الحمد لله .... عاد النمل الى منزلى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعادتى اليوم لا تقدر ... نعم أعلنها صريحة ... لقد عاد النمل الى منزلى .. ,انا فى قمة السعادة لهذا السبب .. منذ سنة ونصف تقريبا لم أرى نملة واحدة فى منزلى .. واليوم أصبح النمل بالعشرات بل بالمئات وأنا سعيد بهذا !! أعود بالذاكرة الى ما قبل سنة ونصف فى ذلك اليوم بالتحديد 28/5/2008 اختلفت أنا وزوجتى خلاف بسيط .. وبتدخل الأهل أصبح مستعصى ، هى ركبت قارب العناد وأنا أيضا ، لجأت هى للمحكمة لطلب الطلاق فقمت بتوكيل أكبر مكتب محاماة على مستوى ماليزيا ، قامت هى بأخذ فارس وأحتفظت أنا بعبدالرحمن ، فارس يتكلم الأنجليزية بينما عبدالرحمن يتكلم العربية ، وأذكر فى أحدى المرات أمام المحكمة عندما التقيا .. أنه شعور لا يوصف .. أخوين لا يعرف احدهما الآخر ولا يفهم لغته ! ومن جلسة الى أخرى ومن شهر الى آخر ، الأولاد مناصفة ..
فى وقت من الأوقات لا أعرف متى ... تركت قارب العناد يغرق وحده ونجوت بنفسى .. أرسلت لها رسالة تفيد أننى لا أمانع فى عودتها فلم ترد ! أرسلت أكثر من 20 رسالة فى أوقات مختلفة ولم ترد .. لن أتصل عليها .. سأرسل لها رسائل فقط .. بدأ الحنين الى الزوجة من خلال الذكريات الجميلة .أحساس فظيع بالوحدة والحنين الى الحبيب .. لم أكن أعلم أننى أكن لها كل هذا القدر من الحب ...
الرجل الشرقى عادة يمتلك المرأة ولا يحاول أن يحتويها .. وبالرغم من أنها قالت لى ذات مرة أنها ( حساسة جدا ) تذكرت هذه العبارة فقط عندما افترقنا وأصبح كل شئ ذكريات .. الندم .. وهل يجدى الندم .. لو .. لا تصلح الآن بما أن كل شئ فى طريقه للنهاية .. أنا وعبدالرحمن البالغ من العمر آنذاك 3 سنوات كنا كصديقين ، كل منا يرى فى وجه الآخر ذكريات جميلة ويحاول أن يتذكر منها قدر المستطاع ، فى البداية كان يسألنى دائما عن أخوه فارس ذو العام ونصف ووالدته فلا أجد ما أقول ..
كنت أحب شرب القهوة والشاى دائما أثناء الجلوس على النت ، كانت زوجتى تقوم بهذه المهمة على أكمل وجه ، كل ساعة تقريبا أجد الشاى أو القهوة على مكتبى دون أن أطلبها .. كنت أدخل المطبخ أحيانا لأجد النمل حول البوتوجاز وكنت دائما أنصحها بعدم بعثرة السكر حتى لا يكثر النمل ، عندما رحلت .. طلب منى عبدالرحمن أن اقوم بتجهيز وجبة ماجى له .. دخلت المطبخ .. ولفت انتباهى عدم وجود النمل لدرجة أننى بحثت فى ثنايا المطبخ عن نملة واحدة فلم أجد !!!
اليوم .. وبعد أن عادت زوجتى برضاها ودون تدخل أحد وتنازلت عن الدعوى .. سألتها عن الرسائل وهل وصلتها .. فاكتشفت أن هاتفها كان قد ضاع بالخط لذا اشترت خط آخر ولم تصلها أى رسائل .. عندما اتصلت بى زوجتى وقالت أنها ترغب فى العودة والتنازل عن الدعوى تذكرت قوله تعالى ( أن يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما ) .. لكن السؤال .. لماذا لا نحس بقيمة الشئ الا عند فقدانه .. لماذا نكن كل هذا الحب لمن نحبهم ومع ذلك نعجز عن ايصاله لهم بالشكل الصحيح ، لماذا نترك مشاكلنا التافهة تكبر حتى تصبح كالجبال ، لماذا لا نحاول احتواء المرأة بدلا من امتلاكها ...
قبل قليل دخلت الى المطبخ فوجدت النمل حول السكرية ، مددت يدى الى واحدة منه ، صعدت الى يدى .. نظرت اليها .. وضحكت بصوووووووووووووووووووووت عااااااالى جدااااااااااا
دخلت زوجتى وقالت لماذا تضحك ؟ فقلت لها لن تصدقي أننى أضحك فرحا .. لأن النمل عاد الى منزلى !!