[blink]
[/blink]
يشير الباحث إلى أن معظم الزوجات يشعرن دائماً بخلل ما في علاقتهن مع أزواجهن، وهذه حالة عامة تقريباً بين معظم الزوجات، ومع ذلك لا يتمكن الكثيرات من معرفة ذلك الخلل أو كيفية إصلاحه، أتدرون ما السبب؟ لأن المرأة لا تنظر إلى تصرفاتها اتجاه الآخرين، بل تطلق نظراتها للآخرين وتبدأ بمحاسبتهم وإشعال نار الخلافات سواء كانت داخلية مكبوتة أو علنية ظاهرة للعيان، فلو راجعت المرأة نفسها لعلمت إنها تقع في العديد من الأخطاء دون الاحساس به، مما يؤثر على العلاقة الحميمة مع المحيط الخارجي من حولها·
تتصرف المرأة وكأنها أم لذلك الرجل وتعامله معاملة الأطفال:
فليعلم الزوجان بأن الإكثار من الشيء يؤدي في النهاية إلى ضيق الطرف الآخر لأنه يحس بأنه مكبوت ومحاصر من الطرف الأول، فلنتخيل مثلاً لو كان الزوج مريضاً فإنك وبلا شك ستعطينه الدواء اللازم ولمدة محدودة يقررها الطبيب المعالج، ولكن هل ستستمرين في اعطائه الدواء وتجبرينه على ذلك، من البديهي أن تناول تلك الجرعات الزائدة سوف يؤدي إلى نتائج وخيمة وقد يفضي به المقام للوفاة·
وهذا الخطأ شائع جداً في الوسط النسائي وهو مدمر للعلاقة بينهن وبين الرجال، فالمرأة تعتقد أن الرجل لا يستطيع الاعتناء بنفسه أو ترتيب حياته، تعتقد أن الرجل غير مؤهل للقيام بذلك بنفسه وإنه يحتاج إليها لكي تدير وتدبر حياته·
ولكن هذه الحقيقة أحب أن أوردها للنساء، عندما تعامل المرأة الرجل على أنه طفل صغير فإنه سيتصرف تصرف الأطفال، وإذا عاملته على أنه غير كفؤ فإنه سيتصرف على ذلك النحو·
الرجل بطبيعته يحب الاختصار: في أثناء النقاش نرى الزوجة عندما تتحدث عن مشكلة معينة فإنها تبدأ بذكر التفاصيل المملة هي في أساسها ليست مهمة عند الزوج، ولا تمثل عنده أي قيمة، فنجده يستمع لها على مضض وهو يحاول أن يضبط أعصابه، بينما نجد الزوجة تسرد الوقائع والأحداث بكل راحة وهدوء، فالرجل يحب أن يصل إلى لب الموضوع مباشرة دون دوران أو تفصيل·
عندما تتحدث المرأة فإنها لا تستطيع التركيز على موضوع واحد معين وإنما تنطلق إلى عدة محاور سواء كانت قديمة أو جديدة بدون اعطاء أولوية معينة، فالنساء يتطرقن للمشاكل بصورة عشوائية ودون الوصول إلى نتيجة ايجابية، فتذكر ما حصل بالماضي وما قد يحصل في المستقبل وما لا قد يحصل أصلا إن كل ما تريده هنا هو التعبير عما في داخلها والوصول إلى درجة الراحة النفسية بالتعبير والحديث، بغض النظر عن الوصول للنتيجة المطلوبة أو ايجاد حل معين لعلاج القضية·
الرجل عندما يفكر لا يتحدث بل يلزم الصمت، بينما المرأة عندما تفكر فإنها تتحدث وتفكر في نفس اللحظة·
قاعدة أزلية نفهمها·· الرجال يخافون من الفشل في الحياة والنساء يخفن من الرفض من الآخرين، ولذلك عندما يخطىء الزوج أو عندما تواجهه مشكلة معينة فإنه يرفض أن تنصحه الزوجة أو أن تقدم له مشورة، بل تثيره وتغضبه وتجعله يشعر بأنها تحاول التقليل من قدرته واحساسه بالشلل، وعدم القدرة على حل المشكلة مما توقعه في دائرة الفشل الذي يخشى منه، صحيح إنها بتصرفها العفوي هذا دافعها الحب والحرص والمشاركة، لكن الزوج يفهم تصرفها على أنها اهانة له والحرج وقد تسبب له جرحاً مؤلماً لا يلتئم سريعاً، فالرجل لا يتقبل نصيحة الزوجة إلا في حالة واحدة فقط وهي أن يطلبها هو شخصيا منها·
الرجل عندما يحب الزوجة·· فإنه يحبها على ما هي عليه ولا يحاول تغييرها بل يتكيف مع طبائعها ونفسيتها ولن يطال التغيير إلا في المسائل الخارجية من ناحية الملبس والستر خارج المنزل فقط، أما بالنسبة للزوجات فإنهن لو أحببن الرجال يحاولن تغييرهم قدر الامكان وطبعا هذا التصرف النسوي لا يعجب الرجال ولا يتقبلونه في كثير من الآحيان فتبدأ المعاناة بينهما، فالرجل عندما يحب يتكيف ولكن المرأة عندما تحب تسيطر وهذه مسألة فطرية لن يستطيع أحد من البشر أن يغيرها·
