ينفعل معظم الآباء إذا ما راجعوا مع أبنائهم الأطفال دروسهم ووجدوهم ضعافا في بعضها أو في أمور بعينها، لكنهم لا يفكرون ولا يخطر على بالهم أنه قد يكون هناك من الأسباب الصحية ما يؤثر فيهم ويجعل عملية متابعتهم لدروسهم وتعلمهم أمرا شاقا عليهم، وأن الأمر خارج عن ارادتهم. ليس هذا فقط، بل قد يكون نموه غير طبيعي ولا يلاحظ الآباء ذلك.
فما تلك الأسباب التي قد تؤخر أطفالنا عن التعلم والإدراك؟
صعوبة في الرؤية
قبل الدخول الى المدرسة يجب ملاحظة إن كان طفلك ينكب على كتاب الصور.. ويدقق بعينيه حينما تشيرين إلى أي صورة، أو أي حيوان موجود بعيدا عنه، كما أنه يشتكي من آلام في الرأس، وعندما يكبر قليلا يجد صعوبة في ان يكون مسايرا لمستوى دراسته وفي نقل واجباته وفي الرؤية بوضوح.
> ما المشكلة؟
إنه يعاني من قصر النظر، ولذلك لا تتكون الصور بوضوح أمام الشبكية، وهذا المرض وراثي ويجب على الزوجين مراعاة الدقة في اختيار النظارة، وزيارة الطبيب لإمكان الكشف عن أي مرض تكون مهمة جدا، وذلك لفائدتها القوية على الطفل قبل دخول المدرسة.
> العلاج
يجب استشارة طبيب عيون، ولايجب القلق من هذا. إن المتخصصين يحاولون فقط الوصول الى كل ما هو مناسب للصغار، لكن الطبيب يمكنه أن يقترح عمل نظارة مناسبة إذا وجد أن الأمر يدعو الى ذلك ويجب الانتباه الى العدسات اللاصقة التي لا يجب استخدامها قبل وصول الطفل الى مرحلة المراهقة.
الحول
قبل بلوغه ستة أشهر لا يكون الأمر مفزعا عند الأطفال الرضع، فحول العينين شائع جدا. ويكون نتيجة لضعف العضلات البصرية ويختفي تلقائيا بعد ذلك، ولكن إذا كان هذا الحول خطيرا ودائما وكان الطفل ينزعج حينما نخفي له أحدى العينين، يجب استشارة الطبيب على الفور.
ومن ناحية أخرى يمكن لطبيب الاطفال ان ينصح بزيارة خاصة إذا استمر الحول بعد بلوغ الطفل ستة اشهر من العمر.
> ما المشكلة؟
العينان ليستا متشابهتين، والمشكلة ليست من الناحية الجمالية فقط، وذلك لأن الطفل يجد صعوبات في تقدير الاشياء الظاهرة، وخاصة اذا كان لا يمكنه سوى استخدام عين واحدة، وهذا ما يمنع العين الأخرى من العمل بصورة طبيعية.
> العلاج
يمكن لطبيب العيون إخفاء العين التي ترى أفضل حتى يجبر العين الأخرى على العمل، ويصف بعض جلسات لتقويم البصر. وفي حالة خطورة الحول يجب التفكير في اجراء جراحة يمكن أن تؤدي الى نتائج طيبة.
صعوبة في السمع
الكشف عن الصمم عند الأطفال الصغار يجب ان يكون بطريقة منتظمة منذ الأسابيع الأولى، ويجب أن يتأكد طبيب الأطفال ان طفلك الرضيع يلتفت برأسه جيدا حينما يسمع صوتك أو حينما يسمع صوت شخشيخته المفضلة، وفي ما بعد وقبل ان تتهمي صغيرك بأنه لا يعطيك أو أنه لا يكون منتبها في الفصل، عليك اللجوء لاستشارة الطبيب، وقد تكون الحقيقة انه لا يسمع ما يقال له بسهولة، وفضلا عن ذلك يجب الانتباه جيدا للأطفال الذين يجدون صعوبة في تطور النطق، ويجب الاستشارة بسرعة لاكتشاف المرض مبكرا.
> ما المشكلة؟
إذا كان الصمم موجودا يمكن ملاحظته بسهولة.. فالتهاب الأذن كثيرا ما يسبب الاصابة بضعف السمع.
> العلاج
أولا يجب اجراء اختبار للسمع للطفل، فيجلس الطفل في حجرة مخمدة الطنين، ثم نجعله بعد ذلك يسمع اصواتا ضعيفة.. حتى انه يكاد لا يسمع شيئا.
