العلاقةَ بين الزوجَين ليست " دنيويّة "مادّية ولا " شهوانيّة " بهيميّة...!!! - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 29-11-2005, 09:36 PM
  #1
وجه الخير
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية وجه الخير
تاريخ التسجيل: Nov 2003
المشاركات: 10,270
وجه الخير غير متصل  
tongue3 العلاقةَ بين الزوجَين ليست " دنيويّة "مادّية ولا " شهوانيّة " بهيميّة...!!!

بسم الله الرحمن الرحيم


إنَّ معرفةَ أسبابِ المعضِلات الزوجيّة يؤدّي بالعاقِلِ إلى تجنُّبها ومناصَحةِ إخوانه المسلمين لئلاّ يقعوا فيها، فتدخُّل الأقارب في شؤون الزوجَين مخالفٌ لقولِ النبيِّ : ((مِن حُسنِ إسلام المرءِ تركُه ما لا يعنيه))، وقَد نهى الله تعالى عن التَحَسُّس والتَجَسُّسِ. كما أنّه من الجهلِ والحُمق أن يشتكيَ أحدُ الزوجين لأقاربِه ما يلقَى من الآخر؛ لأنّ توسيعَ دائرة الشقاقِ وإدخالَ مجموعةٍ من المحارِبين في السّاحة يزيدُ الأمرَ سوءًا وتعقيدًا. إنّ الواجبَ أن نحتفِظَ بأسرارِنا ونحلَّ مشاكلنا بأنفسنا، فإذا تأزَّمتِ الأمور يُدْخَلُ من يصلِح لا مَن يفسِد، أمّا أن لا يكونَ مِن أمرٍ إلاَّ وهو دائرٌ في كلّ بيتٍ وتدور الغِيبة والنميمةُ على كلّ لسانٍ فهذا منكَرٌ يهدِم البيوت.

ومِن بواعِثِ المشكِلات الأسَرِيّة ومسبِّباتها النظرةُ القاصِرَة للحياة الزوجيّة وعدمُ الإدراك الصحيح لمقاصِدِ النكاحِ الشرعيّة السامية التي من أهمِّها حصولُ الإعفافِ للزوجَين والسّكن الفطريُّ لبعضهما وإقامةُ البيت المسلِم والتعاوُن على البرِّ والتقوى وتربيةُ الذرّيّة الصالحة التي تعبُد الله وتطيعه، فإذا استحضَر الزوجان هذه المعانيَ فلم يلتفتا إلى القشورِ أو القصور ولو حصَل خطأ دنيويّ قدَّراه قدره وتذكّرا قولَ الله عز وجل: وَلا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ[البقرة:237]، حتى ولو كان نَقصًا في أحدِ الزوجين فإنّ النبيَّ يقول: ((لا يفرُك مؤمن مؤمنة إن كرِه منها خُلُقا رضيَ منها آخر)) رواه مسلم.

وكذلك النظرةُ القاصِرة لنِسَب الجمال، فليجعلِ المقاصدَ الشرعيّة هي الأساس، ومن طريفِ ما يُروَى عن الشعبيّ أنّ رجلاً سألَه فقال: "إني تزوَّجتُ بامرأة فرأيتُ في إحدَى قدَمَيها أثرَ عَرج أفأردُّها وأسترجِع مهري؟ قال الشعبيّ: "إن كنتَ تزوَّجتها لتسابِق عليها فرُدَّها" فأفحمه. وبعضُ الناسِ يزهَد في امرأتِه لأنّه يرَى غيرَها أطوَلَ منها أو أعلَمَ، وهذا يؤدّي بِنا إلى الحديثِ عن سَبَبٍ آخرَ مهمّ من بواعثِ الشّقاقِ ومدخَلٍ كبير للشيطان ألا وهو بابُ المقارناتِ بين الأزواج، فتبدأ الوساوسُ والخواطِر كلّما ذُكِرت امرأةٌ وأنّ فيها أو في خُلُقها وتدبيرها تميُّزًا، فيبدأ المسكين يقارِنُ ويتحسَّر، وكذلك المرأةُ، وهذا بابٌ ليس له آخِر.

