إن لك تأثيرا كبيرا في المجتمع، وقد يكون التأثير سلباً أو إيجاباً، فإن كنت ذا عقل ناضج كان لك تأثيرك البناء الفعال، وإن كنت ذا عقل خفيف طائش، أو عقل فاسد منحرف كنت بؤرة فساد وإفساد للمجتمع وهدمه.
أخيتي أرجو أن لا تُزعجك صراحتي: فوالله إننا نستطيع كغيرنا أن نتلاعب بالعواطف، وأن ندغدغ المشاعر بكلمات الحب والغرام، وأن نجعلك تعيشين في عالم الأحلام، نعم لا تُعجزنا كلمات الغزل، ولا همسات العشاق، بل نتحدى كل من يعزف على أوتار المحبين.. ولكن مـاذا بعد ؟!
شتان بين من يريدك لشهوته، وبين من يريدك لأمته، نعم نريدك أن تكوني أكبر من هذا، أن تنفعين، أن تساهمين في بناء المجتمع ونهضته، لا كما يريدك الآخرون للغزل والحب والشهوة، والغناء والرقص والطرب.
ألهذا خلقتِ فقط ؟
وهل الحياة حب وعشق فقط ؟ لماذا ننام على الشهوة، ونصحوا عليها ؟
إن من النساء من لا تنام ولا تقوم إلا على غناء العاشق الولهان ؟! أوقات لمشاهدة لقطات الحب والتقبيل ؟! وأوقات لقراءة روايات العشق والغرام ؟! وأوقات لتصفح مجلات الفن والغناء ؟! وأوقات للهمسات والمعاكسات ؟!
لماذا عواطف فقط ؟
أين العقل ؟
وأين الإيمان ؟
وأين المروءة ؟
بل أين البناء والتربية والفكر، والمبادئ والأهداف في حياة المرأة ؟!
هل تعلمين وتفهمين أن هناك من يريد إبعاد المرأة عن دينها، وصدها عن كتاب ربها ؟ وإن كنت لا تعلمين، فيكفي ما تشاهدين من ذاك الركام الذي يزكم الأنوف من المجلات والأفلام والقنوات، والأقلام والروايات، والتي لا هم لها إلا عبادة جسد المرأة، من فن وطرب، وشهوة وجنس، ومساحيق وموضات فلماذا الاهتمام بالصورة لا بالحقيقة، وبالجسد لا بالروح ؟
كم أتمنى أخيتي أن تفرقين بين من يحترم عقلك لا جسدك، ويهتم بملء الفراغ الروحي والفكري لديك لا من يهتم بالشهوة والجسد والطرب.
فهل عرفت ماذا نريد ؟
وأنت تقرأين القرآن قفي وتأملي قول الحق عز وجل (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا).
فهل عرفت إذاً : إنه ابتلاء وامتحان، فاسألي نفسك:هل نجحت أم رسبت في الامتحان ؟!
إنني ممن يطالب وبقوة بحقوق المرأة، وبالعدل بينها وبين الرجل، نعم بحقوق المرأة التي جاء بها الإسلام ليكرمها، وبخسها بعض الرجال بجهله وظلمه وتسلطه.
أقول بالعدل لا بالمسـاواة، أتدرون ما تعني المساواة ؟: أن نجعل المرأة رجلاً، والرجل امرأة، وهذا انتكاس بالفطرة، وجهل بحقيقة الخِلقة لكل منهما، فإن الله تبارك وتعالى خلقهما وجعل لكل منهما وظيفة، وأعمالا، لكل منهما دور في الأسرة والمجتمع يجب أن يقوم به في الحياة، ''..
وقد سبقتِ المرأةُ المسلمةُ غيرها في الإسهامِ الحضاري بمئات السنين، لكنها لم تخرج عن وظيفتها ولا عن طبيعتها، لم تطلب أن تتشبه بالرجال أو تتساوى بهم في الطبيعة والوظيفة لأن ذلك غير ممكن، غير مستطاع..'' بل محال إلا إذا انتكست الفطرة، وانقلبت الموازين وتداخلت الأدوار، وفي هذا اضطراب للمجتمع وتفكك وشقاء .وإياك إياك أن تنسي الوظيفة الأولى والأصلية التي جعل الله لك:أن تكوني ملكة بيت، ومربية أجيال ورجال. فالزمي بيتك لتسعدي، ولِنَهَبَ لك قلباً تحبينه ويحبك، فيريحك من النفقة، ويشبع غريزتك، ويصونك عن الذئاب المسعورة.وإذا كان لديك فضل من وقت، ونشاط وهمة، فالمجتمع وبنات جنسك بأمس الحاجة إليك، وإلى مَوَاهِبَكِ، وبشرط الستر والعفاف، لكن تذكري دائماً، وكرري دائماً:بيتي أولاً.أما جعل الوظيفة أولاً، وإهمال البيت والأولاد، والتبرج والسفور، والاختلاط، وباسم الحرية المزعومة، فهذا والله خلل في المفاهيم..انتكاس في الفطرة، وتجربة البلاد المجاورة تُصدقُ ما يكذبه سفهاء الأحلام. فما أعظم الخطب!!وما أشد المصيبة!! إذا اختل المنطق، وانتكست المفاهيم، وأصبحت العبودية للشهوات واللذات حرية ندعو لها. ]بعض الكلمات مقتبسة من رسالة: المرأة وذئاب تخنق ولا تأكل ص 28 بتصرف
__________________
استمع لمحدّث العصر الألباني وهو يبكي لسماعه رؤيا قيلت فيه :