نظرة الزوج للحياة بطريقة هرمية رأسية: أما الزوجة فنظرتها للحياة سطحية أفقية: وهذه حقيقة مهمة جداً للأزواج، فالرجل لن يشعر السرور إلا إذا أحس أنه قد حقق نجاحاً في حياته، لأن نظرته للحياة عبارة عن كفاح وتحدي واصرار لاثبات الذات، يجب عليه أن يحققها بمفرده ودون مساعدة الزوجة، لأن أي تدخل منها يحط من مكانته في السلم الهرمي الذي يعيشه الرجل إلا إذا طلب منها ذلك شخصياً· أما الزوجة فنظرتها للحياة عبارة عن اشباع النفس بالحب والاهتمام والعطاء· فالرجل عالمه عبارة عن مشاكل ومصاعب وتحديات يجب التغلب عليها، أما النساء فعالمهن عبارة عن علاقات اجتماعية وحب متبادل وعواطف جياشة وتعاون مشترك·
الزوج عندما يصل إلى حالة التعب والارهاق والاجهاد، فإنه لا يرغب بالكلام أو الحديث بل ينشد الراحلة والهدوء وهذا ما يجده في بيته عندما يرجع إلى منزله مرهقا في المساء، أما الزوجة فأنها في حالة التعب والاجهاد ترغب في الحديث حتى ترفه عما في داخلها، ناهيك عن سكوتها طوال اليوم والزوج غير موجود بجانبها، فإنه عندما يعود يجد الزوجة متلهفة في انتظاره وتود التسامر والحديث معه·
كلما اقتربت الزوجة من زوجها وارتمت في حضنه كلما أحس بالقوة والحماس والنفوذ، فلا غرور في ذلك خاصة وأن زوجته قد احسسته بأنه صاحب الكلمة والقيادة في زمن قد ترجل فيه النساء، فمجرد ان يحس الزوج ان زوجته ليست بحاجة إليه فأنه يحس بالفتور وقد تذبل الحياة الزوجية بينهما مما يولد القطعية والانشقاق·
يحتاج كلا الزوجين لقدر كاف من الحب، فالاحتياج العاطفي عند الزوج يختلف عن الاحتياج العاطفي لدى الزوجة، ولكن للأسف لا يدرك الزوجان هذه الحقيقة من ناحية اختلاف الاحتياجات العاطفية، مما ينذر بالمزيد من المشاكل بينهما، وتتعقد الحياة الزوجية أكثر فأكثر وذلك نتيجة لعدم فهم الزوجين لنفسية الآخر والجهل بطرق العلاج ومحاولة اصلاح الأعطال، المشكلة هنا أن الزوج عندما يحاول أن يسعد الزوجة فأنه يقدم لها ما يحتاجه عالم الرجال وليس ما تحتاجه النساء لأنه لا يعرف احتياجات الأنثى، اضافة إلى أن الرجال يظنون ان احتياجات النساء من العواطف هي نفسها التي يحتاجها الرجال وذلك العكس بالنسبة للنساء·
قاعدة عامة عند الرجال: يشعر الرجال بأن المرأة شديدة النقد وكثيرة الطلبات ولا يرضيها شيء·
ويضيف أن من المعلومات التي لا ينتبه إليها الزوجان والتي تتعلق بالجانب النفسي في حل المشكلات بينهما أن طبيعة الزوج الغريزية تتوجب عليه أن يتعامل مع مشاكله الزوجية بقدر كبير من الصمت ولا يكاد أن يتفوه بكلمة واحدة أمام الآخرين بما يعانيه من ضغوط يومية، لأن الرجل عندما يتكلم عن مشاكله فإنه بذلك قد كسر حواجز الستر والكرامة ويراها منقصة في ذاته بل نجد الكثير من الرجال من يرون بأن العلاقات الأسرية كالأسرار الأمنية الفائقة السرية لا يجب على أحد الاطلاع عليها أو معرفة تفاصيلها، لذا نجد الرجل يحاول ان يلتزم السكوت عن مشكلته ويتغلب عليها بطريقة الصمت العميق، والسبب الثاني لصمته هو ان الرجل بطبيعته السيكلوجية يمتص مشاعره الداخلية وعواطفه المخزونة إلى الأعماق، فالمشاكل تدور بطريقة دائرية داخلية لا تخرج منه إلا في النادر، فمهما أفرز الجسد من مشاعر سلبية تجاه الآخرين فإنه سرعان ما يمتص تلك المشاعر مرة أخرى لتمنعه من الخروج للمحيط الخارجي لأن الرجل بطبيعته يكره الضعف، أو أن يكون ضعيفاً أمام الآخرين من الرجال فيضطر أن يخفي مشاكله ويحاول أن يحلها بنفسه دون الاعتماد عن الآخرين ناهيك عن مسألة أخرى وهي أن الرجل لا يفرق بين العطف والتعاطف، لأنه كرجل يرفض أن يعطف عليه أحد، أما المرأة فهي تحب أن يعطف عليها أحد وهي في الغالب لا تمانع أن تبرز ضعفها أمام الآخرين لأنها تحب الدلال والكلام اللين والمشاعر العاطفية، فالزوج عندما يتعرض لمشكلة معينة سواء في المنزل أو خارجه فإنه يصب تفكيره الداخلي لعلاج تلك المشكلة، فعندما يعود للمنزل في المساء تراه صامتا لا يتحدث إلا بعض كلمات معروفة مسبقا (كيف الحال·· وين العيال·· ما هو العشاء·· شو أخباركم اليوم·· ثم الانصراف للنوم أو قراءة مجلة أو جريدة)·
