تجربة القرود الخمسة هي تجربة علمية اجريت في سنة 1967 فكرتها :
تم وضع 5 قرود داخل قفص
تم وضع سلم يتيح الوصول الى موزة
وفي كل مرة يتسلق احد القرود لأكل الموز يتم رش جميع القرود بماء بارد الذي يؤذيها
ومع تكرار التجربة قامت القرود بمهاجمة و تعنيف كل قرد يتسلق السلم لتجنب الرش بالماء البارد
تم استبدال احد القرود الخمسة بقرد آخر جديد, ولانه لم يعاصر فترة الرش بالماء البارد فيتجه الى السلم لاكل الموز و لكن القردة الآخرين يقومون بتعنيفه
تم استبدال قرد آخر جديد و ايضا يتجه للموز و لكنه يعنف من قبل القرود الاخرين بما فيهم القرد الجديد الاول(لم يعاصر فترة الرش بالماء)
وهكذا يتم تبديل القرود بحيث يصبح جميع القرود لم ترى الرش بالماء و لكن مع هذا يتجهون لتعنيف اي قرد يتسلق السلم لاكل الموز!

هذه التجربة على عالم الحيوان اتت بنتائج مثيرة و تفسر سلوك الانسان
فالكثير من الاشياء تكون غير مقبولة اجتماعية و من يكسر تلك القواعد يخضع للعزل و النبذ الضرب او حتى الموت
و عندما تسألهم عن السبب في ذلك يجيبون هكذا تتم الامور لدينا هذه عاداتنا و تقاليدنا هذا ما وجدنا عليه ابائنا و اجدادنا او تأليف بعض الاسباب, بينما الحقيقة ان هذا التصرف كان يشكل خطر كبير على المجتمع, ولكن مع زوال ذلك الخطر استمر الابناء و الاحفاد بالمنع و معاقبة من يكسر ذلك العرف
طبعا ليس جميع الاعراف تخضع لتلك القاعدة و لكن الكثير منها كذلك

من أعظم وأجمل المواضيع التي أحبها والتي أنشأت في هذا الموقع، أشكرك عليه.

دائماً قضيتي تكمن في التأكيد للمجتمع أن مانفكر به ومانعتقده وما نتخذه من مواقف وما نحكم عليه ليس بالضرورة ناتجٌ عن قناعة حقيقية مؤكدة لدينا، إنما هو شيء ورثناه فزعمنا بل تيقنا أنه الحقيقة، ومن هنا تأتي المشاكل ويأتي الظلم والفهم الخاطئ والاحكام الصارمة القاطعة على الأفراد والأشياء والأفكار.

العقل لايشكله صاحبه إنما يشكله مجتمعه، ولذلك حين أرى ردود الناس تجاه أي شيء صغيراً أو كبيراً، فإن الرد ليس مبنياً على أصول حقيقية مجردة إنما على أمر ألفه ووجد الناس يقولون كذا فقال كذا، والمشكلة الكبيرة أنهم لايدركون أن مقولاتهم وآرائهم هي نتاج ماألفوه وماوورثوه وليس مابناه وتصوره عقلهم الحقيقي.

النقد الذاتي للأفكار هو أول بدايات التحرر من القيود الاجتماعية، هو الثورة على الممنوعات المصطنعة والتي لا أساس لها وعلى المبادئ الوهمية وعلى الانتماءات المقيدة والمتمحورة إلى عالم الفضاء الرحب.

المضحك المبكي أن الله سبحانه وتعالى يدعونا إلى التفكر في خلقه وكونه، والقرآن يذكرنا كثيراً بأمم اتبعوا أجدادهم وآبائهم وظنوا أنهم على الحق وأن طريقهم هو الأصح، وهو في الحقيقة كما يذكر ربنا أنه ظلال في ظلال، وبالرغم من أن المسلمين يقرأون ذلك ليل نهار، لايتوقفون لحظة ويتفحصون سلوكياتهم وأقوالهم ومواقفهم وانتمائاتهم عما إذا كانت وهماً أو خطأً أو وراثة وجدوا آبائهم وأجدادهم عليها فورثوها واتبعوا أثرها ولم يتفحصوها.

الموضوع عميق ومظاهره متعددة، يسعدني الحوار معك والنقاش حول العديد من القضايا المتعلقة في هذا الجانب.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..

تجربة جميلة
و قد قرأت عنها سابقاً شكرا لك

__________________
ربنا اغفر لنا و وفقنا أن نستغفرك فأنت
ذو العفو و المغفرة