السلام عليكم
تتكرر اللحظات والمواقف في حياة بعض المتأخرات بالزواج وبعض المطلقات والأرامل مما
يزيد في معاناتهن وترقبهن وإحساسهن بالحرمان والقيود والوحدة والرغبة في الاستقرار
يثير آساهن كل مايتعلق بالرجل في حياتهن اليومية ، وكلما وجدن أنفسهن ساليات لبعض
الوقت أتى مايستفز مشاعرهن من ظروف مختلفة ،
وكنفس بشرية خلقها الله على الفطرة وليس لأحد إنكار ذلك عليها ، إلا أنها رغم ذلك مطالبة
بكبت النفس وعسفها وأطرها على الخوف من الله ،
لكن الشيطان لايتركها بحالها والامتحان على الصبر يزاد من الله ومن هذا الامتحان ما يتنوع
وتتعدد أسبابه وتختلف ،
أقل الأشياء البسيطة تثير استفزازها فمجرد اتصال هاتفي بالخطأ كان صاحبه ذو صـوت
جهوري شجي تشتم فيه رائحة الثقة والرجولة ، تسرقها لحظات إلى عالم الأماني والأسـي
ولاتكاد تفارق نغمة الصوت خيالها سريعاً قد يصل الأمر لتتمنى لو أخطا الإتصال مرة ثانية 00
مجرد النظر إلى موقف زوجي حاني على شاشة التلفزيون وضحكات الزوجين تشعرها في
شي من الأسى وأحلام اليقضة رغم كل جهادها مع نفسها لتظهر مع من حولها غير مبالية 00
مجرد النظرة إلى مجلة أسرة وديكورات ومجوهرات ، تثير فيها مشاعـر الرغبة الأسريــة 00
، ومنها إلى عالم النت المفتوح ومافـيه من مغريات تحتاج لشدة في ضبط النفـس والاستخدام
الأمثل وسط وساوس وتيارات واهواء النفس ونزاعاتها بين الشدة واللين ،
عند الخروج للسوق وكيف تصادف من الرجال من لاتنقصهم الأناقة والروائح العطرية الذكية
ليحرك ذلك في عواطفها مكامن الاحتواء والحنان والرومنسية في أعماقها الدفينة 00
عـند قرأة قصيـدة شعرية تقطـر عاطفـة ترحــل مع آهاتـها ، وتشعر بحرمانها
من الوفاء والحب والشوق والحنين 00
في الجلسات بين الحين والآخر من القريبات والصديقـات ومايتحدثـن عـنه من أمور زوجيـة
وحتى لو أظهرت عدم اللامبالات ففي داخلها إنسانة لها الحق ان تكون زوجة تتحدث كمــا
يتحدثون من مشاكل زوجية وغيرها ، تصارع نزاعاتها الداخلية وتضطر للخروح من الموقف
والحرج بطريقة أو أخرى رغم كل الارتباك الذي يبدو عليها 00
عند الدعوة لزواج تنظر للعروسة وفستانها الأبيض وغيره ، ويزاد بنفسها الأسى على حالها
وكيف أن من حقها أن تكون كتلك العروسة يتلف حولها المهنئون ثم تحاول زرع ابتسامــــة
على شفتيها كي لاتتهم بالحسد والغيرة مع أن تمنى الشئ دون زواله ليس من الحسد 00
تلك الأشياء ليست من السهولة بمكان على مشاعر إنسانة فـي أوج حياتهـا ، والأصعب من
ذلك أن لايلوح في الأفق تحرك أسري أو أجتماعي للمساعدة والمساهمة ، بل علق الأمـــر
بعادات وتقاليد وكبرياء تخالف في مجملها تعالم ديننا الحنيف ،
لم تكن في الأمس تلك المغريات والضغوط موجودة ومع ذلك ساهم الآباء في تزويج بناتهـم
قبل أبنائهم ، ولم يجدوا بذلك غضاضة مع رجل يستحق ، تنازلوا عن المهور وسهلوا الأمور
واليوم ومع انفتاح كل المغريات انعكست الآية ، كثير من الأباء مشغول في الماديات ومتابعة
المادة ، حتى حين يتقدم خاطب لاتجد في وجه الأب طلاقة للاسف ،
الأخ يعرق جبينه حين يكون الحديث عن زواج أو يتكلم أحدهم عن رغبته بالبحث عن زوجــة
يخجل أن يعرف أحد أن لديه أخت مناسبة للزواج ،
ليتهم اليوم فقط يكونوا طلقين سمحين مرحبين حتى يتعرفوا على الرجل ثم يسهلون مايخيفه
من مهر وحفل وتكاليف ، ليتم الأمر على خير 00
أختى أمام كل ماسبق من استفزاز لمشاعرك ورغم كل ضعفك ورغم كل التعقيدات المشاهدة
في إتمام كثير من حالات الزواج ، وأمام قلة حيلتك تذكري شيئـا مهمـا جـدا جـدا ولاتنسيـه:
لاحظي أنه كلما زاد آساك مماهو محيط بك من مغريات ، وكلما زاد إحباطك وضاق صدرك وكلما
صبرتي ليس إلا خوفا من الله كلما ارتقيت درجة أعلى في الجنة حتى لتصلي بإذن الله منزلـة
الصابرين ولو تخيلتى ماوعد الصابرون في الجنة لتمنيتي أن فتـنتك أشد لتكوني بدرجة أعلى0
اليس الشهيد يتمنى أن يعود فيقتل ثم يعود فيقتل لشد مايجده من كرم الله ورضوانه ؟ هل بعد
القتل أصعب مما يخشاه الإنسان في الحياة ؟
إن لك بإذن الله ماله من الجزاء على صبرك وخشية الله فلا تغريك تلك الفتن ولاتشغل بالك أبدا
ولاتحزنك واعلمي أن الله معك يراقبك ويراقب صبرك وحمدك وشكرك فلا تكوني غافلة 00
اسأل الله ان يحفظ الجميع ويهدينا للخير
أخوكن الكـبير