هكذا ظلت هذه الزوجة تقاوم وتبتعد
كانت تنتظر ان ينام زوجها ويذهب في نومه العميق فتروح تلف ذراعيه حول رقبتها تلتمس عنده حماية من هذه الفتنه التي تتعرض لها
اما الاخر فقد كان مستمرا على ما هو عليه
كان يصلي بالمسجد ويحسن الى الفقراء والجميع يشهد له
وجاء اليوم الذي صارحها هذا الرجل برغبته بان تنفصل عن زوجها ليكون زوجا لها وابا لبنتيها
علا صوتها كيف تقول لي ذلك الاتخشى الله
انا خلاص ما عاد لي شغل معك
رد عليها وكيف ستعيشين؟؟ من دون دخل؟
وكيف ساعيش انا بدون جوهرتي التي يحييني رؤيتها
ابقي وساظل احبك لا تتركيني
ولكنها انصرفت
ذهبت الى البيت فوجدت زوجها قابعا امام التليفزيون يضحك ملافيه على احد الافلام التافهه
فقالت له حالا احضر لك الغدا
ثم جلست معه وقالت اتدري كم احبك؟؟
قال ادري
قالت ولما تحرمني من حبك؟
قال هكذا انا ممكن تسيبيني بقى ابي اركز في الفيلم
قالت له لقد اتخذت قرارا انا ساترك العمل
قال لها اصل انتي مجنونه فيه حد يترك عمل راتبه عالي هكذا ويجلس في البيت
قال انا لا اوافق
قالت له ساعتمد على مدخراتي لن اطالبك بشيء ولا مصروف ولا خلافه بس ساترك العمل
قال لها لو فعلتي هذا تصيري كذا وكذا وانهال عليها بسيل من السباب وكاد ان يضربها
وفي اليوم الثاني ذهبت الى العمل وقد حسمت امرها وتركت الاستقاله مع احدى زميلاتها واخذت تلملم في اوراقها لتسلم العمل لتلك الزميلة
وهنا وصل الزوج
وقال لها امام العمال برضه سويتي اللي تبيه انتي كذا وكذا امام زميلاتها حتى سالت دموعها وانهارت امامه وهي تترجاه يؤجل الكلام لحين الوصول للبيت
لم يابه تركها ومضى بين شامت ومتعاطف ومربت على كتفها ومتسائل لماذا تترك عملها؟؟
لملمت شتات نفسها وركبت سيارتها وطارت ورائه
لم تكن ترى الا هو رغم كل ما فعله
ولانها كانت في حالة يرثى لها عملت حادثة بالسيارة ولم تدري بنفسها الا وهي بالمستشفى وزوجها بجانبها
قالت له لماذا جريت قبل ان نكمل كلامنا قال لها ليس الان
ومضى الى البيت
وفتح جهاز الكومبيوتر ليبعث بايمال الى اهلها يخبرهم بالحادثة فقد كانوا في بلد بعيدة
وفتح ايمالها الذي لم يفكر ان يفتحه يوما فوجد ايمال المدير معمول عليه block
وكان الرجل على الخط
فقال الزوج فرصة اكلمه يلغي الاستقالة واقول له ان المدام عملت حادثة بسيطة وستعود للعمل قريبا
وبمجرد ان فتح الخط معه
وجده يقول :الى متى ستظلي تبتعدين انا لن اقبل استقالتك انا لا استطيع الاستغناء عنك
ذهل الزوج وكاد ينفجر غضبا ولكنه تركه يسترسل في الكلمات
قال الرجل:الى متى ستعامليني هذه المعاملة انا احبك حبا عظيما طاهرا
امن اجل هذا الذي اهانك بين زملائك؟امن اجل هذا الذي لا ينفق عليكي؟
واسترسل الرجل والدنيا تدور بالزوج الذي ظن نفسه مخدوعا
ثم ساله الزوج طبعا كانه الزوجة وهل وعدتك بشيء او قلت لك احبك؟
قال الرجل ابدا تعرفين ذلك ما زلتي تكابرين
وعلم الزوج الامر كله وعلم لمذا كانت زوجته ترغب ان تترك عملها
وبعث له المدير باشعاره كلها الذي كتبها لزوجته والتي قذفت بها في سله المهملات
قام الزوج من على النت والدنيا تدور به
تذكر ما كان من زوجته وما كان من توسلها اليه ان يحتضنها ويذيقها حنانا كباقي البشر
تحركت انسانيته وذاب اخيرا جبل الثلج القابع في قلبه
بكى كالطفل الصغير
ذهب الى المستشفى في منتصف الليل
دخل الى زوجته بعد ان رجا الممرضه انه يريدها في امر خطير
قالت له لماذا جئت احدث شيء للبنات
قال لها وحشتيني قلت اطمن عليكي فذهلت الزوجة كادت ترقص على قدمها المكسورة
قالت له انت طبيعي يا فلان
قال لها من اليوم ستكون حياتنا افضل بعد ما تصحين وتخرجين من المستشفى سنلف العالم
وقال وقال وقال واجيب لك واسوي لك وكذا وكذا وكذا
قالت له انا اريد شيء واحد
قبل ان تنطق لف ذراعه حولها واحتضنها بقوة
بكت زوجته وبكى هو الاخر وهي تقول اخيرا الحمد لله اخيرا الحمد لله
وانصرف الزوج على وعد باللقاء بعد ان قبل يدها وراسها
كانت جدا سعيدة
ولكن هذه ليست النهاية
يتبع ان شاء الله