من المظاهر المشتركه والشائعه بين كثير من الأزواج والزوجات ، وهو أن الحب يتراجع بل وأحيانا يغيب بعد فتره تطول أو تقصر من زواجهما ، فالزوج من ناحيته تحت ضغط مسؤلياته الماديه واحتياجات أسرته ، قد يهمل تماما الجانب العاطفي في علاقته مع زوجته ، وتكاد تكون هذه العلاقه مقتصره على الإتصال الجنسي عند كل مره يجامعها فيها فقط ، وتغيب من جانبه أي مبادره لإستعادة المشاعر القديمه فما بينهما ، ولو عن طريق الكلمات الحلوة التي تبادلها هو وزوجته أيام الخطوبة وفي فترة الزواج الأولى ، بل وحتى إذا تهيأت له ظروف مادية متيسرة فإنه يصرف هذه الفرصه ليس لتعميق علاقته بزوجته وتكريس الحب الذي يربط بينهما ، بل قد يصرف ذلك في اتجاه ما يزيد من مكاسبه المادية أوالتجارية أو يحسن وضعه الوظيفي أو المهني .
أما الزوجة فمن جانبها تقع في نفس الخطأ أيضاً ، ولعل الثقافه والعادات الاجتماعيه ، هي التي تتداخل في هذا الصدد أحياناً هي ماتجعل كل زوجه تضع أمها نصب عينيها ، خاصة فيما يتعلق بعلاقتها بزوجها وما يعيد تكرار الخطأ الشائع لدى معظم الأسر العربية – إن لم يكن لديها جميعا – وهو أن الزوجين حتى وإن استمرت علاقة الحب بينهما – وهو الأصل وما يجب أن يكون – فإن هذه العلاقه تكون سراً بين الزوجين ولايتم التعبير عنها أبدً أمام الأبناء ، وهو ما يؤدي لأن يكبر هؤلاء الأبناء ثم يتزوجوا ويعيدوا إنتاج نفس العلاقة المكتومة – علاقة الحب – ولكن بدون أن يعبر أي منهما عن هذا الحب أو يحاول أن يزيد رصيده لدى الطرف الآخر وهو ما يحمل معه في معظم الأحيان مخاطر أن يتراجع هذا الحب بل ويقل وأحيانا يكاد أن يختفي تحت وطأة ضغوط الحياة وروتين الأعباء المنزلية وتفاصيلها .