صراع بين زوجي وعملي / زوجية _نفسية
{{المشكلة}}
اقتباس:
انا متزوجة من اربع سنوات وعندى طفل عمرى زوجى يحافظ على الصلاة ويقرا االقران احببته كثيرا وكانت هدفى الاساسى هو اسعاده انا ذات مؤهل عالى عملت لمدة 3سنوات وفى وقتها كنت احاول ان اهتم ببيتى وزوجى ولا اقصر فى واجباتى ولكن حدثت مشاكل كثيرة بيننا افقدتنى الثقة فيه وكلما اعطيته فرصة جديدة ليتبت لى حسن تصرفه خيب املى , لقد تغيير كثيرا بعد زواجنا بفترة وللاسف السبب هو ----امه , بالرغم من حسن معاملتى لها فوالله كنت اعاملها كانها امى واكثرولكنها وجدت ابنها قد زاد تعلقه بى فى فترة قصيرة فلم تحتمل اظن انها تغر عليه ,. لانها ربته وحدها فقد مات ابوه وهو صغيرا فتاثيرها كان اقوى من حسن معاملتى له ولكنى تحليت بالصبر حاولت ان احافظ على بيت الذى سعت امه لتخريبه مرارا والان وجدت ان افضل طريقة هى البعد عنها وان اقلل التعامل معها حتى لا تجد سببا فى اشعال النار بينى وبين زوجى وبعد ان هدات الامور الى حد ما اكتشفت ان زوجى تغيير بالفعل اصبح انسانا اخر غير الذى عرفته او ربما لم افهمه من قبل لا أعلم, فى الفترة التى كنت اعمل بها كان عليه ديون واقساط كنت اعطيه كل معى حتى سدد ما عليه كان ياخذ المال منى ليسدد ديونه ويدخر راتبه له ولكن كنت افكر ان ما معى له والعكس
حتى حدثت مشكلة فى يوم وقال لى (انتى شغلك ليس له فائدة , ما استفدت منه بشئ وما ساعدتينى فى شئ)
جرحتنى الكلمة كثيرا وقررت ان ادخر راتبى ولا اعطيه شيئا منه , فبدا يخلق المشاكل بسبب الشغل وطلب منى ان اتركه أوادفع له مبلغ شهرى مقابل انى اشتغل
انا بالاول كنت ادفع كل ما معى وانا سعيدة لكن بعدما سمعت منه هذا سقط من نظرى أدركت انه انسان استغلالى ومادى وليس كما ظننت به لا احزن على المال ولكن حزينة على الجبل الشامخ الذى انهار فى عينى صدمت صدمة كبيرة ولكنى وافقت ليس لانى الريد العمل فقط ولكن لان هذا العمل هو مصدر الامان الوحيد بحياتى, منذ ان عملت وانا اتحمل مصاريفى ومصاريف ابنى واحيانا اشترى لزوجى ثيابه من معى , كنت اتمنى ان يقدر مساعدتى له , اتمنى ان اشعر يوما انى مسئولة منه,لم يفكر حتى بعد ان تركت عملى ان يعطينى مصروفا , وبعد ما ضقت منه طلبت منه ان يخصص لى مصروفا فحدد لى مبلغا لا يكفى حتى لكالمة اهلى تلفونيا (انا مغتربة بعيدا عنهم) , حتى اهلى لطالما حاول ان يقطع صلة رحمى بهم , كانت امه تقنعه ان اهلى هم اقنعونى ان اخذ مالى لنفسى والله ماحدث ابدا بالعكس كانت امى تشجعنى ان اسعد زوجى دائما,
بالرغم من انه متيسر الحال لكنه يصعب عليه ان يعطينى شيئا حتى لو طلبته منه يؤجل مرة ومرة يقول نسيت حتى اشعر انا بالزل والمهانة ولا اعد اطلب منه شئ ومع كل هذا استمريت فى حياتى عشان ابنى بس تعبت من معاملته المادية أحتاج اشياء كثيرة ولا اريد اريد ان اطلب منه شيئا والان ابحث عن عمل ووجدت بالفعل لكنه منعنى من الذهاب بحجة الولد والبيت , انا مخنوقة وتعبت معاه كتير , مثل بخله المادى فهو بخيل فى عاطفته احيانا احتاج حضن حنون افرغ به الامى ولكن لا اجده وصلت لمرحلة نفسية سيئة حتى اصبحت اتناول مضاد للاكتئاب ومع ذلك لا اشعر بتحسن لم اعد اطيق النظر لوجهه كلما تكلم تذكرت كلما فعل معى سابقا لقد صارت امه بعيدة فى بلدة اخرى ولكنها تركت اثارهاالدائمة عليه لقد هددتنى امه بطريقة غير مباشرة انها ستجعله يطلقنى وياخذ منى ابنى وانا لا اريد ان احتاج له يوما فقط حتى يطعمنى ويكسينى لذا انا متمسكة ان اعمل وهو لا يوافق , ماذا افعل؟
