- حتــــــى جاء اليوم الذى عزم فيه زياد على زيارة أهله في القرية ,, حدث يومها بيننا نقاش طووويل واحتد الكلام
لم أكن أمنعه لكن لا أوريد الذهاب معه , وهو يصر بأنه لايمكنه أن يتركني وحدي بل يستحيل ان يزور أهله دوني ..
أصر على رأيه وأستسلمت أنا رغماً عني , لا أعرف ابداً كيف أشرح له مشكلتي ..؟!
هبنا الطريق طوووووووووويل وكلماتي قصييييرة زياد المتحدث , أنا مستمعه , لم اعي من أقاصيصه شيء كنت في عالم
آخــر , تسألت حينها : مالذي فعلته بنفسي ؟؟ كيف صدقت بأني سأكون كغيري ؟؟ أين متعة الحياة التي تقول عنها
الفتيات حولي .؟؟
أقمنا عند أهله أربعة أيام مرت وكأنها أشهـــــر ,, أمه حنونه إلا أنها كأي أم قلقه على ابنها تخاف أن لا أقوم بحقوقه تراقب تصرفاتي ,
أما أختــــه هي شديدة الفضول قامت بتفتيش حقيبتي أعجبتها زجاجة العطر أهديتها إياها , وكان هذا أول موقف لي معها ..
زياد لم اره كثيراً خلال تلك الفترة , إنشغل كثيراً بوالده وإخوانه وقريته , سعيد جداً معهم ..
حتى جاء يوماً مسرعاً لي يقول :
" تعالي بوريك شيء ! يالله بسرعة .." منزل مهجـــور له معنا قصه :
أول لقاء لي بزياد عندما كنت طفلة 6سنوات وهو 9سنوات لا أذكر الموقف جيداً لكن هو يذكر تفاصيله :
تذكرين يوم كان معك للعبه طيارة , وطلبتها منك , قلتي لي أول حاجة أدخل البيت , وقلت لك لا ابوي يبغاني , وأنا كذاب كنت
خائف , قمتي عطيتيني الطيارة ورحتي , حسيت إنك إحتقرتيني مدري ليش دائم تحطيني قدام تحديات , بس من جد
كريمة فرحت بالطيارة ماعمر احد شرالي ألعاب .."
-إجازته كانت شهر إلا أنا لم نقم عند أهله سوى أربعة أيام , قدر لي أني آتيت معه لذا لم يجعلنا نفم طويلاً .
في طريقنا للعـودة :
قال لي : إش رايك نروح لأهلك , جوابي : زي ماتشوف . لم ابدي معارضة يبدو أنه من الأساس كان ينوى هذا ..
زيارتي لأهلي كانت خمسة أيام فقط ..
قضيت معظمها في بيتي ,, حنينـي إليه كبيييير جداً ,, لغرفتي ,, مكتبي ,, أوراقي ودفاتر خواطري ..!!
زياد لم يفارقني ,, يبدو أنه أشد فضول من أخته , لم يدع جزء من البيت بلا تفحص ..
نمت تلك الليلة بإستغراق وكأني لم أنم منذ فارقت غرفتي ,, زياد ظل طوال الليل على مكتبي ,,
يقرأ قصاصات أوراقي ,
ودفاتري ويقلب كتبي , لم يكف عن الثرثرة والتندر , يقول : ماكنت أدري إني متزوج اديبة ,, يقرأ رسالتي ويسأل :
لمين هذى , أجيب : لنفسي , يقول : فيلسوفه بعد ...!!
كأنه كان يبحث عن سر , ربما كان يبحث عن مفتاح لقلبي ؟؟! لا أنكر ان ذلك كان يضايقني , تمنيت أن
يخرج ويتركني وحدي ..
( منذ دخولي بيتي شعرت بأن هناك شيء يعود إلي , ويتسرب شيئاً فشيئاً إلى نفسي , قد تكون روحي التائهة شعرت بأني هنا – في بيتي – أستطيع أن أحيا ,, أبكــي , أغامر بحرية وبالأصح بأمان أكبر .. ! هنا لا أشعر بقيود وشروط , كان هذا الإحساس يكبر داخلي .)
في اليوم الثالث أخبرني زياد بأنا سنعود لمنزلنا إن رغبت , حقيقي لم أرغب بالعودة ابداً ؟؟
دخلت في صراااع كبير ,, ماذنب زياد ؟ ماعذري إن رفضت العودة ؟ وإلى متى ..؟!
