يومياتي الزوجية والعائلية .. دعوة للضحك !!
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية طيبة ملؤها الإحترام والتقدير لكل المتزوجين والمتزوجات ، وتحيةً تعادلها أيضاً للأعزاب منهم و " المنطلقات "
قد يقول أحد الزوار أو الأعضاء في الأقسام الأخرى مابال المتزوجين لايضحكون !! ، ولماذا فقط يشتكون ويتذمرون ، ألا توجد عندهم فسحة من الضحك ؟؟ هل يعقل أن حياتهم مليئة " بالنكد " فقط !! ، سأقول لهم جميعهم لا ، بل أن للضحك فتراتُ كثيرة نعيشها ، ولكن كما هو حال الأوقات السعيدة ، نتناسها بكامل إيجابياتها عند اول محطة نكد !!
أمي
ذلك القلب الكبير الذي يحتوي العالم أجمع ، رحمتها لامتناهية ، وحنانها لاينفذ أبداً ، وقلبها أبيض من شاش القطن ، قد تزعل منا أحياناً ، وفي الحقيقة هي لاتفقد أعصابها إلا في موضوع " أبغى فلوس " كما هو حال أغلب أمهاتنا " العجز " عندها تتحول كل ميزاتها الطيبة إلى وحش كاسر يريد أن يفتك بمن حولة !!
الغريب أن والدتي تتابع أفلام الكرتون مع أحفادها وتندمجُ إندماجاً كاملاً وكلياً لا أراه حتى مع حواراتها مع أبي ، ذات مرة رأيتها تبكي على مسسلسل كرتون أسمه " أنا و أخي " فلما سئلتها عن السبب قالت لي وبسرعة أن والدتهم قد توفت ويوجد لها طفلان فأين سيتربون ؟ ، فقلت في قلبي " الحمدلله والشكر " .
ولا أخفيكم سراً أن والدتي أمية لاتعرف القراءة والكتابة ، ومنذ أن عرفتها لاتصلي إلا ب ( قل هو الله أحد ) ولا تُتمم الصلاة الإبراهيمية كاملة فقط ( التحيات لله الصلوات الطيبات ثم تتشهد وتسلم ) حاولت أن أعلمها مراراً وتكراراً ثم سئمت مني وطردتني وكأني أريد منها نقوداً !! قالت لي بالفم المليان لست ربي " انقلع "
ذات يوم وأنا أريد الخروج وددت أن أسلم عليها قبل خروجي ، فدخلت عليها ورأيتها تبكي وهي تستمع للتلفاز لأحد شيوخ الدين وهو يقول " أزرعوا الحسنات في بيوتكم " فقلت لها " يمة " انا أريد الخروج هل تريدين شيء ؟ قالت لي ياولدي " تكفا " أي أرجوك ، وانت قادم هاتِ لنا حسنات نريد أن نزرعها في " الحوش نبغى الأجر " حينها لم أستطع الوقوف عن الضحك .
مواقفي معها كثيرة هذه الأم الحبيبة ..
سأنتقل إلى أبي :
هذا الرجل الكريم والرحيم ، ما أسهل دمعتة أمام موقف مؤلم ، في الحقيقة الناس تحبنا من محبتة ، ونحن أكتسبنا المجتمع من حولنا من فضل الله ثم منة ، دائماً يحدثني برجولتة مع والدتي وبأنه " حمش " وبأن والدتي " تخاف " منه كثيراً ، فقال لي قبل زواجي إن تزوجت أجعل مني مستشاراً لك " الحريم تخصصي " ، فقلت له ياوالدي أمي طيبة جداً ولاتحب المشاكل ولكنها ليست ضعيفة فهل تذكر عندما رأيتُك نائما في مجلس الرجال عندما " تزاعلت " معها ثم هربت منها ؟؟ فقال لي بالفم المليان ، (!!!) عليك انت وأمك .
في الحقيقة والدي من الحافظين للقرآن الكريم ولكن قرائته للقرآن " بدوية " ومخارج بعض الألفاظ خاطئة ولا أستطيع ان أصلي خلفة مخافة أن أجهشَ بالضحك .
عجيب هذا الوالد الكريم ..