وهناك اختبار آخر يمكن إجراؤه باستخدام الرنانة، وهي آلة تعطي اهتزازات رنانة وتوضع جانب الأذن، ثم يقوم الطبيب بتثبيتها أعلى الرأس، فإذا كانت الاهتزازات ملحوظة أكثر من خلال الجمجمة عنه من خلال الاذن.. فهذا يكون علامة على ان هناك خللا في الأذن الوسطى، وفي حالة اكتشاف التهاب الأذن الوسطى يجب تطهير الأذن من السائل الذي يسدها.
ويجب ايضا وضع «يويو» عند بلوغ الطفل اربع سنوات، وهي عبارة عن احفوضتين صغيرتين من البلاستيك توضعان على غشاء طبلة الأذن.. انهما تسمحان بتهوية الأذن الوسطى وتجنب انسدادها الناتج عن الإفرازات.
صعوبة القراءة
عند دخول المدرسة.. لا يجد التلميذ الصغير أي مشكلة في الرياضيات، فهو واسع الخيال ذكي، لكن لا يستطيع القراءة لأنه لا يدرك العلامات التي تكون تحت عينيه عند الكتابة، فيخلط المقاطع ويعكس الحروف.. إنه يخلط على سبيل المثال الباء الخفيفة (ب - B) بالباء الثقيلة (ب - P) والفاء الخفيفة (ف - F) بالفاء الثقيلة (ف - V).
> ما المشكلة؟
الأمر يتعلق هنا باضطراب غامض خاص بعسر القراءة والفهم، ويرجع على الارجح الى أساس عصبي ونفسي.
وهذا الاضطراب يصيب من 5% الى 10% من الأطفال ويصيب الأولاد أكثر من البنات.
> العلاج
عند الوصول الى المرحلة المتوسطة.. خذي موعدا مع طبيب النطق لكي يكتشف الأمر، ثم يقوم بدوره باعداده للتقويم، وذلك سوف يستغرق وقتا طويلا، لكنه سوف يساعد طفلك تدريجيا على مسايرة مراحله الدراسية بصورة طبيعية.
الألم في الظهر
من العلامات التي يجب على الأهل ملاحظتها ان التلميذ الصغير يجلس مائلا، ويميل في مشيه، وغالبا ما يشكو من آلام في الظهر (نادرا ماتظهر هذه الآلام قبل سن ثماني سنوات الى عشر سنوات).
> ما المشكلة؟
الأمر يتعلق بانحناء العمود الفقري، وفي الحقيقة هناك حالتان متميزتان من التواء العمود الفقري البسيط وهو الأكثر انتشارا. فيجد الطفل صعوبة في الجلوس لأن الجهاز العضلي لم ينم بالقدر الكافي، كما أنه من الممكن ان نجد أن هناك ساقا أقصر من الأخرى. وفي هذه الحالة يظهر التواء العمود الفقري الخطير. وزيادة على عدم اختفاء الانحناء، حينما يميل الطفل نجد تحدبا بارزا على جانب الظهر.
> العلاج
إذا كان الأمر يتعلق بالتواء بسيط يمكن للطبيب العام أو طبيب العظام ان يصف بعض الجلسات للتقويم، ويقوم بها مدلك طبي.
كما أنه سوف ينصح بممارسة نوع من الرياضة بشكل منتظم (السباحة على سبيل المثال)، وهذه الممارسة تكون كافية في أغلب الأحيان لتعديل الوضع الموجود، وتخفيف آلام الظهر.
وفي المقابل في حالة وجود التواء خطير في العمود الفقري يكون الأمر أكثر أهمية، لأن هذه المشكلة يمكن أن تؤثر في النمو ويتوقف العلاج على درجة انحناء العمود الفقري، ويمكن أن ينتقل الأمر من مجرد علاج بالتدليك الى جراحة مع اللجوء الى استخدام مشد أو جبيرة لعدة شهور.
__________________
اللهم انى اعوذ بك من الهم والحزن ..واعوذ بك من العجز والكسل .. واعوذ من الجبن والبخل ... واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال
__________________
جاء في الأثر أيضا خير الناس أنفعهم للناس .
ما أروع الانجاز والعمل المخلص اذا كان خالصا لوجه الله تعالى,, وكم من مؤمن وقاه الله شر صروف الدهر وأتراح الحياة فبارك الله له في عمره وماله وأولاده ووفقه الى كل خير وحبب عباده فيه، بسبب ما يقدمه في حياته[/SIZE][/B]