**السلام عليكم و رحمة الله وبركاته**
أعجبتني هذه المقالة المنقولة في التذكرة..
فرجاءا اقرؤها حتى النهاية عسى الله أن ينفعنا بها دنيا و آخرة..
المقالة بإسم: المحجبة و الصيف
مع قدوم فصل الصيف تزداد وسوسة الشيطان للمتحجبات قصد إيقاعهن في المحظور أو على الأقل للتقليل من أجرهن, و من قبيل الوسوسة حثه على التخفيف من سماكة غطاء الرأس والثياب التي قد تصف أو تشف و كثيرا ما يبدو شعرهن وبدنهن خاصة إذا وقفن قبالة ضوء الشمس..
و من وسوسة الشيطان أيضا لبس الثياب الحريرية أو ذات الأقمشة الخفيفة التي بانسيابها على البدن تبدو جليا تفاصيل الصدر خاصة إذا هبت "نسمة صيفية" أو تلك التي تسعى جاهدة لرفع أطراف غطاء الرأس للوراء حتى "يتهوى" صدرها..
و مع هذا كله لا ينفك إبليس الخبيث يقنعها أنها على الأقل خير من غيرها بغطاء رأسها الذي من كثرة ما شدته على عنقها تبدو لمن رآها كالمنخنقة و يكاد من يراها يشفق عليها ويسرع لفكه عن عنقها فهو على حدود أذنيها و على قيد أنملة من شعرها الذي عرف من رآها شكل "كعكتها" من تحت. وتنسى المسكينة أنها ستحاسب وحدها أمام الله العزيز الجبار و تنسى مراقبته و قدرته فهل سيكون عذرها لله أنها أحسن من فلانة أو علانة ... إضافة إلى هذا تتهاون الكثيرات في ستر أقدامهن و تبدأ التنورة رويدا رويدا في الارتفاع إلى ما فوق القدم ناسية أو متناسية الآية
"يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً" (الأحزاب:59)
فإن القدمين من العورة بالنسبة للمرأة الحرة البالغة، سواء كانت في الصلاة مطلقاً، أو خارجها إذا كانت بحضرة من لا يحل لهم النظر إليها لما رواه النسائي والترمذي وصححه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ("من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة"، فقالت أم سلمة: فكيف يصنع النساء، بذيولهن؟ قال: "يرخين شبراً"، قالت: إذن تنكشف أقدامهن، قال: "فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه")
ومع هذا نرى تهاون الكثيرات بحجة فصل الصيف في لبس الثياب التي تبدي تفاصيل بدنها أمام غيرها من النساء في حين أنه هناك عورة و حدود حتى يبين بنات جنسها فلا يجوز لها أن تلبس الضيق اللاصق أمام النساء، لأن ذلك يصف حجم الأعضاء المطلوب سترها خاصة مابين السرة و الركبة. والمرأة المسلمة مطالبة بالاحتشام والحياء، وأن تكون قدوة لأخواتها من النساء، وألا تكشف عندهن إلا ما جرت العادة بكشفه فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستح فاصنع ما شئت" [رواه البخاري وغيره] وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل كان يعظ أخاه في الحياء: "دعه فإن الحياء من الإيمان" متفق عليه.
فأين نحن من نساء الأنصار اللواتي وصفتهن أم سلمة قالت: لما نزلت هذه الآية "يدنين عليهن من جلابيبهن" خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها.
ألا فأعلمي أيتها الأخت الحبيبة أن شروط الحجاب الشرعي هي:
الشرط الأول: أن يكون مستوعباً لجميع بدنها إلا الوجه والكفين، فقد اختلف أهل العلم في وجوب سترهما، مع اتفاقهم على وجوب سترهما حيث غلب على الظن حصول الفتنة عند الكشف كما هو الحال في هذا الزمن، وذلك سداً لذرائع الفساد وعوارض الفتن.
الثاني: ألا يكون زينة في نفسه بمعنى ألا يكون مزيناً بحيث يلفت إليه الأنظار لقوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن) [النور :31]
الثالث: أن يكون صفيقاً لا يشف ، لأن المقصود من اللباس هو الستر ، والستر لا يتحقق بالشفاف.
الرابع: أن يكون فضفاضاً غير ضيق ، فإن الضيق يفصل حجم الأعضاء والجسم و لا مربوطا في وسط خصر المرأة.
الخامس: ألا يكون مبخراً أو مطيباً، لأن المرأة لا يجوز لها أن تخرج متطيبة . قال صلى الله عليه وسلم : "أيما امرأة تعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية" رواه أبو داود الترمذي والنسائي.
السادس: ألا يشبه لباس الرجال ، لقوله صلى الله عليه وسلم :"ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ، ولا من تشبه بالنساء من الرجال" رواه أحمد.
السابع: ألا يشبه لباس نساء الكفار ، لما ثبت أن مخالفة أهل الكفر وترك التشبه بهم من مقاصد الشريعة. قال صلى الله عليه وسلم "ومن تشبه بقوم فهو منهم" رواه أبو داود و أحمد.
الثامن: ألا يكون لباس شهرة وهو كل ثوب يقصد به الاشتهار بين الناس.
و أعلمي أختي الحبيبة أن حرارة الصيف ما هي إلا إحدى أنفاس جهنم
فلا يجوز لامرأة مسلمة أن تنزع حجابها أو تتهاون فيه بحجة أنه يضايقها أو أن الطقس حار.و تذكري أن الله تعالى ذم أقواماً تخلفوا عن واجب الجهاد، لأنه جاء في وقت شديد الحر وتعللوا بذلك، فقال تعالى: (وقالوا لا تنفروا في الحر) [التوبة:81] فبين لهم تعالى أن حر الدنيا الذي يفرون منه إلى الظل الظليل لا يساوي شيئاً مع حر الآخرة، فقال تعالى: (قل نار جهنم أشد حراً لو كان يفقهون) [التوبة: 81]
فتذكري أيتها المسلمة وقوفك بين يدي الله تعالى،..واحتسبي الأجر في قطرات العرق التي تنساب من جبهتك و جسمك لعل الله يطفأ بها حر يوم القيامة يوم لا واقي لنا من حرها إلا العمل الصالح.
ثم إنك مؤمنة وقال تعالى : (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً) [الأحزاب:36] و الله تعالى يقول: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم) [النور: 63]
نسأل الله أن ييسر لنا أمرنا وأن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن.