.
.
.
.
.

في كتابه الجميل هروبي الى الحرية كتب الرئيس البوسني السابق علي عزت بيجوفتش:
( القراءة المبالغ فيها لا تجعل منا أذكياء
بعض الناس يبتلعون الكتب و وهم يفعلون ذلك بدون فاصل للتفكير
الضروري وهو ضروري لكي يُهضم المقروء ويبني و يتبنى ويفهم.
عندما يتحدث إليك الناس يخرجون من أفواههم قطعاً من هيجل وهايديجر أو ماركس
في حالة أولية غير مصاغة جيداً.
عند القراءة فإن المساهمة الشخصية ضرورية
مثلما هو ضروري للنحلة العمل الداخلي والزمن
لكي تحول رحيق الأزهار المتجمع إلى عسل!!! )


بالرغم من منافسة الكثير من التقنيات المعرفية الحديثة لها
لا يزال للكتب تأثيره ومحبيه ودوره الثقافي الكبير
ولا تزال القراءة من اهم الوسائل لاكتساب المعارف
ولكن الكثير من الناس يظن ان المسالة مسألة كم

يعني يهتم بعدد الكتب التي يقرءاها دون الاهتمام بما اضافته له قراءة هذه الكتب!!!
ليس المهم ان تقرا بل المهم ان تستفيد مما تقرا

فلو عقدنا مقارنة بين شخصين احدهما قرا عشرين كتاب بدون الاستفاده منها
و الاخر قرأ كتاب واحد واستفاد منه
لكن الثاني افضل من الاول رغم الفارق العددي

لذا من الافضل التركيز على ماذا نقرا ؟ وكيف نستفيد مما نقرا؟
بدلاً من التركيز على عدد ما نقرا


اما بالنسبة ماذا نقرا ؟
فهذا يعود لميول كل شخص وليس موضوع حديثنا
ولكن خير مايُقرا كتاب الله وكتب السنة النبوية وبعدها المجال واسع ورحب


اما كيف نستفيد مما نقرا؟

ساكتب لكم اسلوبي في القراءة لعله يفيد احد:

** اقرا بتركيز وابتعد عن ما يشتت الذهن.

** ليكن قلم الرصاص رفيقك لكي تسجل به ملاحظاتك على صفحات الكتاب ولا تستخدم القلم فهو يُفسد الكتاب.

** اذا مررت بنقاط رئيسية ضع الى جانبها اشارة بسيطه ( وفي العادة بعد مدة يكون الشخص اشاراته الخاصة )
ثم قم بتسجيل رقم الصفحة وعنوان المعلومه او موضوعها في غلاف الكتاب من الداخل او الصفحات الفارغة
التي تليه لكي تستطيع ان تعود للمعلومة متى ما احتجتها .

** يفضل خاصة في الكتب التي تتحدث عن اكثر من موضوع ان تلخص كل فصل او باب ومن المهم ان يكون التلخيص بأسلوبك الخاص.

** اذا مررت بمعلومات غربية او معلومات مستبعده فلا تلغي دور عقلك فتصدق وتتبنى مافي الكتاب لانه موجود في الكتاب!!!
بل علق عليه وانتقده ثم راجع كتب اخرى تتحدث عن نفس الموضوع لتتأكد من صحته

** يفضل بعد الانتهاء من قرأت كتاب ان تقوم بتلخيصه في عدة نقاط ومن المهم ان يكون ذلك بأسلوبك الخاص.

** في الكتب خاصة التراثية والمترجمة لا تهتم بالسعر فقط
بل يجب ان تهتم بالمحقق ( الذي يعيد نشر الكتاب ) ودار النشر التي تنشر وتترجم
فمثلاً في بدياتي كنت اجهل ذلك وذهبت للمكتبة لاشتري كتاب " تاريخ الرسل و الملوك " للامام ابن جرير الطبري "وهو عدة مجلدات " فوجدت عدة طبعات واشتريت الارخص وكانت الطبعة سيئة فلم يهتم المحقق بتخريج الاحاديث او توضيح معاني الكلمات او ايراد ما نقله بقية المؤرخين كما انه لم يترجم للشخصيات فضلاً عن انه لم يعلق على أي نقطه ابداً
يعني اقتصر على المتن الذي كتبه المؤلف الاصلي فقط واعد طبعه!!!
وبعد ذلك رايت طبعه اخرى فوجدتها وافيه جداً معاني كلمات وتراجم وتعليقات مهمه ونقولات عند الاختلاف عن مؤرخين اخرين ...........
ففهمت الموضوع ولكن على حسابي

