مع ان السعادة لا تقاس بحجم مانملك من نعم ،، بقدر ما تقاس بمدى تمتعنا بما نملك |
رغم إنشغالي، إلا أن هذا الموضوع أجبرني على الدخول.
موضوع يستحق أن يعلق في رأس المنتدى بشكل دائم، لأن لو قراءه كل متزوج وفهمه وطبقه لما حدثت الكثير من المشاكل، وأتمنى تثبيت الموضوع لوقت طويل لأنه يعالج المشاكل من أعماقها وجذورها ويصف لها الحل بسهولة. دائماً أقول عند كثير من المشاكل فتش عن المصدر، ولو أكتشفته لوجدت أن السبب ليس المشكلة الظاهرة البادية إنما هناك أٌصل ما، على سبيل المثال، رجل جاء من عمله وكان قد ضغط عليه المدير بعمل أو شعر هذا الزوج أن مديره قد ظلمه، بعد أن يخرج من عمله وقد أنهكه التعب وجرحت مشاعره وأحس بشيء من الظلم، يأتي للبيت وقد أعدت زوجته الغداء، يجلس على الطاولة ثم وإذا بالغداء مالحاً أو نقصه شيء أساسي منه، يفجر الرجل غضبه في زوجته مفرغاً ما شُحنَ به في عمله، ترد عليه زوجته بأنكَ لاتحترمني أنا لم أقصد أني أزيد كمية الملح، يترك الرجل الغداء يذهب إلى سريره وينام، تنقلب نفسية الزوجة وتتنكد من قل أحترامه وعدم تقديرها وتقدير تعبها، وتكون مشكلة لايعلم مدى أمتدادتها. لو فككنا هذه المشكلة ووصلنا إلى جذورها لخرجنا بالنتيجة التالية الزوج كان مضغوطاً في عمله بسبب مديره زوجته أخطأت من دون قصد بأضافة كمية أكثر من الملح الرجل أشتطا غضباً بسبب تلك الزيادة المرأة أحست أنه لايحترمها برفع صوته ولم يقدر ما أعدته له الرجل يرجع سبب غضبه إلى زيادة الملح في الطعام المرأة تستغرب من رد الفعل الغير معقول والذي آدى إلى أن يترك الزوج الأكل ويرفع صوته ولا يقدر زوجته يمضي اليوم وكلاً منهما قد زعل على الأخر لنرجع للسبب الحقيقي وهو/ ليس السبب زيادة الملح، إنما دافع الصراخ وعدم الاحترام والتقدير هو المشكلة التي حدثت في العمل الرجل عادة لايدرك أن سبب غضبه هو شيء آخر خارج الحدث الظاهر، وهو في هذه القصة ضغط العمل وظلم المدير ولكنه فرغ ونفس ذلكَ بزوجته لو فصل الرجل بين ماشعر به من ظلم في العمل وبين عدم اعجابه بالغداء واحساسه بزيادة الملح لتصرف بشكل مختلف، لأنه نزع التأثيرات الخارجية على أن تتحكم في رد فعله حين رأى سلوكاً أو عملاً غير مريح له. لو أفترضنا أن الرجل لم يواجه تلك الضغوطات في عمله، لكان رد فعله مختلفاً على زيادة الملح في الطعام، ربما لقال الحمدلله لابد أن يخطئ المرء أحياناً من دون قصد، أو أضاف بعض الأشياء إلى الطعام ليخفف من حدة الملح، أو لقال شكراً يازوجتي وهذا ربما يكون درس أن تجعل الملح أقل في المرات القادمة، وغير ذلكَ من الردود الفعل التي لا تتأثر بضغوطات أخرى. أكثر مشاكلنا لانعلم حقيقتها، نرى الظاهرة ونظن أنها السبب، ولكن غالباً هناكَ سببٌ خفي. النقطة الأخرى هو الأدراك في أن المشاكل والغضب لم ولن تحل أي أمر في الحياة، لذلك لأجل حياة صحية وأبناء ينشأون بسلام وطمأنينة يجب أن يعم البيوت الهدوء والسلام، فالحكمة الصنينة تقول البيوت السعيدة لاصوت لها. النقطة الأخيرة، هي معرفتنا وتقيمنا لطبيعتنا كبشر، فإننا عادة نظلم أكثر من أن ننصف، ولذلك حين نستحضر أن تقيمنا أو رد فعلنا قد يكون فيه ظلم للطرف الآخر تتغير ردود أفعالنا تجاه شريكنا، كما أننا كبشر لن ولن نكون مثاليين وطبيعتنا لن تتجاوز تلك الحياة التي يعم عليها الركود والملل، فإذا شعرنا بذلك فسنرجع هذا ليس إلى أن السبب الطرف الأخر إنما إلى طبيعنا نحن والتي تعم كل الناس. نحتاج إلى أن نفهم طبيعة الحياة، وطبيعة البشر، ثم نتعامل على أثر تلك الطبيعة، وهنا يكون الأستقرار أعتقد أن الإنسان الناجح ليس هو الذي يحصل على أكبر كم هائل من مظاهر السعادة "وهذا لن يحصل"، إنما الذي يقلل مشاعر الكآبة، لأن المآسي والهموم هي الأصل عند الأنسان. شكراً لكِ أختي الفاضلة أم سفيان. |
طرح جميل . نعم أوافقك
سبحان الله فعلا الأنسان لا يقدر النعم , أحيانا أتضايق من أمر ما و أكبر الأمر في نفسي , و بعد فترة أجد أني ضيعت وقت في الحزن على ما لا أملك بدل السعادة و حمد الله فيما أنعم علي مصداق لعبارتك |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|