بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
حياة المرأة مراحل وكل مرحلة تكون في كنف ورعاية الرجل فهي ابنة وأخت وزوجة وأم.
تسكن كل مرحلة من مراحل حياة المرأة مسكناً خاصاً في قلبها وفي كل مرة تضيق بها الحياة تأوي لهذا المسكن من قلبها. لتستريح قليلاً حتى تهدأ
ويفرق الزواج بين مرحلتين من مراحل حياة المرأة وهي كونها بكر ثم ثيب هذا الفاصل ينقل المرأة من عالم إلى عالم آخر.
ففي عالمها كبنت هناك الراحة النفسية في كنف ورعاية الأب والأم ولا مسؤولية ولا ضغوط نفسية مصيرية لها بيد غيرها وتجهل كل الضغوط التي تراها فيمن سبقنها والتوترات وكذلك تجهل الأسرار الزوجية عملياً الحلو منها والمر والحامض والمالح وبعد ليلة الدخلة تحس بالتدريج هذا الانتقال النفسي الرهيب وأن الموضوع ليس فقط تغيير بدني بفقد البكارة بل هي تحولات في كامل الجسد والروح.
رغم القراءة والتعليم والمشاهدة لكل الأمور الزوجية في عالمها كبنت لا يغني عن التجربة الحقيقية والممارسة العملية للحياة في عالم الزوجية
وتردد المرأة حتى آخر عمرها بالحديث عن عالم وردي بقولها يوم أنا بنت كنت كذا وكذا وقال لي أبي كذا وقالت أمي كذا.
المؤذي للمرأة في عالم البنت أنها تحترق بأمور وتفاصيل لا قيمة لها ولا تستمتع بهذا العالم وقد تستعجل الانتقال وهي (لاحقه عليه) وبالانتقال والغرق فيه تتمنى لو عادت لعالم البنت لتستمتع فيه طولاً وعرضاً ولا تضيع منه دقيقة بالضغط النفسي على تفاصيل لا قيمة لها.
بالمقابل عندما تكون المرأة أماًلبنت لا تعلمها لذة هذه المرحلة وما ينتظرها بل تحدثها عن عالم الزوجية وما فيه وكأنه كل حياتها لا مرحلة من مراحل الحياة ولكل مرحلة متعتها وقيمتها.
ومن المضحك في هذا المجال ما قالته إحدى الأمهات وهي جدة وأحفادها في سن الزواج
قالت لحفيداتها كنت أقول وأنا في عمر إحداكن (يوم كنت طفله ما أعرف شي ثم قلت يوم أنا توي بالغ ما أعرف شي ثم يوم تزوجت كنت أقول يوم أنا بنت ما أعرف شي ثم لما تمرست بالحياة قلت توي (معرسه) ما أعرف شي والآن أقول يوم أنا أم قبل أصير جده والحين توي أعرف إني بكل وقت له آذان وكل ساعه لها طعم.
فلا تتأسفن على ما فات وعالجنَ واقعكن بصناعة السعادة لا انتظارها وصناعة السعادة كما قال أحد السلف
الاستمتاع بالموجود وشكر المعبود والأمل بالله بالمفقود).
ولا تجعلن مراحل حياتكن تمر بالندب والعويل.