ايضاً الترجمات الرديئة تقتل الكتاب " خاصة كُتب الادب " وهذا ملاحظ جداً
فبعض دور النشر العربية تحرص على ترجمة الكتب التي تحدث ضجه او تتصدر قوائم الكتب في الغرب
وفي الكثير من الاحيان تكون الترجمة تجارية يعني "مشي حالك" فياتي الكتاب مشوه بل ياتي كتب لا يمت بصلة للكتاب المترجم.

في المجالات والعلوم التي لم تقرأ عنها سابقاً يفضل ان تبدا بالمقدمات التي تشرح هذا العلم بشكل عام
مثلاً لو كنت تريد ان تقرا في علم الاجتماع فابدا بقراءة كتاب " مقدمة في علم الاجتماع "لكي تكون صورة عن هذا العلم
وتعرف اهم سماته وقضاياه الاساسية والفاظه
ولكن البعض يبدا بالعقد الاجتماعي لجان جاك روسو!!!!

** اذا تعمقت في موضوع او بحث لا تسمع راي واحد بل وسع مداركك
واقرا عدة اراء عن الموضوع لتكون فكرة الخاصة ثم تصدر حكمك الشخصي على الموضوع
فمثلاً
كتب طه حسين كتابه الشهير " الشعر الجاهلي" فاثار به زوبعه في العالم العربي
رد عليه عدد كبير من العلماء والمختصين من اهمها "العقاد و الرافعي و محمود شاكر "
وجمع الاراء د. ناصر الدين الاسد في كتابه القيم " مصادر الشعر الجاهلي " حاز به على جائزة الملك فيصل للادب

من الخطا ان تقرا كتاب طه وتقبل مافيه قبل ان تقرا ردود البقية عليه
ثم من خلال الراي والراي المضاد تكون وجهة نظرك


اخيراً :

لاتنسى عملية البناء المعرفي فكر وانقد وابحث فيما تقرا
لا تسلم عقلك لكل كلمة تقرأها
طور مهارات النقد و المقارنة والتحليل والربط لديك
انظر للموضوع من زوايا مختلفة لترى كل تفاصيل الصورة

باختصار وبدون فلسفه: كون لنفسك وجهة نظر مستقلة








تجاربكم في القراءة تُفيدنا فلا تحرمونا منها ......

__________________

ماشاء الله تبارك الله توجيهات مهمة جداً . .
كم مرة قرأنا كتب بمجرد أن نفرغ منها نكون قد نسينا ماكان فيها . .
وإذا أطلعنا عليها مرة أخرى أصبحت كأنها جديدة علينا . .
جزاك الله خير وبارك فيك . .

__________________
جديد: أهداف المنتدى

جديد: قوانين المشاركة في المنتدى

الاخ الكريم زوجتي وانا
السلام عليكم
شكراً لمرورك الراااائع

صدقت هذي مشكلة ولكن مع الملاحظات التي اسجلها على الصفحات
وتلخيص الكتاب - اذا كان يستحق - استطعت ان اتجاوز هذه المشكلة

تحياتي لك اخي

__________________

فعلا" .. التركيز في كل شئ في خضم سباقنا مع الزمن ..



والقراءة مع التلخيص .. كثيرا ما وجهني له والدي رحمه الله فستفدت وأفدت .. ولله الحمد ..


لكننا نضل نحتاج لقراءة واطلاع سريع ... إذا داهمك الوقت أو في لحظات الإنتظار .


