احذري........فالأخلاق قبل كل شيء ,,,
كان صديقي المقبل على الزواج حينها يتكلم عن الزواج والعلاقات الزوجية وأنه يجب على الزوج أن يراعي ظروف زوجته ولا يستعجل باتخاذ القرارات ويتكلم عن العلاقات الجنسية بين الزوجين والعاطفة والرومانسية وعن كل صغيرة وكبيرة في الزواج , وكان في ذلك الوقت لم يتبقى على زواجه إلا أياماً قليلة تتجاوز الشهر ببضعة أيام . حتى أن من يستمع لكلامه يقول ما أسعد الفتاة التي تتزوج مثل هذا الرجل العاقل الواعي المتفهم للأمور .
ومرت الأيام وتزوج الرجل ثم ما لبث أربعةَ أشهر إلا وقد سرحَ زوجته بطلاق لا رجعة فيه...!!! وصدق المثل القائل ( الطبع يغلب التطبع ) فقد كان صديقي منذ الصغر وأنانيته وحبه للسيطرة ظاهرٌ لمن يتفرسُ فيه جيداً.....وعندما تزوج حاول أن يسيطر على مرتب زوجته فأخذ بطاقتها المصرفيه وبدأ يسرح ويمرح في أموالها وشقاء عمرها حتى تفاقمت الأمور وذهبت الزوجة إلى بيت أهلها هاربةً منه ومن جشعه وسوء خلقه و عشرته .
عندها لم يتروى صديقي وينتظر بعض الوقت لعل الأمور تهدأ وترجع كما كانت أو حتى
بأقل النتائج ولكن لطبعه الأناني المتهور طلقها طلاق نهائي موثق لا رجعةَ فيه ...!!!!!
فكثيرٌ هم الذينَ يعتقدون أنهم من خلال قرأتهم لبعض الكلمات التربوية والمتخصصة بالعلاقات الزوجية أنهم سيعيشون حياةً مثاليةً مع أزواجِهم مليئةً بالحُب والوئام ...
فالكلمات غالباً ما تكون سهلةً بالطرح وصعبة في التطبيق أو بالأصح الأخلاق هي التي تحكم الأفعال وتوجهُها وليس العلم والمعرفة .
فالمعرفة والتعلم عن طبيعة الحياة الزوجية الناجحة مطلوب لكلا الطرفين حتى تستمر العلاقة الزوجية بدون منغصات . ولكن لا ننسى الأخلاق ودورها في تطبيق هذا العلم المختزن في العقل .
فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول ( من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وألا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) ولم يقل من ترضون علمه وثقافته زوجوه لأنه قد يكون الإنسان متعلماً ولكن يفتقد للتعقل ومكارم الأخلاق , فمسألة الأخلاق جانب مهمل عند كثير من الناس في وقتنا الحاضر ولا يجب أن نهمله لان عواقبه وخيمة كما في آخر الحديث المذكور .
فعلى الأزواج أو المقبلين على الزواج أن يربوا أخلاقهم جيداً ويراجعوها لأنها هي المعيار الحقيقي لتوجيه العلم والمعرفة إلى الطريق الصحيح وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام ) فمن كان كافراً بالله وهو صاحب خلق وعقل ودخل في الإسلام يفوق من قبله بمراحل لان أخلاقه تقفز به إلى معالي الأمور ويتعدى بذلك عوام المسلمين مكانةً وقدراً.
فنصيحتي لمن يريد الزواج ( ذكر أو أنثى ) هي أن ننظر للأخلاق قبل كل شيء
فبوجودها نستطيع أن نتجاوز منغصات الحياة الزوجية بكل نجاح وثبات وثقة
وبالله التوفيق ,,,
__________________
أيها السجّان
أرجوك احبسني داخل السجن .....أنا حبيس طوال عمري ....في هذا الجسم ....في هذا المجتمع... .في هذه الطبقة.. ..في هذه الأشكال التعيسة من مخلوقات الله ....أنا حبيس هذه الأرض ....ضعني في السجن أرجوك ياسيدي ...ففي السجن سوف اشعر ببرودة الجدران والأرض.... والسقف والحشرات ....احبسني ياسيدي أرجوك ....ففي السجن ساجد عذاباً محدداً ....وخارج السجن فلا حدود لعذابي ...!