الحقيقة هنا أنه يتظاهر بأنه يقرأ الجريدة أو يتصفح الكتاب ولكنه يلجأ للنظر الخارجي فقط لأنه مشغول بمواصلة التفكير بالأمر الذي ارتبط به قبل دخوله المنزل، ولا يريد من زوجته ان تقطع عليه تفكيره، أو حتى أن يعطيها فرصة التحدث معه في أمر معين، ولذا نجد الزوج هنا متوتر الاعصاب غير مستعد لسماع الزوجة، أو أنه غير متهيىء نفسياً للحوار والمناقشة، وليست لديه القدرة على التجاوب مع نقاش الزوجة حول شؤون المنزل، لدرجة إنه قد ينسى نفسه مع زوجته وما يدور حوله ولا يتمكن حتى من ملاحظة ملابس زوجته الجديدة أو الانتباه لطريقة وضع مكياج، وشكل الفراش الجديد، أو كل ما تلبسه الزوجة لإثارة انتباه الزوج، فيتعمد وبشكل عفوي أن ينشغل بأي طريقة ممكنة كقراءة كتاب أو الاستماع إلى نشرة الأخبار أو القيام بأي عمل آخر، حتى تهدأ أعصابه ويبدأ بتقبل الطرف الآخر بصورة تدريجية طويلة نوعاً ما ويصبح مستعداً للحديث والاستماع ويغدو جاهزاً للتحاور مع زوجته، بعكس المرأة·· · فعندما تتعرض لمشكلة معينة فإنها لا تتصرف مثل الرجل، لا تتقوقع على نفسها ولا تحاول أن تحل مشاكلها بنفسها، بمعنى آخر يستحيل أن تكتم الزوجة مشاعرها الدفينة، ولو فعلت لانفجرت·· فالمرأة تفرز مشاعرها بطريقة انفتاحية نحو الآخرين فتراها سريعة التحدث عن معاناتها أمام الآخرين من الصديقات أو من تثق بهن، ولا تجد حرجا من الحديث عن مشاكلها الزوجية بعكس الرجل الذي يخجل من الاعتراف بمشاكله لأن تعبيره يمس في المقام الأول الكبرياء التي يحيا في ظلها، أم الزوجة فتراه من باب المودة والراحة والثقة، فتراها تعبر عن مشاعرها تجاه زوجها بشيء من التفصيل الدقيق والشرح المطول، لأنها تشعر بالراحة عندما تتحدث عن مشاكلها مع زميلتها، خاصة إذا كانت صديقتها تمر أيضاً بمشاكل زوجية، فهنا يمر كل منهما بحالة من الرضا والهدوء، أما إذا لم تجد من يشاركها همومها فإنها تلجأ للبكاء والقهر للتخفيف عن نفسها·
المشكلة هنا أن الزوجة لا تفهم نفسية الزوج بل تتضايق من تصرفه هذا، وتراه تقليلاً من شأنها وانزال من قدرها لذا لا تتقبل منه هذا التصرف العفوي، وتحاول بكل جهد أن تخترق جدار الصمت الذي طوقه الزوج حوله، دون أن تدرك تلك الحقيقة عن عالم الرجال، فتنشأ المشكلة بينهما حين تبدأ الزوجة بتفعيل القضية متهمة زوجها بأنه غير مهتم بها وأنه دائما مشغول عنها وأن البيت ما هو إلا فندق بالنسبة له وأنه شخص مهمل ولا يقدر الحياة الزوجية، بينما الزوج يراه تعدياً على مشاعره وتفكيره المستغرق، وانها لا تقدر الحالة النفسية التي يمر بها، فالرجل بطبيعته يحب أن يفكر في مسألة واحدة فقط ولا يحب التشتيت في الأمور وهذا هو السبب في أن الزوج لا يتقبل المناقشة والتحاور مع زوجته بل يعطيها نسبة ضئيلة من الانتباه فتراه يستمع ولا يعلق على حديثها، بعكس المرأة التي لديها القدرة على التعامل مع أكثر من مشكلة في وقت واحد وتستطيع أن تتجاوب مع زوجها وهي تكتب أو تقرأ أو أن تفعل أي شيء آخر في نفس اللحظة، فالرجل طريقة تفكيره تكون بشكل رأسي مركز أما المرأة فطريقة تفكيرها تكون بشكل توسعي مفتوح
عفوا للإطالة
[blink]
اللهم تقبل منا الصيام والقيام
[/blink]