ضعف الثقافة الجنسية.. سر شقاء الأزواج - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-2004, 01:13 PM
  #1
توتى 2
عضو نشيط
 الصورة الرمزية توتى 2
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 111
توتى 2 غير متصل  
icon48 ضعف الثقافة الجنسية.. سر شقاء الأزواج

لقد آن الأوان لكي نعترف أمام أنفسنا أننا لم نتربى أو نربي أبناءنا مثل هذه التربية المتوازنة التي تعامل الانسان بواقعية لا ترتفع على أساسيات الحياة، بحيث لا تبخس حق أي من الجسد أو النفس في الإطار الحلال الذي شرعه الله، فنحن في نهاية الأمر بشر، ولسنا بملائكة نستغني عن الماديات بالروحانيات، أو حيوانات تجري دائماً وراء الغرائز والشهوات، بل نتأرجح بين هذا وذاك، ولذلك كان لزاماً علينا ألا نضيع حق الجسد، من خلال التعلم والمعرفة بكل ما يمكن أن يصونه ويحميه ليظل عطاؤه متجدداً، وفي الوقت نفسه لا نبخس الروح والنفس حقهما، وبذلك فقط يعيش الانسان حالة من السكن والهدوء التي وصفها المولى عز وجل في كتابه.
وفي اعتقادي أن أولى أساسيات المعرفة الواقعية والحياتية التي لا ترتفع عن الحياة هي المعرفة بالجنس، وأسلوب ممارسته، وما يحميه وما يضره، وما يكفل له الاستمرار بنفس العطاء والكفاءة، لكي يستمر قارب الحياة الزوجية بنفس النجاح والأمان.
والكثير من الأشخاص يعتقدون خطأ أن مجرد الحمل والإنجاب دليل على نجاح العلاقة الجنسية بين الزوج والزوجة، ولو سألت الكثير من الأزواج والزوجات عن سبب استمرار العشرة الزوجية حتى الآن لكان رد معظمهم: بسبب وجود الأبناء، وليس لشعورهم بالسعادة أو السكن مع بعضهما، حتى ي حالة عدم وجود أبناء، ولعل المفهوم الخاطئ لمعنى كلمة الحياء، والإرهاب الفكري لمدلول كلمة الجنس، هو الذي يمنع الزوج أو الزوجة من أن يلجأ إلى الانسان ا لمتخصص، لكي تشكو أو يشكو إليه، مما يعانيان منه في علاقتهما، مع أنه لا حياء في العلم أو في الدين.
والثقافة الجنسية ليست عيباً أو نقيصة لكي نتجنب الحديث عنها، وإنما هي ركن أساسي ومهم لاستقرار الحياة الأسرية، وتنشئة جيل سوى يمر بفترة مراهقة سوية دون الإصابة بعقد أو مشاكل تؤثر عليه في المستقبل.
والغريب أننا نجد بيننا من يرتعد ويستنكر لمجرد ذكر أي موضوع له علاقة بالجنس، بغض النظر عما يحتويه من إفادة ومعلومات، في الوقت الذي نجد فيه أن الأئمة والفقهاء قد اهتموا بالجنس اهتماماً بالغاً، وأشبعوا القول في كل ما له علاقة بالأعضاء التناسلية، وتكلموا عن الخطبة والزواج، وعيوب الفرج التي لا يمكن معها المعاشرة، والحمل والولادة والرضاعة، وحكم جماع المرضعة، والزنى، والشذوذ الجنسي من لواط وسحاق، وغير ذلك.
ولقد أشار المولى عز وجل إلى الزواج على اعتبار أنه سكن في قوله عز وجل: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
ولعل هذه المعاني تشير إلى البعد النفسي والعاطفي للعلاقة الزوجية بجانب العلاقة الجنسية الحميمة، وهو ما يمهد لهذه العلاقة ويجعلها ناجحة ومثمرة، وليست مجرد لقاء جسدي عابر لتفريغ شحنة الغريزة مثلما يحدث بين الحيوانات.
ولقد تحدث القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة عن الجنس والعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة لأن الخالق عز وجل يدرك خبايا خلقه وأسرار صنعته، ويعلم أنه فطر كل من الرجل والمرأة بميل غريزي يقرب كل منهما للآخر من أجل عمار الكون واستمرار الحياة، وخص الله بني آدم من بين سائر المخلوقات بأن جعل اللذة الجنسية قرينة للتكاثر، فالرجل لا يجامع المرأة من أجل التكاثر فقط مثلما يحدث في بقية الكائنات، وإنما جعل الله في المعاشرة الجنسية لذة يتوق إليها الانسان، إلا أنه وضع لممارستها ضوابط وقوانين حتى لا تؤدي إلى الهلاك، وصدق المولى عز وجل إذ يقول: (فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله).
وهكذا نجد أن القرآن الكريم قد أمرنا بالعفة منذ أكثر من خمسة عشر قرناً، ويأتي العلم الآن لكي يثبت أن العفة في ممارسة الجنس إنما هي السبيل الوحيد للوقاية من أمراض وأوبئة كثيرة تنتقل من خلال تعدد شركاء الفراش، والتي وصلت حتى الآن إلى أكثر من أربعين مرضاً، فهناك الآن صيحة واحدة ونداء طالما يتردد في أوروبا وأمريكا والدول التي تزعمت ثورة الجنس في الستينيات: من أجل الوقاية من وباء الإيدز: عليك بشريك واحد مخلص Single Faithful Partner، وهكذا نجد أن الدعوة إلى المعرفة والتعلم فيما يختص بالجنس من أجل الوصول إلى ممارسة جنسية مُرضية لكل من الطرفين، أصبحت ضرورة حتمية لكل من الرجل والمرأة اللذين ينشدان حياة هانئة وسعيدة في جو من الإخلاص والمودة.
