برنامج كيف تتعامل مع الله برنامج غير حياة الملايين - مشاري الخراز
إخواني وأخواتي في الله : قبل أن تشاهدوا الحلقات وفقكم الله , أريد منكم أن تقرأوا هذه المقدمة , والتي فيها قصة الشيخ مشاري الخراز مع السؤال الكبير : كيف تتعامل مع الله ؟
وأعتذر عن المقدمة الطويلة ولكن قراءتها ضرورية ومهمة جدا قبل مشاهدة حلقات البرنامج ..
يقول الشيخ مشاري الخراز حفظه الله : كيف تتعامل مع الله؛ لقد عشت مع هذا السؤال أجمل أيام حياتي كلها، وبدأت أفكر في إجابته وأبحث عنها لمدة طويلة، كيف أتعامل مع الله؟
وأنا والله فعلاً في بعض المواقف أحتاج أن أعرف كيف أتعامل مع الله.
ما رأيكم أن أقول لكم اليوم قصتي مع هذا السؤال، كيف بدأت وكيف انتهت، وما يدريك ربما تعيش معي نفس القصة، وربما تذوق نفس الشعور الذي ذقته عندما عشت أنا هذه القصة.
لقد رأيت بعيني كيف أن التعامل معه سبحانه يختلف تمامًا عن التعامل مع غيره، وأنه سبحانه أحن وألطف من يعاملني، ولم أجد في حياتي كلها أحدًا تعامل معي كما تعامل ربي معي.لست أنا فقط. بل كل من سألتهم وتشاركوا معي في هذه الأفكار؛ رأيتهم يقولون لي نفس الشيء.
أحدهم يقول: بعد أن عرفت هذه الأسرار حياتي تغيرت.
آخرون يقولون لي: نحن تحسرنا على الأيام التي في السابق قبل أن نعرف كيفية التعامل مع الله، تحسرنا عليها لأنها ما كانت بنفس هذا الطعم الرائع.
هذا والله حدث لي معهم.
فهل تعرفون كيف بدأت قصتي مع هذا السؤال؟ كيف تتعامل مع الله؟
بدأت باثنين معي من طلاب الجامعة، جلست معهما وبدأنا الحديث عن كيفية التعامل مع الله عز وجل، ونتطرق إلى مسائل دقيقة، ولما بدأ الطالبان بتطبيق كيفية التعامل مع الله، اختلفت عبادتهم، وتغيرت مشاعرهم إلى الأفضل، بل حتى تعاملهم مع أهلهم وأصحابهم أصبح مختلفًا.وأصبح هذان الطالبان يدعوان غيرهما لكي يذوق نفس الطعم الرائع، وفعلاً زاد العدد إلى خمسة عشر شخص تقريبًا، وقررنا أن نقيم جلسة أسبوعية كل سبت، بعد صلاة المغرب نجتمع لكي نتدارس أصول التعامل مع الله عز وجل، ثم كل واحدٍ يطبقها لوحده طوال الأسبوع، ونلتقي في السبت القادم ليحكي كل واحدٍ تجربته، وكنا والله نجد في كل أسبوع سعادة أكثر من الأسبوع الذي قبله إلى أن وصل عددنا إلى أكثر من مائتي شخص.فلما فتحنا الباب للأخوات النساء تفاجأنا بأن العدد وصل إلى ثماني مائة داخل المسجد، فانتشرت أخبارنا وبدأ الناس يتكلمون عن هذا التجمع. الأسبوع الذي بعده وصل العدد إلى ثلاثة آلاف من الرجال والنساء داخل وحول المسجد، وكانت تُغلق الشوارع المحيطة بالمسجد الذي نقيم فيها هذه الجلسة.واضطررنا إلى وضع خيام خارج المسجد لاستيعاب الجمهور، ونضع شاشات تنقل للناس الذين في الخارج ماذا يحدث داخل المسجد والعدد يتزايد، لأن الناس في الحقيقة بدأوا يلتمسون تغييرًا في حياتهم بعد كل جلسة، وأصبح كل واحدٍ يُكلم أهله وأصحابه وأحبابه ويحضرون للمشاركة، كل هذا بفضل الله وحده لا بفضلي ولا بفضل أي أحد آخر.إجازة الأسبوع الذي يليه وصل عدد الحضور إلى ستة آلاف، لم يحضروا لأجلي ولا لأجل رفاهية كائن ما كان، لكنهم حضروا من أجل أن يذوقوا نفس الشعور الرائع الذي ذاقه أصحابهم.وكنا نتكلم عن التعامل مع الله في شيء محدد وهو الصلاة، لأننا وقتها لم نتوسع في أسرار التعامل مع الله تعالى كما نفعل الآن في هذا البرنامج بل كنا نتكلم عن كيفية التعامل مع الله في الصلاة فقط، وكنا نسمي هذه الجلسات كيف تتلذذ بالصلاة، والتي أصبحت برنامجًا تليفزيونيًا فيما بعد.
أحد الذين شاركونا هذه الجلسة يقول: بعد أن عرفت كيفية التعامل مع الله في الصلاة والتلذذ فيها، صليت بعدها أحلى صلاة في حياتي كلها.
