تزوجت ليلى بأحمد
وقرا ببعضيهما عينا
هو فارسها وهي مهرته
ويعيشان كفان يغسلا بعضيهما بعضا
يحثها وتحثه للدين
ويدفعا بعضيهما للتمتع بنعم الدنيا كما يحب الله لخيار خلقه
فلا يجد احدهما من غيره حرجا واعاقة لاكمال مسيرة الحياة
زوجان ان انفردا
مربيان ان اجتمعا باسرتيهما
متفقان على بنود تربويه معينه
في فجر بدا كالغسق بين عيني ليلى
استيقظت وسنوات عمرها مع احمد تسير امام عينيها وهي تكتشف ما اغفلها اياها الحب الاحمق
هو منشغل بجهازه دائما
منهمك في تلبية احتياجات كل شيء الا احتياجاتها
هو جاف ايضا
ويكون متغطرسا حين تحتج من اجل المال
كثير السرحان
كما انه لاينام بجانبها هذه الساعه
فاين ذهب عقلها كل تلك السنوات
هل بحياته اخرى
هل اخطات اختيار الزوج
هل زوجها مرغم بها
كيف لعاطفتها ان تعمي بصيرتها
انهارت فالخلل ليس جديدا لتتداركه
انه واقع مر
لكن ماخاب ان استشار
ففي مجلس ما, في منتدى ما, في "قروب ما بالواتس اب" نساء فاضلات مستعدات للمساعده والامعان لما تقول
توجهت ليلى اليهن فزعه
تحاول ربط خيوط مصيبتها العتبقة قبل ان ينهار بنيانها
تسرد الامور والاحداث بتصور رائع ودقيق بمعطياته
فيحللنه حسبما موجود كمسالة فيزيائيه
والسيدات بين عقلانيات يتناولنه بالحسابات
وهناك نساء عاطفيات ورقيقات يتاثرن فيخبرنها عن ردة فعلهن بعد سماعها
وهناك نساء ممتلئات الما وقهرا من حياتهن وتجاربهن المضنية بالحياة يقسن الامور حسبما مروا به
فتسمع وتسمع وتسمع
بعقلها المنغلق بعاطفتها الهائجة وبزاويتها ومستوى استيعابها لما تقرا
وهي تكاد تجن وتنهار والحقائق تتفتق امامها
حدث هذا بذاك النهار الغسق
لتنضرم بالبيت نارا والزوج يدخل المنزل وبيده خبز "تميس" وهو في حالة من الذعر مما يرى والرغبة بالهروب وبالسيطرة على هذه الفوضى
وتدخل الاسرة في منعطف جديد ومختلف وتجد المراة بداخلها القناعة التامه لصحة احتجاجها
فتبدا مشكلة نمت للتو!
الى ان تاتي احدهن وتسال
كيف كشفت لك تلك الحقيقة فجأه؟
فتجيب هي الهام كل شيء اجتمع فجأه وانكشفت بصيرتي بعد ان كنت عمياء
ولو انها كررت السؤال على نفسها بتريث لاجابت
الدورة الشهرية
ففي ذاك الصباح المظلم كانت
هرموناتها قد احتفلت بساحتها النفسيه بالعاب نارية لاتتوقف
وكانت الليلة التي تليها قد سمعت قصة مؤلمه وسعت منافذ العاطفه وضيقت منافذ العقل
غير المسلسل التركي او العربي الذي جعل الحكم المسيطر على الامور هو العاطفه
والعاطفه لاتفكر
فالقلب يالم ولايتعلم
فلو انها لم تفتح عقلها للاعلام السيء الذي يوظف منافذ العاطفه في الادارة العامه للمراه "فتعيش المراه وفق تصورات وهميه"
كما انها لو فهمت وضعها الجسدي وكونها تفكر بصوت"وتفضفص"
لاكملت نومها
واستيقظت مدللة نفسها بكاس عصير طازج وكتاب جميل يغسل ماتلقته امسا
بدون اوهام تزورها في كل شهر مره
الدورة ضيف ثقيل
فتعاملوا معه بدون مبالغه حتى لايخلف دمارا بعد رحيله يصعب مرات معالجته
فهو سرعان مايعود
فياليلى قبل ان تهم الافكار بالتترجم الى يقين
وقبل يهم الحرف بالخروج
وقبل ان تضغطي افتتاح موضوع جديد
اسالي نفسك سؤالا واحدا
ماذا يجب ان تريدين؟
ولاتثقي بماتريدين لانك دائما تحت وطأة التغيرات
لكن الواجب لايتغير وهو ينصرك دائما