|
الرأي الأستشاري
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي إجابة على سؤالك الموجود في العنوان بيتك أم وظيفتك فلا شك بأن بيتك أولى من العمل بل من الظلم أن نضعهما في كفتين متقابلتين
فأسرتك أهم بكثير من العمل ولا داعي للصراع الذي تعيشينه فالموضوع شبه محسوم لعدة أسباب :
أولا :أنت لم تشترطي العمل في العقد ومن حق زوجك منعك من العمل
ثانيا: عرض عليك زوجك أن تدفعي نصف ايجار البيت مع روضةطفلك وهو يتكفل بالباقي
مقابل استمرارك في العمل قبلت على مضض ولكنك لم تتحملي تملصه من مسؤولياته وإلقائها عليك
ثالثا:عندما كنت عاملة شعرت بالإستغلال مع الجحود وعندما حاولت مقاومة الإستغلال بدأ بافتعال المشاكل وعشت في مشاكل من أجل المال
الأن لو عدت إلى العمل ستعودين إلى المشاكل السابقة ناهيك أن زوجك رافض من الأساس فكرة رجوعك للعمل فماذا عساك أن تفعلي
فليس من المنطق أن تضحي ببيتك وأسرتك وطفلك من أجل وظيفة تجلب لك المشاكل
أرى أن وضعك الآن أفضل بكثير من وضعك وأنت موظفة فالشعور بالاستغلال شعور سيئ فكيف وقد اقترن بالجحود
بالإضافة إلى نظرتك الدونية لزوجك عندما يجعلك تدفعين المال في وجوده كل هذا من شأنه أن يقضي على المشاعر الجميلة بينكما ويهدم حياتك الزوجية
ربما أنك الآن تفتقدين لبعض الكماليات التي كنت تستطيعين توفيرها في الماضي من مرتبك لكن لابأس من التخلي عن بعض الكماليات مقابل راحة البال
أما زوجك فلا أظنه بخيلا بقدر ماهو مدبر ومقتصد ولا تنسي بأنكما مغتربين من أجل العمل فبالتأكيد بأنه سيحاول التوفير
عزيزتي
أرى أن لديك مشكلة فأنت حساسة جدا إلى درجة أنك تشعرين بالحرج والذل حسب وصفك عندما تطلبين من زوجك أغراض
أنت تحبين الإستقلالية وتكرهين أن تحتاجي إلى زوجك ليأمين لك المطعم والملبس مع أنه وضع طبيعي وهو أمر واجب على زوجك
أنت بحاجة للشعور بالإنتماء لزوجك وأنه مسؤول عن نفقتك لتشعري بقوامته عليك والوظيفة تشعرك بالاستقلالية عن زوجك وتسهم في تعميق البعد النفسي بينكما
عليك أن تتعلمي أساليب الطلب فربما كانت طريقتك في الطلب خاطئة فطريقة طلبك تؤثر على قبول أو رفض الطلب من الطرف الآخر
وعليك أيضا أن تتخلصي من المشاعر السلبيةالتي تراودك عندما تطلبين من زوجك لا تضعي بينك وبين زوجك كل هذه الحواجز
لاداعي أن تشعري بالذل إذا رفض زوجك إعطائك ماتريدين بسطيها على نفسك وستجدينها بسيطة
موقف رفض الأزواج لبعض الطلبات موقف يتكرر في كثيرا من الأسر فلا تحملي الموضوع فوق طاقته
إن كنت تنحرجين من طلبات البيت المتكررة فما عليك إلا أن تضعي ورقة لاصقة في مكان تتفقون عليه وليكن مثلا باب الشقة الداخلي بحيث يرى زوجك الورقة وينزعها معه
كلما أراد الخروج وبإمكانك كتابة بعض الكلمات الرقيقة مع الطلبات ويتم معاودة كتابة الطلبات التي لم يتم إحضارها حتى يحضرها وهكذا تخلصين نفسك من هم المواجهه
هذا فيما يخص طلبات البيت والطفل مع الحرص على شكر زوجك والثناء عليه عندما يجلب الأغراض
مهما كانت قيمتها المادية ضئيلة فهذا يعطيه دافع للعطاء لأنه يشعر بتقديرك لما ينفقه
قــال النبي صلى الله عليه وسلم (( لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة لا تشكر زوجــها ، وهي لا تستغني عنه )) رواه النسائي وصححه الحاكم
