أريد أن أهديكم هذه القصة الحقيقية وأتمنى أن تحعجبكم ...
يقول صاحب القصة :-
أنا أرمل في الستين من عمري.. توفيت زوجتي الغالية هذا الشهر في المستشفي بعد صراع وعذاب طويل مع مرض قاس لم يرحمها ولم يرحمني معها.. وأنا أكتب لك هذه الرسالة وأنا أبكي.. فمنذ رحلت زوجتي وحبيبتي وشريكة عمري وأنا جالس وحدي في البيت اتذكرها وابكيها وابكي معها العشرة الجميلة التي جمعتنا سنوات العمر. فقد عشت مع زوجتي ثلاثين عاما كانت كلها سعادة وسكينة وحبا من نوع خاص.
فقد التقيت بها وهي في الخامسة والعشرين من عمرها وانا في الثلاثين.. فقد كان حظي السعيد أن اكون مدرسا في احدي المدارس التي عينت بها بعد تخرجها في الجامعة مباشرة.. وقد التقيت بها في فناء المدرسة.. كانت تقف وسط مجموعة من التلميذات وهي تتحدث وتضحك معهن.. وما كاد نظري يقع علي جمالها الهاديء حتي وقعت في غرامها في الحال.
ووقفت مسمرا انظر إليها مما جعلها تشعر بأن هناك من يرقبها فاستدارت ونظرت إليٌ بعينيها السوداوين العميقتين فشعرت بأن روحي قد تسللت الي اعماقها لكي تكشف لها عن مشاعري.. وقد اعترفت لي هي فيما بعد بانها ما كادت تنظر ناحيتي حتي شعرت بان قلبها يخفق من الاهتمام.. لقد كان حبا من النظرة الأولي.. ولم يكد يمضي شهر واحد علي تعارفنا في المدرسة حتي عرضت عليها الزواج في نفس المكان الذي رأيتها فيه أول مرة.. وما كان اشد سعادتي عندما وافقت في الحال علي الزواج مني.. وفي هذا اليوم مازلت اذكر اننا اعلنا خبر خطوبتنا أمام زملائنا وزميلاتنا المدرسين في المدرسة.. وان هؤلاء الزملاء احتفلوا بنا في حجرة المدرسين.. وأرسلوا في طلب تورتة صغيرة وكميات من الجاتوه والحلوي.. وان الاحتفال رغم بساطته كان حدثا لم ننسه علي امتداد عمرنا.. ولم أكن عندما أعلنت خطبتي عليها في المدرسة قد تقدمت الي اهلها لطلب يدها.. لكنني كنت واثقا من القبول.. وبالفعل كان كل شيء سهلا وممهدا.. فقد كان والدها ووالدتها في مثل طيبتها أو كانت هي قد اخذت عنهما طيبة القلب وهدوء النفس.. ورغم صغر مرتبي فقد رحبوا بي.. ومنذ هذه اللحظة اصبحت حياتنا مشتركة في كل شيء.. فقد ادخرنا معا لشراء خاتم الشبكة وادخرنا معا المهر.. واشترينا قطع الاثاث للشقة الصغيرة التي كنت استأجرها.. لم يكن بالشقة اثاث فاخر.. لكنها كانت مفروشة بالحب.. كان كل واحد منا ينظر الي الاخر فيفهم ما يريد أن يقول.. حتي اننا كثيرا ما كنا نجلس امام بعضنا في صمت لكن كان صمتا صاخبا بلغة التفاهم المتبادل.. كانت حياتنا تتميز بالهدوء والسكينة والطمأنينة.. كان كل واحد منا يشعر بانه جزء من الاخر.. لا اذكر انه نشب بيننا خلاف أو ثارت بيننا معركة.. كل واحد منا كان يريد اسعاد حبيبه.. وقد كنا نتشارك في كل شيء.. في الذهاب الي المدرسة صباحا والعودة مساء.. في طهي الطعام وترتيب عشنا الصغير.. في تصحيح الكراريس.. في الفرجة علي التليفزيون أو الذهاب في أيام الخميس لمشاهدة فيلم أو مسرحية.. وفي أيام الاعياد كنا ندعو اسرتينا لمشاركتنا الغداء أو العشاء.. وقد احببت كل افراد اسرتها.. واحبت هي اسرتي خاصة امي.. وكانت امي تحبها ايضا وتدعو لها وتؤكد لي انني احسنت الاختيار، وقد مضت حياتنا في سهولة ومع ذلك فقد مرت بحياتنا غيمة لكنها لم تستمر..