بارك الرحمن جهدك ووفقك لخير الدنيا والآخرة ..

__________________

الاخت الكريمة عيوووش
السلام عليكم
شكراً لمرورك العطر

اقتباس:

لكننا نضل نحتاج لقراءة واطلاع سريع ... إذا داهمك الوقت أو في لحظات الإنتظار

صدقتي ولكن كيف نستفيد منها
بالنسبه لي اضع قلم واوراق في السيارة لاسجل بعض الملاحظات او الافكار التي تخطر على بالي

جزاكِ الله خيرِ

__________________

يقول أحمد بن الحسين:
[poem=font="Arabic Transparent,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أعزُّ مكانٍ في الدنى سرجُ سابحٍ = وخيرُ جليسٍ في الزمان كتابُ[/poem]
خير جليس لأنه مأمون الجانب فلا أذى ولا شر
ولا يحتاج في مجالسته إلى مؤونةٍ فضلاً أنه يُفاد من أدبه وكل ما يحتويه,

ولله قول القائل:

[poem=font="Arabic Transparent,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ماتطعّمتُ لذة العيش حتى = صرتُ في وجْدتي لكتبي جليسا[/poem]
خير جليسٍ في الزمان كتاب وقلم كما يقول الأستاذ فهد

نقاط قيمة في الاستفادة من برنامج القراءة .

ذكرتني بأيام الكلية ؛ هذا هو برنامجي : الخطوط العريضة .., نقاط ثم تلخيص


فعلاً أخي ؛ ليست العبرة بكثرة المقروء أوكثرة الكتب ,

بل بنوع المقروء ومدى الاستفادة منه ..( قل لي ماذا تقرأ ؛ أقل لك من أنت)

وأنا أنصح كل قارئ بأن لا يُغفل أعظم مقروءٍ بعد القرآن , وهوكتب التفاسير وأفضلها تفسير بن سعدي رحمه الله

وكذلك كتب البلاغة القرآنية ؛ فهي غاية في الروعة ..,

وستجد فيها لذة القراءة ولذة الفهم لكتاب الله تعالى ..

والآن دعنا نستمتع بقراءة بعض السطور للكاتب خالد محمد خالد .., يتحدث فيها عن علاقة الثقافة الوثيقة ببناء الاخلاق , ويلقي الضوء على مشكلة الفراغ..:

(( إننا نرث اليوم مجتمعاً عاطلاً ..
ونحن لا نعني بكون المجتمع عاطلاً – أنه لا يعمل ليأكل .., بل نعني أنه لا يعمل ليحيا .. ,وكلتا البطالتين جاثمةعلينا – االبطالة المادية والبطالة الروحية .
.....


أرأيتم هؤلاء الذين تعج بهم المقاهي , والشوارع , والحانات-لا يعرفون ماذا يريدون...؟-إنهم ضحايا الفراغ النفسي.

أرأيت أولئك الذين تزخر بهم موائد القمار في الأندية الكبيرة وفي المقاهي البلدية حيث يزدحم حولها العمال ازدحاماً رهيباً ..؟ إنهم ضحايا الفراغ النفسي.

أتعرفون لماذا لا يبرز فينا كثير من الشعراء , ومن العلماء ,و من الأدباء , مع أننا أول أمة أخرجت للناس في جميع الأرض شعراً , وأدباً , وعلماً..؟- سلوا عن هذا الفراغ النفسي..!

إن كثيرً جداً من الموبقات التي يرتكبها الناس لتنبع من هذا الفراغ النفسي الوخيم ,ومع هذا فكم من وعاظنا والمهتمين بشؤون الدين والأخلاق حدثونا عنه أو تلمسوا له العلاج .

