ليست العقوبة أول خاطر يخطر على قلب المربي، ولا أقرب سبيل، فالموعظة هي المقدمة والدعوة إلى عمل الخير والصبر الطويل على انحراف النفوس لعلها تستجيب'
ذلك لأن المربي كالطبيب كما يقول الإمام الغزالي ـ رحمه الله ـ والطبيب لا يلجأ إلى العملية الجراحية إلا اضطرارًا فيستخدم المسكنات ما أمكن، فيكون التوجيه والملاحظة والإشارة والتوبيخ والهجر، ثم بعد ذلك إن فشلت كل هذه السبل يلجأ للضرب، ولا يجوز اللجوء إليه إلا بعد اليأس من كل وسيلة للتقويم والإصلاح.
وقد قرر ابن خلدون في مقدمته أن القسوة المتناهية مع الطفل تعوده الخور والجبن والهروب عن تكاليف الحياة فمما قاله: 'من كان مرباه بالعسف والقهر من المعلمين أو المماليك أو الخدم سلطانه القهر، وضيق على النفس في انبساطها وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل وحمله على الكذب والخبث خوفًا من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة ولذلك صارت له هذه عادة وفسدت معاني الإنسانية التي له'.
وإن كان لابد! 'اهدأ من فضلك .. وحافظ على شعور طفلك'
حينما يرتكب الطفل أي خطأ, على الوالدين الانتظار قليلاً حتى يهدأ الأمر، وعدم معاقبته مباشرة في حالة الغضب حتى لا يشعر الطفل أنك تكرهه أو تنتقم منه، بل انبذ السلوك الخاطئ لا الطفل.
لا تساهل مرة وتعاقب مرة..
على كل والدين عدم التراخي في تطبيق مبدأ التأديب فكلما ارتكب الطفل خطأ يجب أن يوجه نظره إلى ذلك فلا يعاقب مرة ويترك مرة.
لا تضرب....
إلا في الحالات النادرة التي يحتاج فيها الخطأ إلى عقاب جسدي، على أن يكون الضرب في صورته الشرعية بعيدًا عن الوجه، ولا يكون أثناء الغضب، ولا يكون للطفل الأصغر من عشر.
لا تجعل طفلك في قفص الاتهام ينتظر حكم القاضي...
أمهات كثيرات كل ما يفعلونه مع أبنائهم هو تهديدهم وتوعدهم بغضب أبيهم وما سيوقعه عليه من عقاب عندما يعود من العمل ... يعود الأب عليه نصب المحكمة والعمل كقاضي والحكم في قضايا اليوم كله، وإيقاع الجزاءات والغرامات على مرتكبي الأخطاء من أطفاله، هذا يفسد العلاقة بين الطفل وأبيه فلا يرى منه إلا الشدة، ويشعر الطفل بعدم قدرة أمه على التعامل مع الأحداث، وهذا يقلل من قيمة الأم في نظر الطفل فيستهينون بكل ما تقول، ولا يلقون له بالاً'.
فلتكن العقوبة مسئولية كلا الوالدين من كان منهم حاضرًا.
عود طفلك أن يجعل خطأه هو ذنب بينه وبين الله.
اجعل العقاب على قدر الخطأ ... سواء بسواء.
__________________
اللهم انى اعوذ بك من الهم والحزن ..واعوذ بك من العجز والكسل .. واعوذ من الجبن والبخل ... واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال