مرحبا..
أخواتي وإخواني الأفاضل..
ربما أشرت في بعض ردودي السابقة إلى أن الله تعالى قد وفقني بفضله مع زوج أعتبره أعظم هبة إلهية منحني الله إياها .. وأدعوه دائماً أن يديم علي نعمته.
نحن الآن عاقدي القران وزواجنا بعد ثلاثة شهور إن شاء الله.
وحسب الاتفاق الذي تم بيننا فإنني سأعيش مع أهله في منزل واحد .. رغم أنني في السابق كنت من رافضات تلك الفكرة .. إلا أنني أعدت التفكير في الأمر حيث إنه بدأ في بناء منزله قبل ارتباطنا بفترة .. وهو الذي تكفل بمصاريف البناء بالكامل ومن ماله الخاص .. لذلك وجدت من غير المناسب أن أحمّله مصاريف إضافية في بناء منزل آخر يخصني وحدي.
وللحق فقد أخبرني سابقاً بأنه مستعد لتوفير سكن خاص بي إن لم أرتح مع أهله .. بل إنه فاجأني الأسبوع الماضي بأنه ينوي فعلاً بناء ملحق بجانب البيت ليخصصه لي ولأبنائنا إن شاء الله .. رغم أنني لم أطلب منه ذلك . ولكنه سيبدأ البناء بعد حوالي خمس أو ست سنوات لحين يرتاح قليلاً من مصاريف بناء البيت الحالي .. ولحين يصبح لدينا أكثر من طفل إن شاءالله.
وبناء على ذلك فإنني يفترض أن أعيش في منزل واحد مع والد ووالدة زوجي .. بالإضافة إلى أخواته الأربع وإخوانه الثلاثة!!
والحقيقة أنني بطبعي غير اجتماعية كثيراً .. وأخجل من المبادرة في العلاقات الإنسانية .. كما أنني غير معتادة فعلاً على التجمعات العائلية الكبيرة نظراً لقلة عدد أفراد أسرتي .. وعدم وجود أهلنا وأقاربنا في نفس البلد.
إضافةً إلى أنني أرغب في الحفاظ على خصوصيتي مع زوجي .. كما أرغب في تولي تربية أبنائي مستقبلاً إن شاءالله بنفسي دون تدخل من أحد .. وللحق فإنني أدرك أن ذلك غير مضمون 100% بطبيعة الحال .. إذ إنني لن أستطيع منع والدته ووالده مثلاً من التدخل بشكل أو بآخر، بل لا أنوي ذلك أصلاً لأنني أدرك أنني سأحتاج لخبرتهما نظراً لوفاة والدتي .. ولأنني سأعيش في إمارة أخرى غير إمارتي بعيداً عن أسرتي.
لذلك رأيت أن أطرح موضوعي هذا لعل بعضاً من الأخوات والإخوة هنا ممن يعيشون مع أهل أزواجهن أو أهلهم يفيدني بخبرته ويخبرني كيف تستقيم الحياة بين الجميع في منزل واحد دون حدوث مشاكل أو حساسيات .. وكيف يحافظ كل فرد على دوره وحدوده دون أن يعتدي عليه الآخرون؟
لا أقصد بالطبع أن أهل زوجي سيئون .. فوالله لم أرَ منهم حتى الآن إلا كل خير ... ووالدة زوجي بشكل خاص امرأة طيبة وحنونة .. ومن خلال كلام زوجي حول بعض مواقفها وجدت أننا نلتقي بالفعل حول بعض الأمور التربوية والحياتية العامة.
كما أنني حريصة على مهاتفتها بين الحين والآخر للسلام عليها والاطمئنان على صحتها .. وهي للحق تبدي ترحيباً كبيراً بي.
ولكنني فقط أود أن أعرف كيف يمكنني تحقيق تلك المعادلة بحيث لا تؤثر على شخصيتي كزوجة وأم مستقبلاً .. وبحيث لا يتحول الأمر لانتهاك لمسؤولياتي وواجباتي وحقوقي وخصوصيتي في المنزل .. مع الحفاظ على علاقة طيبة مع الجميع في نفس الوقت؟
يعني مثلاً كيف أستطيع أو أوصل رسالة أنني أرغب في أن يكون لي الدور الأول ـ وهذا بديهي ـ في مسألة تربية أبنائي .. بحيث تكون كلمتي وكلمة والدهم هي النافذة وليس سوانا .... وهذا أمر عايشته بالفعل من خلال تعامل والدي مع بنات أختي وكيف أنه ببساطة يلغي توجيهاتها لبناتها ويسمح لهن ببعض الممارسات والتصرفات رغم عدم موافقة أختي عليها .. ضارباً باعتراضاتها عرض الحائط!!!!!
وكيف أستطيع مثلاً أن أوصل رسالة أنني أرغب في الحفاظ على باب غرفتي مغلقاً عليّ وعلى زوجي دون أن يدخلها أحد دون أن يعتبر ذلك تصرفاً فظاً مني؟!!
وكيف أستطيع أن أمنع الفضول عن حياتي الخاصة مع زوجي وأمنع طرح الأسئلة الخاصة جداً بلباقة دون أن يعتبر الأمر ثقل دم مني؟!!
وكيف أستطيع أن أتولى العناية بأمور زوجي من حيث إعداد الطعام وغسل الملابس وكيها وتنظيف غرفتي وغيرها من الأمور الحياتية دون أن أجد نفسي مضطرة لخدمة أفراد المنزل كلهم .. ودون أن يعتبر امتناعي عن ذلك من باب قلة الذوق؟!!
للأمانة وحتى أكون صريحة فإنني لم أكن سأفكر كثيراً في الأمر لو كان الأمر مقتصراً على والدي زوجي فقط .... فهما في النهاية في مقام والداي وخدمتهما واجبة علي .. ولكن مع هذا الكم من الأفراد فإن الأمر يختلف كثيراً بالنسبة لي.
أدرك بالطبع أن الأمور يجب أن تكون مرنة بعض الشيء .. وقد تكون هناك استثناءات في بعض المواقف ..... ولكنني أرغب في ترسيخ أسلوب ثابت وواضح لا يتأثر بتلك الاستثناءات ... فكيف يمكنني ذلك دون خلق حساسيات بيننا.
أنتظر خبرتكم في هذا الموضوع.
تحياتي للجميع.