كذا النظرةُ القاصِرة للجَمال، خصوصًا ما بلِيَ بهِ الزّمن مِن كثرةِ النّظر في الأفلام والقَنَوات الفضائيّة والمجلاّت من صُوَر النّساء الفاتنات أو صوَر أشباهِ الرجال القاصدين الفِتنَة، فلا تُرضِي رجلاً زوجتُه لأنّه يرَى في الصورةِ أجملَ منها، أفلا يعتقِد أنه يوجَد أجملُ ممّن في هذه الصورة؟! إذًا بابُ المقارنةِ لا ينتهي. ثمّ هل يجوز لمسلمٍ يؤمن بالله واليوم الآخر يعلم أنه ملاقي الله ويطمَع في جنّتِه ويخشى نارَه، هل يجوز له أن يفضِّل على امرأتِه المؤمِنة العفيفةِ امرأةً رآها في التّلفاز أو المجلّة كافرةً أو فاسقة، ليس له منها إلاَّ حسرةُ النّظر؟!

إنَّ القنواتِ الفضائيّةَ والمجلاّتِ التي تعرِض صوَرَ النساءِ والرّجالِ في أكمَلِ زينةٍ قد فتَحَت على المسلِمين بابَ شرٍّ عظيم، فأصبحَت المواصَفاتُ للزّواج فضائيّة، فلا تُرضِي الرجلَ امرأةٌ، وإذا وجَد من تناسِبه ثمّ رأى في صورةٍ غيرَها تركها، وهكذا، لا يمكِن أن يقنَعَ ولو تزوَّج نساءِ البلد، مِن هنا ندرِك الحكمةَ العظيمةَ من قولِ الله عزّ وجلّ: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ[النور:30، 31]، وكذلك يقال للمرأةِ التي تَبني أحلامًا ورديّة للحياةِ على ضوءِ ما تربّت عليه من أفلامٍ ومسلسَلات، ثم تُصدَم بواقعِ الحياة جاهلةً أنَّ ما تربّت عليه أو تربَّى عليه الزوجُ ما هو إلاَّ مجرَّد تمثيليّات وصوَرٍ وخيالات وعُصارة أفكارِ فسّاقٍ ومنحطِّين يسمَّونَ فنّانين.

إنَّ الأفلامَ والمسلسَلاتِ وما تبثُّه القنواتُ من حِواراتٍ لم يقتصِر شرُّها على إثارةِ الشَّهوات، بل أفسدَت أخلاقَ الناس وتعاملاتِهم في بيوتهم، وقرَّرت في نفوسِ مشاهديها مبادئَ خاطئةً عن الحياةِ الزوجيّة والتعامل الأسريّ، وقلبَت المفاهيمَ، وحسَّنت المنكرَ، وقبَّحت المعروفَ، وفتحَت على البيوتِ أنواعًا من المشكِلات لم تكن موجودةً من قبل. إنَّ ما تقومُ به هذه الوسائلُ الإعلاميّة هو منَ التخبيب الذي حرَّمه النبيّ وهو إفساد المرأة على زوجِها وإثارتها عليه.

ومنَ التخبيبِ ومن إفسادِ البيوت مناداةُ المغرضين بخروجِ المرأةِ عن ولايةِ الرجل، وإقناعُها بأنها مهضومةَ الحقوق مسلوبةَ الحرية معطَّلة الطاقة، فدعَوا إلى تسلُّط النساء وتمرُّدِهنّ على بيوتهنّ ومجتمَعَهن وترك واجباتها الطبيعيّة إلى العمَل في الشوارع ومزاحمةِ الرجالِ في كلّ مكانٍ، فبَعدَ أن كانت مكرَّمَة مصونةً مضمونةَ النّفقة والرّعاية تسعى إلى شقائِها بنَفسِها بدعوَى المساواةِ، فهل من العدلِ والمساواة أن تُحمَّل المرأةُ مسؤوليّاتِ الرجل في تجاهلٍ للإمكانات والقُدُرات وطبيعةِ التكوينِ أم يريدونَ المصيرَ إلى الفوضَى العارِمة في الأخلاق والقِيَم وقلب المجتمع على تكوينه؟! وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ[البقرة:11، 12].

ومن أسبابِ المشكلات الزوجيّة عدمُ قيام الزوج بواجب القوامَة الشرعيّ أو التعسُّف في استخدامِه أو منازعةُ الزوجةِ له حقَّ القوامة. إنّ القوامَةَ لا تعني التسلُّط والظلمَ، وإنّما هي الرعاية والحفظُ والقيام بالمصالح.

لقد حَكَم الله تعالى بأبلَغِ بيانٍ بما على الزوجين فقال: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ[البقرة:228]. فانظر ـ رعاك الله ـ إلى هذه الكلماتِ القصيرة وتدبَّرها، لقد قال: بِالْمَعْرُوفِأي: أنَّ المطالبةَ بالحقوق لا تكون بالأنانيّة ولا بالإلجاءِ والمحاسبة، فهي شراكَةُ حياة لا شركةُ تجارة. وقال سبحانه في آية أخرى: فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ[البقرة:229]، حتى الفرقة أيضًا بإحسانٍ، فهل تجِدون أجملَ من هذه التّوجيهاتِ لصلاح البيوت؟! أليس من الأولى بأربابِ الأقلامِ ومدَّعي الإصلاحِ الاجتِماعيّ أن يسعَوا في حلّ مثلِ هذه القضايا والاستنارةِ بالهديِ النبويّ في إسعادِ البيوت المسلمة، بدلاً من شنّ الحملاتِ على الحِجاب وسَترِ المرأة وتصديع البيوت والتلبيس على النساءِ بأنّ ما هنّ فيه من صيانةٍ أنه مشكِلة يجب حلُّها وخطأ يجب تغييرُه؟! وغاية دعواتِهم التمرّدُ والفوضى. إنّ إلجامَ هؤلاءِ واجبٌ شرعيّ لحمايةِ المجتمَع بأسره.


أيّها الاحباب إنّ سعادةَ البيوتِ لا يحقِّقها إلاَّ دينٌ صَحيح وخُلُق سميح وتغاضٍ عن الهفَوَات وحرصٌ على أداءِ الحقوق والواجبات مع المروءةِ والأدَب واحتساب كلِّ أمر عند الله تعالى، عند ذلك تهبّ نسائمُ السعادةِ لتشملَ كلَّ الأسَرِ وتربِط المجتمع كلَّه بالعلاقاتِ الطيّبة والحبِّ والاحترام المتبادَل. ينبغي للمرأةِ أن تقصرَ عينَ زوجِها عليها بحُسن تبعُّلها له، وكذا يجِب على الرجلِ أن يحسِن إلى امرأتِه ويكفيَها. وليَعلم الجميعُ أنّ كَثرةَ المخالفة توغرُ الصدورَ، وأنّ طولَ المرافقة مِن كثرةِ الموافقة وطولَ الصّحبة بالقناعة وجميلَ العِشرة بحُسنِ الطاعة، ومن كان أشدَّ احترامًا فإنّه لا يلقَى إلاّ محبّةً وإكرامًا، ومن دعَا الله لم يخيِّب رجاءَه.


إنَّ العلاقةَ بين الزوجَين ليست دنيويّة مادّية ولا شهوانيّة بهيميّة، إنها علاقةٌ روحيّة كريمة، حينما تصلُح وتصدق فإنها تمتدّ إلى الحياة الآخرة، جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ[الرعد:23، 24]، وكم مِن أُسَر في سِترِ الله عاشت كريمةً وماتت كريمة.