........
نحن شعبٌ علَم البشرية كيف تحرك لسانها وتنطق .., ومع هذا فإن الفراغ العقلي يوشك أن يقتلنا جوعاً ..!!
إن حرمان هذه الأمة من حياة فكريةٍ طليقة نامية ؛ كان سياسة مرسومةً لجميع الفاتحين الذين وطئوا أرضها

إنها لحكمة صادقة تلك التي تقول ( قل لي ماذا تقرأ , أقل لك من أنت)..,
ولقد جعل الإنجيل من قرائه مسيحيين ,وجعل القرآن من قرائه مسلمين .؛ وأحال كتاب (( كفاحي)) قراءه إلى سفاكين
.........
و الآن؛ فاسألوا أنفسكم : ماذا تقرأون .., وماذا يقرأ شبابنا ..؟
وأحسبكم لا تعرفون..! ))

وأنا أقول : إنه من الواضح أن الكاتب يتحدث عن بيئته التي عاش فيها خصوصاً ., وذلك واضح في بعض عباراته

ولكنه مع ذلك يمكن القول بأن العالم العربي عموماً يعاني من هذه البطالة الفكرية والفراغ العقلي !!

عموماً ؛ أخي فهد
مشكووور على هذا الموضوع
دمت بخير .

طريقتي تشبه طريقتك أخي فهد
إلى حدّ ما !
إذ أقرأ وبجواري مذكرة وقلم
لتقييد ما أشعر بأهميّته ..
ثمّ أعود لقراءته وتأمّله فيما بعد !


أشكرك على الكتاب الذي سأضيفه
إلى قائمة الانتظار !

امتنااان ،،

__________________

يكفيني .. أن أكتبَ
وأن أتسَلى ..
كي تكونَ خيبتي
" جميلة " !

الاخت الكريمة همس السكون
السلام عليكم

شكراً على المرور العطر
والتعليق الرائع

صدق الكوفي فيما قال فلا يزال الكتاب خير جليس رغم مرور القرون ومنافسة الاقران المعرفية ان جاز التعبير
وسقى الله ايام الكليه فقد كانت الفترة الذهبية لي في القراءة والاطلاع

اقتباس:

وأنا أنصح كل قارئ بأن لا يُغفل أعظم مقروءٍ بعد القرآن , وهوكتب التفاسير وأفضلها تفسير بن سعدي رحمه الله وكذلك كتب البلاغة القرآنية ؛ فهي غاية في الروعة ..,

جزاكِ الله كل خير على هذه النصيحة القيمة
حقيقة قرأت اجزاء بسيطه من بعض كتب التفسير كتفسير ابن كثير
وايسر التفاسير للجزائري و تفسير الجلالين ونتف بسيطه من تفسير ابن سعدي
ونويت ان اقرا لصاحب الضلال

اما البلاغة القرانية فليت تضعين لنا اسم كتاب هنا
ولكن لغير المتخصصين وللضعفاء في اللغة العربية زي حالة اخوكِ

كلمة عميقة جداً واوافقك فيما ذهبتي اليه حول العالم العربي

تحياتي لكِ

__________________

الاخت الكريمة حسابات الزمن
السلام عليكم

شكراً على المرور العطر

لا اظن ان التشابه بين اسلوبينا يقف عند المذكرة والقلم
بل يمتد الى قائمة الانتظار
وان كانت متضخمة لدي

__________________

موضوع جميل

بارك الله فيكم

احب ان اضيف
ان اي كتاب تعاد قراءته يمل
الا كتاب الله
لو كررناه في كل يوم فانه لا يمل (كالمعوذات واية الكرسي نكررها كثيرا في اليوم الواحد)

سبحاااااااان الله!!!!!!!!!!!!!!!!!!
دائما اتفكر في هذه النقطه

__________________
اللهم إني تصدقت بعِرضي على الناس وعفوت عمن ظلمني
وأسألك في ذلك بلوغ مراتب المحسنين
ربنا هب لنا من ازواجناوذرياتناقره اعين واجعلنا للمتقين اماما
رب اجعلني مقيم الصلاه ومن ذريتي
اللهم اني اسالك لذريتي صحبه الاخيار وتوكل الاطيار
اللهم الف بين قلوبهم وبلغني فيهم غايه املي ومناي بحولك وقوتك
اللهم اسعدني ببرهم في حياتي وبدعواتهم بعد مماتي