شخص آخر يقول: كنت أظن أن السعادة التي تتكلمون عنها مبالغ فيها لكني والله رأيتها بعيني.
أحدهم أرسل رسالة كتب فيها ثلاث كلمات يقول: كأني ولدت من جديد.
فلما رأينا الإقبال على تذوق هذه المشاعر، قررنا نقل المحاضرة إلى أكبر مسجد في الكويت، وهو مسجد الدولة الكبير، فلما بدأت المحاضرة تفاجأنا أن الحضور عشرون ألفًا من الرجال والنساء، وهذا والله كله بفضله وحده سبحانه، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص.رغم أننا لم نكن في رمضان بل كنا في فترة الإجازة والصيف إلا أن الحضور كان منظره رائعًا رائعًا.فأجرينا استبيان فإذا بعد المحاضرة 94% من الحضور أصبحوا يخشعون في صلاتهم.
في عام لاحق قررنا التوسع لنطرح الموضوع كاملاً للعنوان الذي تعرفونه؛ كيف تتعامل مع الله
فدعونا الناس لمحاضرة بالمسجد الكبير في الكويت أيضًا، ورأينا شيئًا نراه لأول مرة؛ كان الحضور عبارة عن أكبر تجمع لمحاضرة في تاريخ الكويت.لقد حضر إلى المسجد الكبير خمسة وثلاثون ألفًا، صراحة كان المنظر قمة في الروعة، لدرجة أنني والله كنت أتمنى أن أعطس ليقول لي خمسة ألف يرحمك الله، ما أدري ربما أدخل الجنة بسببها، والله حقًا كانت ليلة مميزة من ليالي حياتي.
لكن أتدرون ما هي المفاجأة الأخرى لقد تصادف مع إقامة المحاضرة؛ مرور فتاتين عربيتين من غير المسلمين فلما رأوا هذا التجمع الكبير، والشوارع المغلقة، والتنظيم المروري، والناس يجلسون في الشارع، حتى أن مروحيات تابعة لوزارة الداخلية تجول حول المكان؛ استغربوا فتوقفوا لاستماع المحاضرة، ولما بدأنا الكلام عن الله، من هو الله وكيفية أسرار التعامل معه سبحانه ,بدأت الفتاتان بالبكاء.وعندما توقفنا لأداء العشاء جاءني الخبر وأنا داخل المسجد أنهم يرغبان بالدخول في الإسلام.وقبل أن نستأنف المحاضرة مرة أخرى بعد أذان العشاء قررت أن أبشر الناس جميعًا وفعلاً عمت الفرحة جميع الحضور.
إخواني وأخواتي لما رأيت ردة الفعل تشجعت في نشر كيفية التعامل مع الله عز وجل وقمت بتصوير برنامج تلفزيوني يحمل اسم؛ كيف تتعامل مع الله.وأردنا أن نعرف ما هي ردة فعل الناس تجاه البرنامج، فأنشأنا صفحة على موقع الفيس بوك، وبدأت أتواصل فيها مع المشاهدين. وقد تم عرض استبيان في الصفحة عن البرنامج الماضي الذي كان بعنوان كيف تتعامل مع الله الجزء الأول.
وكان سؤال الاستبيان: هل غير البرنامج شيئًا من حياتك؟
فكانت النسبة أن أكثر من 96% من المشاركين تغيرت حياتهم للأفضل.
إن هذا الشعور والله ليس مبالغًا فيه أنا بنفسي جربت أن أوصله لغيري فكانت المفاجأة أن كل من طبق هذه الآثار في كيفية التعامل مع الله وجدوا نفس الشعور الرائع الذي أتكلم عنه.فعرفت أن الأمر لم يكن صدفة وأن السعادة في التعامل مع الله يمكن لكل أحدٍ أن يذوقها، لكن المشكلة أن ليس كل الناس اطلع على هذه الآثار الجميلة.ولهذا فإن كل من نحاول أن نتكلم معه هو أن نوصل هذه الأسرار إلى أكبر قدر ممكن من الناس، وأنا متأكد بأنك ستحس بنفس الإحساس الرائع الذي أتكلم عنه، لدرجة أنك قد تفعل بالضبط مثل الذي نحاول فعله، فتذهب إلى غيرك وسترشده إلى كيف يتعامل مع الله تعالى فإذا رأيت سعادته وفرحته، وكيف أن حياته تغيرت ستتحمس لكي توصل نفس المشاعر إلى شخص آخر، وهكذا.
صراحة أنا أدمنت على هذا، لقد رأيت بعيني لا أقول العشرات ولا المئات بل الآلاف ممن تغيرت حياتهم ومشاعرهم بعد أن ذاقوا هذا الطعم الرائع عن كيفية التعامل مع الله تعالى.وأنا والله أريدك أن تذوق أنت نفس هذه السعادة وأن تشاركنا في اكتشاف أسرار التعامل مع الله تعالى، صدقني ستتغير حياتك كما تغيرت حياتهم.