بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وآله وصحبه أجمعين.
هذا الدرس من كتب الرقائق لننظر هل في الواقع يمكن تطبيقه إحتساباً لله والدار الآخرة في زحام اللهاث على الدنيا علىحساب الآخرة وتطبيق ما نقرأ ونسمع ونتعلم من الدين واقعاً وسلوكاً.
الصَّبْـرُ نقيض الجَزَع، صَبَرَ يَصْبِرُ صَبْـرًا فهو صابِرٌ وصَبَّار وصَبِيرٌ وصَبُور والأُنثى صَبُور أَيضًا بغير هاء وجمعه صُبُـرٌ.وأَصل الصَّبْر الحَبْس وكل من حَبَس شيئًا فقد صَبَرَه، والصبر: حبس النفس عن الجزع (1) .
معنى الصبر اصطلاحًا:
*(الصبر هو حبس النفس عن محارم الله، وحبسها على فرائضه، وحبسها عن التسخط والشكاية لأقداره) (2) .
وقيل هو
ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله لا إلى الله) (3) .
وقيل الصبر: (حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع، أو عما يقتضيان حبسها عنه) (4) .
من تعريف الصبر نجد كلمة حبس وتقابلها بعلم النفس كلمة كبت
الحياة الزوجية المثالية هي والله أعلم أن يتق الله الزوج في زوجته وتتق الله الزوجة في زوجها إنفاذاً لتعاقدهما مع الله في أداء عبادة اسمها الزواج محاطة هذه العبادة بكلمة وتلك حدود الله.
وهذا يقتضي من الزوج الصبر على زوجته والصبر من الزوجة على زوجها وهو قسمان كما في تعريف الصبر اصطلاحاً وهو صبر الزوج على ما أوجب الله عليه من واجباتٍ هي حقوق لزوجته وصبره على بعض تقصيرها في أداء واجبات الله عليها حقوقاً له ويناصحها ويرغبها في الأداء وبالمقابل هي كذلك معه وكل هذا أداء لحق الله في عقد الزواج ثم احترام وتقدير العهد الذي قطعه كل منهما على نفسه في عقد الزواج
فهو عقد أمضاه على نفسه لمسلمة وعقد أمضته على نفسها لمسلم قال تعالى (إن العهد كان مسؤولا ) فسيسأل الله كل زوج وزوجته عن هذا العقد والعهد الذي فيه.
هذا الصبر من الزوج والزوجة إذا كانا صالحين وحصل منهما بعض التقصير تجاه بعضهمامن باب كلكم خطّاؤن وخير الخطائين التوابون فما الوضع إذا بالغ أحد الزوجية بالتقصير بالواجبات عليه وفرض حقوقه مع ذلك يكون دور الصبر هنا أشد حاجة مع عدم السكوت على هضم الحق وعدم المسكنة من ضعف التي تغري بالمزيد من هضم الحقوق
وهنا يكون حبس النفس بالصبر بضغطٍ أشد وأقوى وعليه فالأجر من الله أعظم لأن الصبر أجره ليس كباقي الأعمال بل هو من الله قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم يوم القيامة بغير حساب ) ولاحظوا بغير حساب أي ليس بالحسنة عشرة أمثالها ومضاعفات ذلك بل هو أجر من الله يقدره هو عز وجل.
؟؟؟؟؟؟؟؟
هل الصبر موجود بيننا في هذا العصر
تتمتع المرأة من أصل خلقتها بطبيعةعاطفية تجعلها أقوى من الرجل في الصبر والتضحية وتتفوق عليه ويستغل من يعصون الله من الأزواج في زوجاتهم ذلك بجعلهن واجهات زوجيةزجاجية جميلة أمام المجتمع فهو متزوج وله أسرة وله أولاد وتعلم هي بما يفعل بها وبأولادهما من معاصٍ وتقصير.
وهناك من الرجال من يصبر صبر الجمال على زوجته المقصرة ولا يبادر بأسباب الضغط والتقويم والتأديب بل يتحمل دينا وعبادة لله ثم مراعاةً للقربى أو الأولاد أو الوالدين وغيرها مثل أسباب صبر المرأة على الرجل.
الصبر في علم النفس.
هو طاقة عليا جبارة لا يحتملها إلا ذوي النفوس العظيمة والقلوب الرحيمة والعقول الراجحة مما ينتج عن ذلك شخصية قوية والقوة هنا ليس برفع الصوت ومد اليد وفرض الرأي بل القوة في ضبط النفس وحبسها بالصبر طاعة لله واحتساباً لثوابه العظيم على الصبر وأما الضعفاء عن هذه القوة فهم فاقدون لعناصر الشخصية القوية التي سبقتها بالذكر نفس عظيمة وقلب رحيم وعقل راجح وبالتالي يغطون على هذا النقص برفع الصوت والضرب والكذب والظلم وغيرها.
نظرة المجتمع للصابرين.
نجد في الأسر أم وأرملة أو معلقة وتمتص من الصدمات من إخوانها وأهل أولادها ما الله به عليك بقلب رحيم وعقل راجح وتضحي من أجل الجميع والجميع يصفها ب(مسكينة ما تاخذ حقها )وما حولها من الأوصاف وذلك خلل بالفهم حيث يقارنونها بمن تظلم ولا تتحمل أي نقص في حقوقها ولا تؤدي واجباتها وتضحي بالكل من أجل مصلحتهافيصفونها بأنها قوية وفي حقيقة الوضع المنهجي لله فالعكس هو الصحيح وكذلك نجد أب وجد كريم رحيم ويتنازل للجميع ويحافظ على قيم كريمة فيوصف كذلك مقابل من يصفونه بالقوى وهو عند الله ضعيف حيث لم يستطع ولم يسطع الصبر تلك العبادة العظيمة.
تأثير الصبر على المقابل.
مع مرور الوقت ومن ثمرات الصبر أن المقابل يرى الفرق بينه وبين شريكه الصابر ويتأثر ويرى من حولهم الفرق ويدعون للصابر وقد يدعون على الظالم فالأبيض يبين عمق سواد الأسود ويحصل للصابر راحة نفسية فتجاوزه قيم كثيرٍ من التفاصيل بعكس الظالم الذي يرى القيم العليا لمكاسب الدنيا الفانية غير ما يدخره الله للصابر من أجر وللظالم من إثم.
هل كلامي هذا على كوكب الأرض
نعم ولكن لنعلم حجم الصبر نرجع لتعريفه في اللغة وهو حبس الجزع حيث يبادر الغالب منا للجزع عند أي نقص والمطالبة بكل قوة ونسيان كل القيم الداعية للتوافق في الزواج ديناً لله.