كل شيء عن ليلة الزفاف..الجزء الثاني
غشاء البكارة هو غشاء رقيق في أول المهبل، وبه فتحة للسماح لدم الدورة الشهرية بالمرور من خلالها، ويختلف شكل هذه الفتحة من بنت إلى أخرى، ويغذي هذا الغشاء الرقيق جداً (أرق من ورق السيجارة) مجموعة من الشعيرات الدموية الرقيقة، وما يحدث له ليلة الزفاف أنه مع حدوث العملية الجنسية العادية الطبيعية بدون احتياطات خاصة، وعند الإيلاج – كجزء من هذه العملية الجنسية ـ يتمزق هذا الغشاء ببساطة شديدة دون أي مقاومة، ودون أي ألم حيث لا توجد أي أعصاب طرفية في هذا الغشاء، فيستحيل وجود أي ألم نتيجة هذا التمزق.. وكلمة التمزق أيضاً غير دقيقة، حيث إن المقصود هو أن أطراف الغشاء نتيجة رقتها الشديدة تتباعد عن بعضها وينتج عن ذلك بعض نقاط الدم القليلة، ويتوقف الدم عن هذه الشعيرات تلقائياً بدون حاجة لأي تدخل، وأيضاً بدون ألم حيث لا توجد أي نهايات عصبية في هذه الشعيرات، ولا يمكن أن يؤدي تمزقها إلى أي نوع من النزيف، حيث إن كمية الدم التي تصل إليها كمية ضئيلة جداً لتغذي هذا الغشاء الرقيق جداً، وهذه القطرات القليلة من الدم تختلط بالإفرازات المهبلية الناتجة عن الإثارة الجنسية، فيكون الناتج هو بقعة من الإفرازات وقد أخذت اللون الأحمر الخفيف جداً أو لنقل اللون الوردي، وليست بقعة قانية من الدم كما يعتقد البعض.. والألم الناتج البسيط يكون نتيجة دخول العضو للمهبل لأول مرة، والمتعة الناتجة عن هذا الدخول تغطي على هذا الألم البسيط.
ولكن إذا راعينا أن ذلك يكون في إطار العملية الجنسية الكاملة بمراحلها المختلفة من تهيئة وإثارة مما يؤدي إلى إفراز كمية كبيرة من الإفرازات المساعدة لدخول العضو واختلطت هذه الإفرازات بقطرات الدم القليلة ـ كانت النتيجة بقعة من الإفرازات وقد تلونت بلون وردي باهت وليست بقعة دم كبيرة أو حتى صغيرة كما يتوقع البعض، وهناك عدة تفسيرات لما حدث:
1- أن يكون الغشاء قد تمزق لأسباب كثيرة وليس شرطاً ان تكون لممارسة جنسية سابقة فعلي سبيل المثال قد يتمزق نتيجة ممارسة الزوجة للعادة السرية قبل زواجها بطريقة خاطئة أضرت بالغشاء.
2- أن يكون غشاء الزوجة من النوع المطاطي الذي لا يقطع أو يتمزق من أول مرة، وربما يحتاج إلى التدخل الجراحي من قبل طبيبة النساء والتوليد لفعل ذلك، أو ربما لا يتمزق إلا مع الولادة الأولى.
3- أو أن يكون غشاء الزوجة من النوع السميك نوعًا ما (بالمقارنة بغيره) وعند المحاولة الأولى لم يكن الأمر كافيًا لحدوث تمزق كامل، وإنما لحدوث بعض التمزقات الخفيفة التي نتج عنها جروح خفيفة مع بعض قطرات الدم التي تجلطت، وفي اليوم التالي مع المحاولة الثانية استكمل تمزق الغشاء ونزلت هذه الجلطات التي رأيتها مع الدم الحديث المختلط بالإفرازات الذي لم يلفت انتباهك.