ملاحظة: هناك مجموعة أوراق كثيرة لاصقة متوسطة الحجم فيها غراء من الاعلى بحيث يتم تثبيتها في أي مكان ونزعها بسهول متوفرة في المكتبات
أما مسألة مصروفك الشخصي أوحتى الوظيفة فمثل هذه الأمور لا تأتي إلا بالحوار والأتفاق لأنها ليست مفروضة على زوجك
صارحي زوجك في أجواء هادئة برغبتك في زيادة مصروفك الشخصي وأخبريه أنك تنحرجين منه عندما تحتاجين لشيء لأنك أعتدت على أن يكون معك مال تتصرفين به
وأخبريه أن مبلغ 200 لا يفي بمتطلباتك لذلك كنت ترغبين في الوظيفة أو رفع مصروفك
أنت تريدين ألف وهو يعطيك 200 لذا سددي وقاربي واختاري رقما بين الرقمينوليكن 500 أو 700 هذا المصروف لا علاقة له بمتطلبات البيت بل هي مصروف شخصي
أما إن كان يرغب منك أن تديري مصروفات البيت فعليه أن يسلمك ميزانية البيت بشكل منفصل عن مصروفك
أما أن يعطيك مصروف شخصي ثم يتم صرفه على أغراض البيت فهذا لانستطيع اعتباره مصروفا شخصيا بل يعتبر ميزانية مشتريات البيت ولوازمه
وحدثيه عن فوائد المصروف الشخصي حتى ترغبيه واذكري أنه يساعد في ضبط الميزانية ويعلمك الاقتصاد وهكذا
فان رفض فلا يحق لك الغضب لأن المصروف الشخصي ليس من حقوقك الواجبة بل هو الإجراءات التي يتفق عليها الزوجين من أجل راحتهما
إن استطعتما الإتفاق حول موضوع المصروف أو الوظيفة فبها ونعمت وإن لم تتفقا فهو مكلف أن ينفق عليك بالمعروف
قال تعالى ((لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما ءاتاه الله ))
وقال تعالى ((وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)) ? والمولود له هو الزوج،
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف)) رواه مسلم وأبو داود
أهل زوجك
أولا :ثقي تماما أن زوجك مهما سمع من تحريض وهو يرى منك على أرض الواقع معاملة حسنة فلن يكذب الواقع الذي يعيشه ويأخذ بكلام ليس له مصداقيه على الأرض
فا حرصي على أن يكون الواقع جميلا وأن تكوني نعم الزوجة لزوجها وثقي أن الله لا يصلح عمل المفسدين
ثانيا: أتمنى منك أن تستبعدي من مخيلتك أن أم زوجك أوأي شخص آخر سواء من أهل زوجك أو من غيرهم يريد هدم بيتك أو سحرك أو ماشابه
فمثل هذه الأفكار السلبية تؤثر على حياتك سلبا بغض النظر عن صحتها من عدمه لكن التعامل مع الأخرين مع إعتقاد سؤ نيتهم متعب لك
أحسني معاملة أهل زوجك وكسبيهم بأخلاقك تحببي لهم بالكلمة الطيبة والمعاملة الراقية فهم أحد مفاتيح قلب زوجك
ثالثا :وكوني مع الله ولن يضرك أحد فالله خيرا حافظا
عـن أبي العـباس عـبدالله بن عـباس رضي الله عـنهما، قــال: كـنت خـلـف النبي صلي الله عـليه وسلم يـوماً، فـقـال :
{ يـا غـلام ! إني أعـلمك كــلمات: احـفـظ الله يـحـفـظـك، احـفـظ الله تجده تجاهـك، إذا سـألت فـاسأل الله،
وإذا اسـتعـنت فـاسـتـعـن بالله، واعـلم أن الأمـة لـو اجـتمـعـت عـلى أن يـنـفـعـوك بشيء لم يـنـفـعـوك إلا بشيء قـد كـتـبـه الله لك،
وإن اجتمعـوا عـلى أن يـضـروك بشيء لـم يـضـروك إلا بشيء قـد كـتـبـه الله عـلـيـك؛ رفـعـت الأقــلام، وجـفـت الـصـحـف }.
[رواه الترمذي:2516 وقال: حديث حسن صحيح
أسأل الله أن يصلح أحوالكم وأن يرزقكم حياة هادئة مفعمة بالحب والمودة والرحمة . آمين
ختام الإستشارة ونهايتها
قرأت الإستشارة وأكتفت دون أي تعقيب نسأل الله لها التوفيق والسعادة
__________________
[استغفرالله وأتوب اليه.]