قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صحيح السيرة النبوية
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمـــــة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ )( آل عمران: 102)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (النساء( 1:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ((الأحزاب: 70-71 )
أما بعد:
فإن دراسة الهدي النبوي أمر له أهميته لكل مسلم، فهو يحقق عدة أهداف من أهمها: الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال معرفة شخصيته وأعماله وأقواله وتقريراته، وتكسب المسلم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتنميها وتباركها، ويتعرف على حياة الصحابة الكرام الذين جاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتدعوه تلك الدراسة لمحبتهم والسير على نهجهم واتباع سبيلهم
وكم اشتدت حاجتنا الى تنقية كتب السيرة من الروايات التي لاتثبت والتي تداولها المؤرخون بدون تمحيص لإكمال بعض المشاهد التاريخية ، متجاوزون الشروط التي وضعها المحدثون لقبول الرواية
ومن هنا كانت الأهمية البالغة لمؤلف في السيرة يقوم على صحيح الروايات دون غيرها وأنا الآن أضع بيد أيديكم كتاب صحيح السيرة النبوية للشيخ إبراهيم العلي جزاه الله عنا خيرا ونفع به وأسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح ، وهيا بنا الآن إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
الباب الأول أحداث ما قبل البعثة
الفصل الأول نسب الرسول صلى الله عليه وسلم ومكانته في قومه
قال الإمام البخاري رحمه الله: "هو أبو القاسم، محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان" (رواه البخاري).
وقال البغوي في شرح السنة بعد ذكر النسب إلى عدنان: "ولا يصح النسب فوق عدنان" (شرح السنة).
وقال ابن القيم: بعد ذكر النسب إلى عدنان أيضًا: "إلى هاهنا معلوم الصحة، متفق عليه بين النسابين، ولا خلاف ألبتة، وما فوق عدنان مختلف فيه، ولا خلاف بينهم أنَّ عدنان من ولد إسماعيل - عليه السلام - " (زاد المعاد).
وقد جاء عن ابن سعد في طبقاته: "الأمر عندنا الإمساك عما وراء عدنان إلى إِسماعيل"
وعن عروة بن الزبير أنه قال: "ما وجدنا من يعرف ما وراء عدنان ولا
قحطان إلا تخرصًا" (ابن سعد).
قال الذهبي رحمه الله في كتابه السيرة النبوية: "وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام بإجماع الناس، لكن اختلفوا فيما بين عدنان وإِسماعيل من الآباء".
أما عن نسبه - عليه السلام - في قومه فقد كان في خيرهم قبيلة، وكان أشرَفهم أرومة كما جاء في الصحيح من حديثه عليه الصلاة والسلام:
1 - فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(إن الله -عَزَّ وَجَلَّ- اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) (رواه مسلم).
2 - ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بعثتُ من خير قرون بني آدم قرنًا فقرنًا، حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه) (البخاري).
3 - ومن حديث عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال: أتى أناس من الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إنا لنسمع من قومك حتى يقول القائل منهم إنما مثل محمَّد مثل نخلة نبتت في كباء (الكناسة)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أيها الناس من أنا؟ قالوا أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: أنا محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب -قال فما سمعناه، قط ينتمي قبلها- إلا إن الله -عَزَّ وَجَلَّ - خلق خلقه، فجعلني من خير خلقه، ثم فرقهم فرقتين، فجعلني من خير الفرقتين، ثم جعلهم قبائل، فجعلني من خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتًا، فجعلني من خيرهم بيتًا، وأنا خيركم بيتًا، وخيركم نفسًا) (رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". والحديث صحيح)
4 - ومن حديث الأشعث بن قيس رضي الله عنه قال: (أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفد، ولا يروني إلا أفضلهم، فقلت: يا رسول الله! ألستم منا؟ فقال: (نحن بنو النضر بن كنانة، لا نقفو أمنا، ولا ننتفي من أبينا) فكان الأشعث يقول: "لا أوتى برجل نفى قريشًا من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد" (قال البوصيري في الزوائد: إسناد صحيح).
لا نقفو أمنا: أي لا نتهمها، ولا نقذفها
5 - ومن حديث أبي سفيان رضي الله عنه حين سأله هرقل وقال له: "كيف نسبه فيكم، قلت: هو فينا ذو نسب".
وقول هرقل: "وسألتك عن نسبه، فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها" (البخاري).
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!
التعديل الأخير تم بواسطة صاحب فكرة ; 06-10-2018 الساعة 07:30 PM