زوجتي
وما أدراكَ ما زوجتي في الحقيقة سأكتب موقفاً واحداً من مواقفها معي قد ذكرته في مواضيع أحد الأعضاء هنا ، والمواقف لاتنتهي معها فهي في حقيقة الأمر رغم القليل من السلبيات فيها وخصوصاً " الكذب الأبيض " كما تسمية ، وصوتها العالي ، إلا أنها خفيفة دم جداً ..
أنا من المحبين للهدوء كثيراً ، ولا أحب الإزعاج أبداً ، حتى عندما يخاطبني أحد أحب أن أسمع صوته بهدوء ، وحتى النقاش والحوار أحبه بهدوء ، ف بإختصار أنا مدمن شي اسمه " هدوء " ، ونادراً جداً ما أغضب نادراً والله ..
في إحدى المواقف الجنونية التي تراود زوجتي في معظم الأحيان ( كون أن زوجتي من محبين الإزعاج ، ولا ادري من دعا علي وجعل هذه الصفة التي لا احبها في زوجتي ) قالت لي بأنها مصابة بالأنيميا ( فقر الدم ) ، وبما أن فصيلتي في الدم تطابق فصيلتها قالت لي بأنها تريدني أن أتبرع لها بالدم فلم أعارض أبداً ، ولكنِ قلت لها لربما أنكِ لستِ بحاجتةٍ إلى الدم لربما ضعفُكِ بسيط جداً وهي مسئلة تغذية بسيطة وينتهي الموضوع ف دعينا نذهبُ للطبيب ليحدد هذا ( والله قلتها وانا لم أقصد منها شيء ) ، فقامت بالرد علي بصوت عالي " انت لاتحبني ولايوجد عند الإستعداد لتضحي من اجلي ، ولو أن الموضوع على العكس لوجدتني اتبرع لك بما يعادل طن من الدم إن لم أهبك روحي .. وتوالت هذه الكلمات وبصراخ عالي ) فوجدت نفسي صامتاً فلا أريد ان أغضب وهي غاضبة ، وللأمانة توترت من الصراخ ، فذهبت إلى المطبخ إلى أن هدأت ، فوجدت فاكهةً على طاولة الطعام فأخذت الفاكهة وذهبت لها وقلت لها وانا امزح " تعالي كُلي من هذا فهو أنفع لكِ من دمي يادراكولا " فرأيتها تتبسم ولاتريد الضحك ، فأستغليت روح الإبتسامة لديها وأخذت " السكينة " معي وقلت لها خوذي من دمي ماتشائين إلى أن تعرفي أني أحبك .
حينها رضت علي ، ولكن الجميل في الموضوع بأنها أعترفت لي في اليوم التالي بأنها ليست مصابة بفقر الدم ، وأنها كانت تريد هذا الشيء فعلاً فقط لتحس بأننا أصبحنا جسداً واحداً على حد قولها وبأننا مشتركين حتى في الدم .
بما أنني لا استطيع البوح ب كثير من الكلام الذي يراودني أمامها ، فقلت في داخلي كم هي " خبلة "
في النهاية : عبدالرحمن أبن أخي
ذلك الولد الأبيض ( على نياتة ) معروف لدى العائلة بانه أغبى طفل في العالم ، وفي الحقيقة هو من اشد المعجبين بي ، ولا أدري لماذا لربما بأنني اتحدث معه كثيراً ، ذات مرة أحببت أن أتفحص ذكائة لكي اعرف حقيقة غبائة ، فقلت له
ياعبدالرحمن من أقرب لنا في صلة الرحم ( بيت الفلان1 ) وإلا ( بيت الفلان 2) فقال لي بيت الفلان 2 ( وهم الأبعد في صلة الرحم ) فقلت له لماذا ياحبيبي ؟؟ فقال لي نذهب إليهم مشياً على الأقدام !! فطردته من المجلس لأني لم اتحمل غبائة بصراحة .
ملاحظة : من الغباء جداً إستئمانه على سر ففي أحد المرات فضحني .
أتمنى من كل قلبي أن أكون قد ساهمتُ في رسم الإبتسامة في شفاهكم ، وأتمنى أيضاً أن يكون هذا الموضوع إستراحة مجاهد لكل من أتعبته الهموم والغموم ، سائلاً المولى عز وجل أن يفرج همومكم ويسعدكم في الدارين الدنيا والآخرة .
والسلام ختام ، كل التقدير .