لخصته لكم
__________________





قديم 29-11-2005, 09:50 PM
  #2
امل الحيـاه
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 1,430
امل الحيـاه غير متصل  
"
"
لله درك اخي وجه الخيرر

اؤمن دوما بان العلاقه الزوجيه لهاا خصوصياتهاا وقدسيتهاا والتي خصهاا الله بهاا في اكثر من موضع في كتابه الكريم لعظم مكانتهاا في الدين الاسلامي

اخي الفاضل:

شكرا جزيلا لهذا الملخص الهادف لهذه الخطبه

اختكم

امل
قديم 29-11-2005, 09:53 PM
  #3
رجل مستقيم
موقوف
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 77
رجل مستقيم غير متصل  
كلام رائع وموضوع متميز
قديم 29-11-2005, 09:56 PM
  #4
ابو حلموس
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 1,228
ابو حلموس غير متصل  
اشكر لك المجهود الرائع الذي بذلته لتلخيص هذا الموضوع الهادف
تقبل تحياتي
__________________


اللهم انى اعوذ بك من الهم والحزن ..واعوذ بك من العجز والكسل .. واعوذ من الجبن والبخل ... واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال


[
كيـف تحمـلُ هـمَّ الإجابـة، وربـك منـك قـريـب إن دعـوتـه ؟
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ


[>>> ليس المهم كيف نتفق ولكن الأهم كيف نختلف بدون جرح وبدون حقد ( وبقدر مانرتفع عالياً نبدو صغاراً لهؤلاء الذين لايعرفون أن يطيروا >>>
قديم 29-11-2005, 10:14 PM
  #5
SـSـSـيف الذهبي
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية SـSـSـيف الذهبي
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 4,131
SـSـSـيف الذهبي غير متصل  
tongue3

لاتعليق على الموضوع


لاكن أدعو الله العلي القدير أن يوفقك ويسدد خطاك

ويرزقك


خااااالص محبتي وتقديري

أخوك السبيعي
قديم 29-11-2005, 10:23 PM
  #6
اشرقت الشمس
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 570
اشرقت الشمس غير متصل  
مشكور




على هذا الموضوع المميز




جزاك الله خيرا
__________________
اللهم ثبت حملى وفرحنى بيه وارزقه الصحه والعافيه واجعله حسن الخلقه والخلق
قديم 29-11-2005, 11:53 PM
  #7
Reemona
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية Reemona
تاريخ التسجيل: Aug 2004
المشاركات: 22,767
Reemona غير متصل  
بارك الله فيك على نقلك هذا الملخص الهام و المفيد

تحياتي
__________________

اليوم حماهـ تذبح مره اخرى .. اللهم عليك بالطاغية واعوانه .. اللهم اهلكهم و سلط عليهم .. اللهم ارنا عجائب قدرتك فيهم

في هالزمن تقدر تقول أن المثلث مستقيم وشي طبيعي لو تقيس الدائرهـ بالمسطرهـ !!
قديم 30-11-2005, 12:04 AM
  #8
دااارين
قلب المنتدى النابض
تاريخ التسجيل: May 2004
المشاركات: 1,793
دااارين غير متصل  
موضوع رووعة , سلمت يمناك

وفقك الله وبارك فيك أخوي (( وجه الخير ))

أرق التحايا .
__________________


قديم 30-11-2005, 12:32 AM
  #9
Alic
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 37
Alic غير متصل  
بارك الله فيك
قديم 30-11-2005, 06:47 PM
  #10
وجه الخير
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية وجه الخير
تاريخ التسجيل: Nov 2003
المشاركات: 10,270
وجه الخير غير متصل  
الاحترام والتقدير لكل من شاركني المرور
جزاكم الله خيرا

احترامي
__________________





موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:27 AM.


images