجية السعيدة المستقرة، وما ذاك يحصل معه إلا من وجود امرأة في حياته أسعدته وأطربته.. وعلى الجانب الآخر نجد أمثلة كثيرة من الرجال الذين اكتست وجوههم بسواد الهم والغم، واختلطت أنفاسهم بالزفرات والتأوُّهات والتنهُّدات التي تكاد تشقُّ صدورهم شقَّاً من الكرب.. ولو حكى أو اشتكى لك فإنك ترى لهيب النار يخرج من فمه حرقةً وألماً، وتشعر بحرارة ذلك.. وكم أستحضر هنا مقولة الفيلسوف سقراط حينما قال لأحد تلاميذه: "تزوج يا بني، فإنك إن رزقت بامرأة صالحة أصبحت أسعد مخلوق على وجه الأرض، وإن كانت شريرة صرت فيلسوفاً". •والأجمل من تلك الأقوال قول الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي ذكر به أنّ الزوجةَ الصالحة من السعادة، وأنَّ الزوجة السوء من الشقاء حيث قال: "أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنئ. وأربع من الشقاوة: المرأة السوء، والجار السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق".. رواه ابن حبان في صحيحه، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة. •وختاماً: يبقى الزواج مثله مثل بقية المشاريع الحياتية القابلة للنجاح والقابلة للفشل بجميع اعتباراته.. ويظلُّ توفيق الله سبحانه وتعالى هو حجر الزاوية في العلاقة الزوجية.. يقول الله تعالى: (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ).. وعلينا طلب التوفيق منه دوماً وأبداً مع تكرار هذا الدعاء "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ". ::: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.. |
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد...
توهجت صفحات المنتدى بحروفك ومعانيك استاذي البليغ موضوعك جميل وعودتك اجمل .. موضوعك يفند الحياة الزوجية من الناحية النوعية فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ولكن بودي فعلا ان اجري عصفا ذهنيا لمدى صلاح المرأة من عدمه..على هامش هذا الموضوع الجميل: هل صلاحها في تدينها؟ ام صلاحها في حسن تبعلها؟ ام صلاحها فطريقة تربية ابنائها؟ ام صلاحها في قوة تفكيرها ونباهتها وشخصيتها؟ ام صلاحها في دخلها المالي ان كان شهريا ام ارث؟ ام في جميع ما ذكر اعلاه؟ واذا اتفقنا على مبدأ صلاح الزوجة.. فكم نسبة الزوجات الصالحات في مجتمعاتنا؟ في اعتقادي القاصر ان نسبة الصالحات في مجتمعاتنا تكاد تكون في انحسار او تعاني الندرة ادري ان هنا في منتدانا العامر من ستأتي وتلقي اللوم .. وهذا امر طبيعي جداً لان معظم عضوات هذا المنتدى ايجابيات ويقسن الامور على انفسهن الزكية.. ولكني اطلب منهن الانصاف لنعلم حال مجتمعنا وهن الممارسات والمتعاملات مع بني جنسهن في مدارك الحياة العامة.. ويمكن استقصاء الامر اذا نظرت المرأة الى المجتمعات ذات الفرص المتكافئة مثل مجالات العمل او المجموعات الدراسية في الجامعات وكم نسبة الصالحات منهن بالنسبة للعدد الكلي |
خاطرة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حبب إلي من الدنيا النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة. وكان الصادق الأمين دلنا على أي صنف من النساء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) أحبك في الله أخي حاتم .. |
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد...
توهجت صفحات المنتدى بحروفك ومعانيك استاذي البليغ موضوعك جميل وعودتك اجمل .. موضوعك يفند الحياة الزوجية من الناحية النوعية فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ولكن بودي فعلا ان اجري عصفا ذهنيا لمدى صلاح المرأة من عدمه..على هامش هذا الموضوع الجميل: هل صلاحها في تدينها؟ ام صلاحها في حسن تبعلها؟ ام صلاحها فطريقة تربية ابنائها؟ ام صلاحها في قوة تفكيرها ونباهتها وشخصيتها؟ ام صلاحها في دخلها المالي ان كان شهريا ام ارث؟ ام في جميع ما ذكر اعلاه؟ واذا اتفقنا على مبدأ صلاح الزوجة.. فكم نسبة الزوجات الصالحات في مجتمعاتنا؟ في اعتقادي القاصر ان نسبة الصالحات في مجتمعاتنا تكاد تكون في انحسار او تعاني الندرة ادري ان هنا في منتدانا العامر من ستأتي وتلقي اللوم .. وهذا امر طبيعي جداً لان معظم عضوات هذا المنتدى ايجابيات ويقسن الامور على انفسهن الزكية.. ولكني اطلب منهن الانصاف لنعلم حال مجتمعنا وهن الممارسات والمتعاملات مع بني جنسهن في مدارك الحياة العامة.. ويمكن استقصاء الامر اذا نظرت المرأة الى المجتمعات ذات الفرص المتكافئة مثل مجالات العمل او المجموعات الدراسية في الجامعات وكم نسبة الصالحات منهن بالنسبة للعدد الكلي |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|