يوميات صائم صغير
شهر رمضان المبارك
اشتكت معدتي من زحام الطعام والشراب كل يوم، وتمنت أن يجيء رمضان في أسرع وقت، لقد طال انتظارها للراحة، واشتاقت إلى الحياة الجديدة في رمضان.
أسمعها تصرخ وتئنّ وتتعطف، كأنها تقول: ارحمني يا صغيري… كفاك أكل الشيكولاتة واللحم وما لذ وطاب… لقد تعبت من العمل ليل نهار طوال السنة، لم أرتح يومًا..
أحسست بمعاناة معدتي، وأشفقت عليها وخفت منها، فربما يصيبها الإرهاق والتعب فتتعبني وتؤلمني. وكان مجيء شهر رمضان فرصة طيبة لأن أجدد عهدها، فلا أرهقها بالطعام والشراب، لأن شهر رمضان يتطلب مني ومنكم أن نقتصد في كل شئ؛ خاصة في الطعام والشراب.
وكم كنت أتعجّب -في العام الماضي- عندما صمت رمضان لأول مرة، وكنت أرى الناس يملأون موائدهم بالطعام والشراب، كأنهم لم يأكلوا منذ شهور، وسألت نفسي: هذا شهر صوم أم شهر طعام؟ .. عجبًا لأحوال الناس في هذا الشهر الكريم.
المهم.. انتهزت فرصة رمضان، ونويت أن أجدد حياتي، وأجدد علاقتي بالله -عز وجل- وأزيد من صلتي به وثقتي فيه بالإخلاص له.
فما من إنسان يخلص لله في صيامه وقيامه إلا ويشعر في آخر رمضان بأنوار تتلألأ في قلبه، واطمئنان تسكن إليه نفسه، وراحة تغمر وجدانه، وتفتح لمعاني الحياة الحقيقية يسيطر على عقله. ولو استمر الناس بعد رمضان على ما كانوا عليه في رمضان لكانوا أشبه ما يكونون بالملائكة.
ثم يقسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه.".(صحيح/البخاري/لجامع الحديث)
قال/ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها أبواب السماء ويقول بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين(صحيح/الألباني/صحيح إبن ماجه)
فلنتوجه جميعًا -نحن أطفال المسلمين- إلى الله -عز وجل- أن يتقبل دعاءنا وتوبتنا، ويهبنا حياة جديدة واعية مع هذا الشهر الكريم، حتى نعبد الله -سبحانه وتعالى- وحده .
منقول من منتدى رمضانيات
تم حذف وتعديل الأحاديث بواسطة SuperFadi1