فعندما مر علي زواجنا ثلاث سنوات دون ان يتحقق املنا في ان يكون لنا طفل من رحمها ومن صلبي ذهبنا الي الاطباء الذين اكدوا لنا انه لا يوجد سبب واحد عندي أو عندها يمنعنا من الانجاب.. وان المسألة هي مسألة وقت.. وانتظرنا دون قلق.. لكن الله سبحانه وتعالي لم يرد لنا ان يكون لنا اولاد ربما لحكمة من عنده هي ان يكرس كل واحد منا نفسه للاخر.. ومرت السنوات وكل منا لا يري في الدنيا سوي الاخر.. وكبرنا.. وكبرت مسئولياتنا في المدرسة.. فقد اصبحت انا المدير.. واصبحت هي وكيلة المدرسة.. وكانت علاقتنا في العمل متناغمة تماما مثل حياتنا في البيت.. ومرت الأيام والشهور وتراكمت السنون وكل واحد منا مكتف بالاخر عن الدنيا كلها..
ثم بدأت اولي نذر الكارثة.. فقد بدأت حبيبة عمري تشكو من اوجاع غامضة.. وتصورنا في البداية انه عارض سوف يزول.. لكن الآلام اشتدت.. واتضح انه مرض خطير مصحوب بهشاشة كبيرة في العظام.. وعرفنا التردد علي العيادات والمستشفيات.. ولم تتحسن حالة حبيبتي وأصبحت غير قادرة علي الحركة أو خدمة نفسها.. في البداية كنت اذهب إلي عملي شارد الفكر واعود سريعا لكي ألبي كل طلباتها.. ابسط طلباتها.. ولكن الحالة ازدادت سوءا.. وأصبحت عظامها من الهشاشة بحيث اصبحت تتكسر من اي حركة أو أي لمسة.. ووجدت نفسي لا استطيع فراقها لحظة.. فقدمت غير آسف استقالتي من عملي.. فوجودي بجانبها ليل نهار وفي كل لحظة اصبح ضروريا.. ثم زادت حالة حبيبتي سوءا وكان لابد من الذهاب الي المستشفي.. وهناك عشنا معا في حجرة واحدة ستة أشهر.. انفقنا خلالها كل مدخراتنا.. مدخراتها ومدخراتي.. وعندما اوشكت نقودنا علي النفاد كأنما ادركت حبيبتي الحقيقة وارادت ألا ترهقني بالتفكير في كيفية تدبير اجر المستشفي.. فرحلت عن الدنيا ذات ليلة وكأنها ملاك جاء الدنيا لكي يسعدني.. ويرحل في هدوء.
لقد رحلت حبيبتي وشقيقة روحي منذ شهر.. ومنذ شهر وانا اعيش سجين الذكريات.. فقد اغلقت علي نفسي باب بيتي لا استقبل احدا.. ولا اذهب الي اي مكان.. فالمكان عندي زاخر بالذكريات الجميلة التي اجترها وحدي.. والتي لن استطيع ان اشرحها لانسان لانه لن يفهم.. وصدقوني انني اشعر بانها مازالت تعيش معي.. وان روحها تحوطني برعايتها وحبها.. فانا وما اغرب الامر اشعر بأن روحها قد اندمجت مع روحي الي الابد.. وان انفصالي عنها لن يطول..
انها قصة حب جمعتني بزوجتي واستمرت ثلاثين عاما.. وهي سوف تستمر معي حتي الموت.
__________________
بكت عيني بكت عيني على ذنبي بكت عيني
بكت عيني على ذنبـــــي وما لاقيت من كربـــــي
فيا ذلي فيا ذلــــــــــــي فيا ذلي ويا خجلـــــــــي
فيا ذلي ويا خجلـــــــــي إذا ما قال لي ربــــــــــي
أما استحييت تعصينــــي ولا تخشى من العتـــــب
وتخفي الذنب عن خلقي وتأبى في الهوى قربـــــــي
فتب مما جنيت عســـــى تعــــود إلى رضــــى الرب
الله يرحمها ويغفر لها ويصبرك على فرقها
ماأجمل الوفا والاخلاص في زمن المتغيرات
مثل مالانسان محتاج للهواء والماء ليعيش مثل مالانسان محتاج لرفيقة درب ليعيش
عيش على ذكرياتها الجميلة واستمتع ولكن حاول ان تخرج وتقابل وتتحدث مع الناس ترى العزله بتسبب الاكتئاب . أمر على الديار ديار سلمى أقبل ذا الجدار وذا الجدارا