لم استطع النوم ,, شدت وسادتي أكثر وأكثر أوريد أن أكون وحدي , بكـــــــــيت " لأول مرة بعد زواجي , وهي المرة الأولى
التى رأى فيها زياد دموعي ,, كنت صااامدة طول تلك الفترة , ما أن رأيت بيتي حتى أنهرت .. "
أقترب مني زياد , همس بأذني وهو يمسح برفق على شعري ..:
" كانت أقصى أمنيه لي أن أتزوجك ,, و لما أتزوجتك صارت أمنيتي سعادتك .. أدري إنك رضيتي في على أمل ,
بس الظاهر خيبتك ,, هذى حدود قدرتي .. ساعديني أساعدك .."
خـــــرج زياد بعدها ليحفظ لي ما بقي من كبرياء ,, هو يعلم أن أكره الضعف أمام أي أحد .. أطفأ النور واغلق الباب خلفه
لا أدري من أين عرف أن دموعي تأبى الإنسكاب إلا في الظلام .. ربما يكون من دفاتري التى قرأها من قبل ,, فأنا أدون فيها
معظم أسراري ..!!
كنت غريقـــــــة أحتاج أي أمل أتعلق به , كانت كلماته هي الأمل ليس أمامي سواه .. بكيت يومها بحرقة , بكيت عناء السنة
والنصف بل عناء العمر بأكمله ..
خرجت بعدها لأجد زياد يجلس في الصاله وبيده القرآن يقرأ , جلست قربه لم يلتفت إلي , لم يحادثني وكأن شيئاً لم يكن ..
بدأت أنا الحوار – لا أنساه حتى هذا اليوم - :
( آسفة ,, لم يجيب , فهمت أنه يريدني أن أسترسل بالكلام .. أنا مو قصدي , أصلاً أنت مالك علاقة بكل اللي يصير ..
لم ينظر إلي – لأول مرة تمنيت ان يناقشني يشاركني في أمري, ولأول مرة أعتذر لزياد عما يصدر مني , ربما لأني
في بيتي لا بيته بمعنى أني أفعل هذا بمطلق الحرية لا إجباراً – لكن الحقيقة لم يكن هذا ولا ذاك :
قد كنت أحب زياد ,, أحبه حقاً مهما أدعيت خلاف هذا ,, وكلما مر يوم يتأكد حبي له , لقد آســرني بجميل حلمه
وحسن خُـلقه ورجاحة عقـله ,, لم يعاملني يوماً كنــدٍ له , إحترمني كإنسانـــــه قبل ان أكون زوجة ,, لم يفرض علي الحب ولم
يطالبني به يوماً , أحبنـــي بلا شروط أحبنــي كما أنا .. الحب لديه فعلاً لا قولاً , صحيح أنه لا يعبر عن حبه بالكلمات إلا نااادراً
لكنه اقسم على حبه بأفعاله .. وهذا أعظم أمر أشعرني بالأمان والصدق ..
واصلت كلامي له :
صـــــح مــــــــو أنت اللي كنت أتمني _ لا أنسي نظراته لي يومها وقد أغلق القرآن ووثب قائماً يريد الخروج كعادته - يبدو أنه
لم يكن وحدي الخائفة ,, بل حتى زياد يخاف أن يعرف مايزعجة , يخاف من حديثي بعد طول صمت _ ..
مسكت ذراعة ووقف ,, قلت له : أنت أكثر بكثيييييييير من اللي كنت أتمنى .. توقعت أن يسعده لكن يبدو أنه لم
يصدقني ..؟!!
إلتفت إلي وقال : من جــد ,, قلت : والله ,, قال : مستعدة طيب تصدقين معي ,, قلت : يعني تتوقع أكذب ..؟!!
قال : لا بس ما أظن تصارحيني ,, وأنتي أدرى بنفسك ... صمت ولم أجيب بل لم أعرف ما أقول ,, فأنجاني الله من ذلك
الموقف بصوت أذان الفجــر ,, قال لي زياد : يالله أنا رايح الصلاة .. كأنه لا يريدني أن أعطيه وعد لا أستطيع الوفاء به ..!!
-بقينا يومين إضافيين عند أهلي ,, ألملم شتاتي ,, وقد أقترب مني زياد أكثر وأكثر ..
عندما أردنا الذهاب إستئذنني بأخذ دفــاتري , إستغربت كثييراُ طلبه بل أخذ شهادات التقدير التي حصلت عليها ايام المدرسة
ودرع التكريم من الجامعة ,, بل وحتى لوسي دميتي التي لا أستطيع النوم إلا وهي بقربي .. !!
قال لي : إعتبريها هديه ,, شنسوي دام فيه ناس لازم نشحد منهم الهدية ..
...........
لي عودة بإذن الله