ويتحدث القرآن الكريم عن مدى حميمية العلاقة الزوجية فيقول: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن).
ويدعو الرسول (ص) إلى المقدمات التي تؤدي إلى علاقة جنسية ناجحة بين الزوجين بدءاً من الإرتياح إلى شكلها عند النظر إليها فيقول: ((إذا نظر إليها سرته)).
والجهل بالثقافة الجنسية منذ الصغر يؤدي إلى عواقب وخيمة بالغة سواء في مرحلة المراهقة أو بعد الزواج، فالأبوان يجهلان أو يستحيان أن يبلغا أولادهما آداب الجنس، والمعلم يستحي هو الآخر أن يبلغ الطلاب تلك الأحكام والآداب التي لها علاقة بالتربية الجنسية، والمناهج الدراسية تتجنب الحديث عن هذا الصدد لكي لا تتهم من المتشددين بالكفر، فمن أين يمكن للشاب أو الفتاة أن تحصل على التربية والمعلومات الجنسية التي تؤهله، أو تؤهلها لكي يكونا زوجين صالحين وسعيدين، خاصة في زمن انتشرت فيه أمراض الاتصال الجنسي حتى بلغت أكثر من 40 مرضاً على رأسها الإيدز وفيروس HPV الذي يسبب سرطان عنق الرحم والأعضاء التناسلية، مما يدعونا إلى التركيز على الدعوة إلى الجماع مع شريك واحد مخلص وتجنب تعدد شركاء الفراش، وهذا لن يتأتى إلا إذا كان هذين الشريكين المخلصين سعيدين، وقانعين بحياتهما الجنسية والزوجية.
من خلال الدراسات التي أجريت على الآلاف من المطلقين الذين انفصلوا عن بعضهم لأسباب مختلفة عددية منها عدم التفاهم، استحالة العشرة، الإهانة باللفظ، أو التعدي بالضرب وغير ذلك من الأسباب، تبين أن أكثر من 75% من هذه الأسباب يكمن وراءها عدم توافق جنسي بين الزوج والزوجة، يؤدي إلى هذه الأسباب التي تظهر، وكأنها السبب المباشر للانفصال الجسدي أو الطلاق.
ومن خلال متابعة عشرات الآلاف من الحالات على مدى أكثر من عشرين عاماً تبين أن هناك الكثير من الأدوية التي تستخدم بشكل روتيني، لعلاج بعض الأمراض العضوية أو النفسية، والتي يكتبها طبيب متخصص بالفعل، تؤثر على الحالة الجنسية لكل من الرجل والمرأة دون أن يلتفت أي منهما بأن هذه الأدوية وراء هذه الأعراض.
والمشكلة أن الكثير من الأطباء الذين يقومون بوصف هذه الأدوية لمرضاهم لا يعلمون شيئاً عن مضاعفاتها الجانبية من الناحية الجنسية، وذلك لأن شركات الأدوية نفسها لم تكن تعطي هذا الجانب حقه في الدراسات إلا عندما يسبب الدواء فقداً تاماً للمقدرة الجنسية، كما أن معظم الدراسات التي تجري على الدواء عند تجربته، تعامل المرأة والرجل على حد سواء من حيث الأثر، والجرعات وكل شيء باستثناء الهرمونات فقط. وهذا خطأ أيضاً فقد تبين أن هناك تأثيرات جنسية تختلف عند الرجل عنها عند المرأة. وإلى جانب المواد التي تؤدي إلى الإدمان وتؤدي بصورة مباشرة إلى التأثير على القدرة الجنسية والخصوبة مثل الكحول، والنيكوتين، والبانجو، والأفيون، والهيرويين، والحشيش وغير ذلك، فهناك الكثير من الأدوية التي تستخدم لعلاج ضغط الدم، وقصور الشرايين التاجية، والإكتئاب في الأمراض النفسية، وقرحة المعدة والإثنى عشر، قد تسبب أعراضاً ومضاعفات جنسية عند الرجل تتمثل في: فقد الرغبة الجنسية أو انخفاضها عن ذي قبل (الهروب إلى البلكونة للنوم في الهواء الطلق)، التأثير على الحيوانات المنوية وحيويتها وغير ذلك، أما عن المرأة فقد تسبب هذه الأدوية فقد الرغبة الجنسية والبرود العاطفي والجنسي اضطرابات في الدورة الشهرية والتبويض وإفراز اللبن.
وليس بالضرورة بالطبع أن تحدث كل هذه الأعراض مع استخدام هذه الأدوية عند كل الناس، ومن حسن الحظ أن هناك الكثير من البدائل المتوفرة الآن لتجنب المضاعفات الجانبية لمن تحدث عنده مثل هذه الأعراض من الناس، ولكن المشكلة تكمن في أن لا الطبيب يسأل، ولا المريض يشكو أو يثير مثل هذه الأعراض مع طبيب الباطنة مثلاً الذي يعالجه من ضغط الدم أو قرحة المعدة. ولكنه قد يتوقف من تلقاء نفسه عن تعاطي الدواء، دون أخذ البديل المناسب مما يؤدي إلى حدوث نزيف في المخ نتيجة ارتفاع الضغط، أو نزيف في المعدة من القرحة، أو أزمة قلبية في حالات قصور الشرايين، أو نكسبة نفسية في حالات الاكتئاب وغير ذلك، وربما كانت هذه الأدوية من أسباب معاناة الكثيرين الذين يسعون وراء الإعلانات التي تبيع الوهم، والتي يتوهمون أنها سوف تحل مشاكلهم في دقائق.
__________________

ويـــبــــقـــــى الاســــلام هــــو الـــحــل
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:20 AM.


images