بسم الله الذي أمات وأحيا
له ما أخذ
وله ما أبقى

والصلاة والسلام على رسوله الهادي إلى السراط القويم
والطريق المستقيم


وبعد

حكى لي أحد الزملاء الكبار في السن قصة جميلة
اسردها بعد أن أدعو لزميلي ذلك بالرحمة والغفران
وأن يسكنه الله فسيح جناته إنه ولي ذلك والقادر عليه


حصلت هذه القصة منذ ما يقارب الثلاثين سنة
يروى أن رجلاً
وزوجته
كانا في أسعد عيش وأهنأ حياة
ولكن الزوج ظهرت فجأة فوق رأسه غيمة بيضاء
سرعان ما بدأت تسود
وترعد
وتبرق
حتى أصاب زوجته العفيفة الذكية من رعدها ألم كثير
إنها سحابة الشك
وفهمت الزوجة بما وهبها الله من ذكاء فطري وبكتيري
أن زوجها يعاني من مشكلة الثقة
فقامت بعمل مقلب صغير
في ذلك الزوج
بينما كان الزوج جالساً أمام التلفاز
قامت بمنادات عامل العمارة التي يسكنون فيها
ولنفرض أن اسمه أتشا
وقامت الزوجة بإدخال أتشا
إلى دورة المياه وزوجها لا يدري
وذهبت إلى المطبخ وعجنت عجينة
ثم نادت زوجها
يووووووووهي تعال هنا يا بعلي العزيز
فلما جاء قالت له هل من الممكن أن ترفع ملابسي قليلاً
لأن اريد ان ادخل الحمام لأرى ما ذا حصل في الغسيل المتلتل هنالك
فقام الزوج الشكاك برفع ثوب زوجته فوق الركبه
لم تتحرك زوجته
فاستغرب لماذا لم تذهب للحمام
هنا قالت: زوجي الحبيب هلا ذهبت لترى ماذا في الحمام
وارجع هنا فورا ولا تتصرف أي تصرف حتى اشرح لك الموضوع
فذهب وفتح الباب فإذا بأتشا يصول ويجول في الحمام
فرجع الزوج لزوجته مقهفراً (يعني معصب)
وقال ما هذا يا هذي
قالت له
زوجي العزيز
أتعتقد أني أريد خيانتك
لو أني اريد خيانتك لخنتك وأنت جالساً في المنزل
بل ولجعلتك أنت من ترفع لي ثوبي بيديك
ولكني لست بخائنه
فإما أن تستعيذ من بليس وتسيبك الشك
وإلا طربقتها على دماغ اللي خلفوك
وأروح بيت أهلي

هنا فهم الزوج المعنى
وزالت السحابة التي كانت تزعجه
وعاش الزوجان في سبات ونبات
وأنجبا عقاريب وعقروبات



في الحياة الزوجية ألوان جميلة
فالحب لونه أحمر قاني
والغيرة لونها أخضر فاتح
والحنان لونه تركواز
ولكن عندما يدخل الشك ذو اللون الأسود على تلك الألوان
فإنه سيطمسها جميعها

ودمتم بحفظ الله
وبعيدا عن السحب الرعدية

ودمتم