والخلاصة أن نزول الدم ليس حاسمًا لوجود غشاء البكارة من عدمه، وقد يحتاج الأمر إلى طلب النصح الطبي لتحديد نوع المشكلة التي تسببت في عدم نزول الدم مع فهم أن الناتج لن يكون دمًا كثيرًا أو بقعة دم قانية كما يظن البعض، والفتاة في المرات الأولى من الجماع ربما لا تشعر بأي متعة، وربما لا تصل إلى الذروة وذلك للأسباب الآتية:
أ- أن التوافق بين الزوجين في مسألة التهيئة والملاعبة والمداعبة وقدرها الذي يجعل الزوجة في حالة استعداد للعملية الجنسية يحتاج إلى وقت وحوار وتجربة متكررة؛ حتى يستطيع كل زوج أن يفهم الآخر، ويستطيع أن يضبط إيقاعه مع إيقاع الطرف الآخر؛ حتى يتوافقا في الوصول إلى الذروة سويًّا قدر الإمكان.
ب- يدخل أيضًا فيما سبق معرفة كل طرف بأماكن الإثارة الخاصة بالطرف الآخر والتي أيضًا تحتاج إلى تجربة وحوار حتى يعلم كل طرف ما يثير صاحبه ويحرص عليه، ويسأل بعد انتهاء العملية الجنسية عن مدى انسجامه وحصوله على متعته.
جـ- إن مسألة الوصول إلى الذروة فيها اختلافات شخصية كثيرة، فبعض الفتيات قد لا يجربن الوصول للذروة على الإطلاق، وهي نسبة يصل بها البعض إلى 30% من الفتيات عامة، والبعض منهن يصلن إلى الذروة عن طريق إثارة البظر، وبعضهن عن طريق إثارة المهبل والبعض الآخر عن الطريقين، وهذا أيضاً يستدعي استكشاف هذا الأمر عن طريق الزوج، وتنبيهه لذلك حتى تعرفي من أي الأنواع أنت، وهنا يجب أيضاً أن ننوه أن البعض يصلن للذروة من خلال الاحتلام، وربما لا يصلن لها عن طريق الجماع العادي!!
د- لا يوجد مدى زمني للوصول للذروة، وهو يختلف من فتاة إلى فتاة، ويختلف في نفس الفتاة من وقت لآخر ومن ظرف لآخر.. كدرجة الإثارة مثلاً قبل الجماع، ودرجة التهيئة، والاستعداد النفسي، وأيضاً هي تحتاج من الزوج لتنبيه لها حتى تصل الزوجة إلى ذروتها، بل إن العلاقة الزمنية بالدورة الشهرية في الوصول إلى الذروة تظهر في بعض الفتيات حيث يصل بعضهن إلى الذروة بسرعة في فترة ما قبل الدورة نتيجة للاحتقان الحادث في هذه الفترة، وللتغيرات الهرمونية المصاحبة لذلك، والبعض الآخر يحدث لهن ذلك في فترة الإخصاب.
هـ – أن الآلام المستمرة بالرغم من حدوث الجماع المتكرر قد تكون طبيعية في بعض الفتيات لحين التعود والتوافق بين الزوجين في الأوضاع وفي وقت الإيلاج.. لأن الإيلاج إذا كان مبكراً قبل وجود الكمية الكافية من الإفرازات التي تسهله ربما يؤدي إلى بعض الآلام أيضاً في الأيام الأولى، ولكن عند حدوث التوافق والإيلاج في الوقت المناسب تختفي هذه الآلام، ولكن إذا استمرت لفترة أطول أو كانت لا تطاق بحيث تعوق الجماع، فالأفضل مراجعة طبيبة أمراض النساء لاحتمال وجود التهاب أو غيره.
إننا نطلب من العريس عدم التعجل في هذه الليلة خاصة، وبصورة عامة وأن هناك مرحلة مهمة يغفلها كثير من الشباب في علاقتهم الجنسية وتؤدي إلى الفشل، وهي عملية التهيئة النفسية والجسمية قبل الشروع في العملية الجنسية الكاملة، وهي ما نسميه "بالمداعبة" سواء اللفظية أو الحسية، وأنها يجب أن تأخذ وقتها الكافي دون نقص أو زيادة، لأن النقص: يجعل المرأة غير مهيأة لعملية الجماع، وهذا خاصة في أيام الزواج الأولى حيث لم تتعود المرأة بعد على الممارسة الجنسية، وتغلب عليها مشاعر التوتر والاضطراب، وربما الخجل أو الألم أكثر من الاستمتاع والإثارة ولكن بعد فترة تعتاد الأمر وتبدأ في الاستمتاع به. ولذلك لم يغفل القرآن الكريم هذه العلاقة فيقول الله تعالى: "نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" البقرة:223.
ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم" لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول: قيل وما الرسول؟ قال: "القُبلة والكلام"، وقال: ثلاث من العجز في الرجل وذكر منها أن يقارب الرجل زوجته فيصيبها قبل أن يحدثها ويؤانسها فيقضي حاجته منها قبل أن تقضي حاجتها منه- جزء من الحديث السابق -.
أما الزيادة: فتؤدي إلى الإثارة التي قد تؤدي إلى تعجل الرجل ماءه قبل استكمال عملية التواصل الكامل أو وصول المرأة إلى قمة متعتها، مما يسبب لها آلامًا عضوية ونفسية تجعلها تحمل ذكريات سيئة للعملية الجنسية قد تصل إلى النفور التام منها مع الوقت. وهذا أمر يتعلمه الطرفان بحيث يتعرف كل طرف على ما يحب ويسعد الطرف الأخر.
ونذكر في هذا الصدد مسألة الحوار والتفاهم في هذا الموضوع لأهميتها البالغة، فيجب أن يتعود الزوجان قبل وبعد وأثناء اللقاء التكلم في هذا الموضوع، بمعنى أن يسأل كل طرف الآخر عما يسعده ويثيره، ويسأله إن كان له طلبات خاصة في هذه المسألة.. خاصة الزوجة التي تحتاج من الزوج أن يتفهم حالتها، حيث إن بعض النساء يتأخرن في قضاء وطرهن، ويحتاج الأمر إلى تفاهم وحوار حتى يصل الزوجان إلى الشكل والوقت المناسب لكل منهما.
وكثير من أمور الليلة الأولى تحتاج للسؤال وطلب المعرفة السليمة، والبعض يلجأ إلى وضع وسادة تحت ظهر الزوجة لتسهيل عملية الفض والجماع، وهي مسألة غير طبيعية تجعل الزوجة في وضع غير طبيعي مما يجعلها تتوتر وتشعر بحدوث شيء غريب يستدعي ترتيبات خاصة.. بل إن هذا الوضع قد يسبب لها آلامًا فيزداد التوتر، ويترسخ في ذهنها، وتستدعي ذكريات الألم التي سمعتها مما قد يجعلها في رد فعل غير إرادي للمقاومة، ومن ثم تفقد التهيئة النفسية التي حدثت لها، لذا فالوضع الطبيعي التلقائي بدون تكلف يصل إلى النتيجة المرجوة.
وأيضًا هناك اعتقاد خاطئ لدى كثير من المتدينين عن كراهة النظر إلى عضو المرأة، وهذا الرأي رفضه كثير من العلماء، منهم الشيخ الغزالي -عليه رحمة الله- الذي ذكر أن حدوث العلاقة الزوجية يستدعي النظر فلا يعقل أن تتم بغيره.
إن هذه النقاط التي ذكرتها يفضل أن يتدارسها الزوجان سويًا قبل الزفاف بأسبوع أو أسبوعين ويتحاورا فيها ويتفاهما بصددها حتى يصلا إلى فهم مشترك حتى إذا أشكلت عليهما مسألة لا يتحرجا أن يسألا المتخصص حتى يصلا سويًا إلى تصور لهذه الليلة، وما يحدث فيها دون مشاكل.
ونختصر ما قلناه في كلمات قليلة:
اللقاء الطبيعي.. لا ألم ولا نزيف ولا أوضاع خاصة.
التهيئة والمداعبة.. الفهم لتركيب ووظيفة الأعضاء.. الرفق والحب..
ولا تنسَ الدعاء وذكر الله. فإن من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم- في هذه الليلة أن يبدأ الزوج بالدعاء فيضع يده على رأس زوجته ويقول (اللهم إني أسألك من خيرها ومن خير ما جبلت عليه وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلت عليه) رواه أبو داود وابن ماجه، ثم يصلي بها ركعتين، وهذا يجعل الطمأنينة والهدوء يسود جو هذه الليلة.
__________________
اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا