( أماني )
فتاة عربية بسيطة تعرفت عليها عندما كنت طفلا في حارتنا بالرياض فترعرت تلك الصداقة إلى أن وصلت في دراستي إلى السادسة الابتدائي حيث كان الافتراق ومن ثم الرحيل إلى ( المجهول الغامض ) ...
كان اسمها (أماني) وأنا أسميها ( آمالي ) " بقلب النون لاما مكسورة " ؛ لأنها كانت بالفعل الأنموذج الصادق للحس الإنساني بغض النظر عن جنسه ، فكنت أعلق عليها (الآمالي) للغد المنتظر في أبسط مراحله ، إذ كانت تكبرني بسنوات فكانت _ حينئذ _ تعتبرني أخوها الصغير ...
تسع سنوات من النسيان المنطوي في ذاكرتي ، إلى أن جاءت ساعة التذكر حينما سمّى أخي الأكبر ابنته ( أماني ) ..فترجمت ذلك في قصص وأشعار لعل فيها شيء من الوفاء ( العاطفي ) لتلك الأستاذة الفاضلة ..
لا أدري هل مال القلب إليها لكونها شاعرة وأنا اكتشفت حالي فيما بعد أنني ( شويعر ) فتلامست القلوب والأفئدة ، وتلاقى الشعور الذي _ غالبا _ يجمع بين الاثنين ؟؟ .
كانت الصداقة آنذاك ( أي قبل عشر سنوات ) بين مختلف الأصحاب تتسم بالبراءة والصدق والوفاء والثقة ، أما اليوم ( وا أسفاه ) اختلطت فيها المصالح ودخلتها الخيانة والكذب والتزوير أوسع أبوابها .. وكذا الشأن في ( الحب ) الذي يدّعيه أكثر الناس !! .
لقد قابلت وصادقت وزاملت كثيرا من الأشخاص ( من الجنسين ) إلا أن ( أماني ) لازالت شاخصة بجسمها النحيل أمامي ، فدلوني كيف التجاهل والنسيان يا سادة ؟؟؟!!! .
عفوا _ أحبتي الكرام _ أرجو أن لا تفهموا من كلامي أنني ( شاب ) قد زاغ عقله ، وذهب فكره ، وبات يتكلم في ( الممنوع ) فتجاوز بذلك الخطوط الحمراء ، وأصبح يجالس النساء .. فالواقع أنه مجرد حب ( طفولي / عذري ) إن صحت العبارة ، مكث في وجداني ، وترجمه شعوري بعد أن دخلت في مداخل الرجال فكانت هذه النزوة الشعرية ...
وأصبحت أتخيلها في فؤادي ، فرسمت منها كائنا آخر وسميته باسمها ، فهل يا ترى كانت الراحة والاطمئنان ؟؟؟
السؤال هو وأنا أفكر حاليا في موضوع الزواج _ على الرغم من صغر سني _ ومحاولتي لبناء أسرة سعيدة _ بإذن الله _ هل أستطيع نسيان الماضي ، وكيف ؟!
وأرجو أن يدرك الجميع ( أن الشعراء يقولون مالا يفعلون ) بنص الباري عزوجل !! ..
قالتْ العينُ لي أجل # ثم أطرقت في خجل
أنتَ أحببتني ولـــم # أدعِ الحب يكتمــــل
وتجاهلتُ عامدا # لم أكن بالذي جهل
لاتقولي : تدللٌ # وغرورٌ من الرجل
أنا في الناس مثلهم # لي فؤاد ولي أمل
كم تمنيت أن أحس بقلبي قد اشتعل
وبروحي وقد أتى # هيكل الحب وابتهل
وبوجدان شاعر # يصطفي مُلْهَمَ الغزل
تلك ( آمالي ) التي # كنت أرجو ولم تُنَل
أنا أرضى بمن لها # سحرُ عينيكِ أو أقل
حين لايصبح الغرام سبيلا إلى الفشل
أو تجاريب عابث # يدفع الضيق والملل
أنتِ تلهين بالهوى # ومن اللهو ماقتل
كنتُ أستطيع أن # أمدُّ شباكا من الحيل
وأصب الخداع في # لفظة تنضح العسل
كم تساءلتُ : مَن الذي # يمنع المرء لو فعل
أنفق الوقت هانئا # بشبابي على مهل
في لقاء محبب # ونعيم من القُبل
ساخرا من قيودنا # والرقيب الذي غفل
مثلما تعرفين عن # قصص الذئب والحمل
ثم أنسلُّ عائدا # لاأبالي بما حصل
( ذاك مايستطيعه # كل مَن يبتغي الزلل )
غير أن الخداع لا يهب القلب ماسأل
فدعيني ؛ لأنني # إن بدأنا فلن نصل
رُبّ شخص سواي لو # مسح الجرح لاندمل
تحية من الأعماق لسيدتي الكريمة ، وتحية للشعب اللبناني الصديق ، وتحية ثالثة _ ملئية بالشكروالعرفان _ للقراء الأعزاء ، راجيا منهم النقد الهادف ...