بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
" يامعشر النساء رفقاً بالرجال "
هو اسم لكتاب للدكتورة نجاح بنت أحمد الظهار
أستاذ البلاغة بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
كتاب بسيط وصفحاته قليله لكنه قيم في المعنى والفكرة ،،
وسعره بس بـ 10 ريال سعودي،، الناشر : دار المحمدي
حقيقاً مامتي -ربي يخليها لي ويفرج همها ويقضي دينها- هي اللى خلتني أقرأه ،،
ومن الصفحة الأولى ماشاء الله تحمست أخلص الكتاب بسرعة لأنه رائع وسلس .. حتى أني خليت صحباتي يقرءوه وأبدوا إعجابهم فيه ،،
وفيه كمان العكس " يامعشر الرجال رفقاً بالنساء " لكن طبعاً ماقرأته ،،
**
وهذه مقالة مكتوبة عنه ،،نقلتها لأنها تحتوي نبذة مختصرة عما يحتوي الكتاب ،،
التراث العربي الإسلامي زاخر بشتى أنواع المعارف ومنها موضوع العلاقة بين الرجل والمرأة، ويعجبني أن أرجع دائماً إلى النصيحة التي قدمها أب لابنته وهو يزوجها (ظننت طويلاً أنها نصيحة امرأة)، وهذه النصيحة قيل أن صاحبها أسماء بن خارجة وكان العرب يستخدمون هذا الاسم للرجل. وفي هذه النصيحة يقول لها (كوني له أرضاً، يكن لك سماءً، كوني له مهاداً يكن لك عماداً، كوني له أمة يصر لك على الفور عبداً) ولكن التراث لم يخل من نساء قدمن النصائح لبناتهن.
وقبل أشهر ظهر كتاب جديد للدكتورة نجاح الظهار بعنوان (يا معشر النساء رفقاً بالرجال)، وهو كتاب عظيم يستحق أن تقرؤه كل امرأة متزوجة أو مقبلة على الزواج وسوف أهديه لكل بناتي من تزوجن أو من سيتزوجن بإذن الله. وهذا الكتاب صغير في حجمه كبير في قيمته يتكون من خمس وتسعين صفحة من القطع المتوسط.
ذكرت الدكتورة نجاح في مقدمة الكتاب أنها أرادت أن تمحض النصح لبنات جنسها مستندة إلى الكتاب والسنة وما في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أمهات المؤمنين من دروس وعبر. وعادت إلى التراث الإسلامي الثري تستقي النماذج العظيمة التي يمكن لنساء اليوم أن يحتذينها.
وتحدثت الدكتور نجاح بأسلوب أدبي شيق حول كثير من القضايا وقد لفت انتباهي عدة أمور أن الدكتورة أحسنت في البدء في تحديد هدف المرأة من الحياة تحت عنوان (ماذا تريد حواء؟)، وبالفعل إن النساء في هذا العصر الذي غُزينا فيه منذ أفلام الأبيض والأسود (أحياناً أقول الأسود والأسود)، ثم جاءت نوال السعداوي وعصر الفضائيات ويزداد الغزو حدة وفجوراً. فمن المهم أن تعرف حواء ماذا تريد؟ هل تريد أن تكون امرأة ذات شأن عام وتهمل رسالتها الأساسية في الأمومة ومساندة الرجل. وما أعظم سؤال تلك المرأة للرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال لها بأن كل ما يقوم به الرجل من حضور الجمع والجماعات، والجهاد في سبيل الله وعيادة المرضى، وتشييع الجنائز وغير ذلك تحصل المرأة على أجر يماثل أجر الرجل بحسن تبعلها.(إن حسن تبعّل إحداكن يعدل ذلك كلّه)
وكان الكتاب كله حديث عن حسن التبعل. قد تثيرنا هذه العبارة في هذا العصر، ولكن المرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أدركت هذه المهمة فلذلك نهضت الأمة الإسلامية نهضة ما تزال آثارها ماثلة للعيان في أنحاء العالم؛ مخطوطات، وعمران، وتراث فكري عظيم. ولو لم تؤد المرأة دورها الأداء الصحيح لما كان لنا حضارة. ولله در الشيخ أبي الأعلى المودودي رحمه الله في كتابه الحجاب حينما يصف مكانة المرأة في كل دور من أدوار الحضارة والرقي. وأن المرأة إذا خرجت عن الدور الصحيح بدأت الأمة بالانحدار.
قالت الدكتورة نجاح بعبارة قوية:" فإذا أرادت أن تتزوج فلتجعل البيت والأولاد هو هدفها الأول والأخير، فإذا أدت كل ما عليها من حقوق وواجبات تجاه بيتها وزوجها– وما اكثر هذه الحقوق- عليها أن تأخذ بطرف يسير من الأمور الثانوية دون أن تؤثر على الأولويات، فإن رأت بعد شروعها في الأمور الثانوية كالتعليم والعمل، والنشاطات الاجتماعية أن بيتها سوف يتأثر فلتترك هذه الأمور بثقة ودون تردد أو لوم نفس."
وتحدثت الدكتورة نجاح عن النهم المعاصر في الإسراف عند المرأة والأطفال، وأن المرأة يجب أن تقنع بالحلال الطيب من الرزق ولا تثقل كاهل الرجل بالطلبات، وذكرت قول نساء السلف (إنّا لنصبر على الجوع يوماً في الدنيا ولا نصبر على حر جهنم) فأين نساء هذا العصر من هذه الثقافة العظيمة؟
وفي مسألة كفران العشير ذكرت الدكتورة نجاح الرجل الذي ترسى عليه مناقصة فيشتري لزوجه ويشتري، ثم إذا عاد حقرت من شأن ما اشترى وطعنته في ذوقه. ولهذه المسألة عندي تحليل طريف وهو أن المرأة حينما تطعن في ذوق الرجل من أول مرة يشتري فيها لها هدية، إنما تريد السيطرة عليه وعلى أمواله لتثبت له أنها متفوقة عليه حتى لو عرف عنه أنه صاحب ذوق رفيع.
هنيئاً للدكتورة نجاح على هذا الكتاب وأعدها والقراء بقراءة كتابها الآخر الموجه للرجال.
**
ودمتم في رعاية الله وحفظه ،،