الإنجاب ... إلى متى؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعلم البعض هنا أن الله قد أنعم عليّ بسلطان منذ أكثر من أربع سنوات ونصف .. وبعد حالتَي إجهاض رزقني صغيرتي مهرة منذ ثمانية شهور .. والحمدلله حمداً كثيراً على نعمته ورزقه .. والله يحفظهم لي من كل سوء.
عمري حالياً 36 عاماً وزوجي الحبيب يكبرني بعامين .. ونحن متزوجان منذ ست سنوات.
لست من أنصار تكرار الإنجاب خلال فترات متقاربة .. بل أنا من أشد المؤيدات لأن يكون بين كل حمل وآخر سنتين على الأقل.
أحب أن أتحمل مسؤوليتي كما يجب .. والتربية بالنسبة لي مسؤولية عظيمة أدعو الله دوماً أن أتمكن من توليها كما يحب ويرضى .. والقيام برعاية طفل أمر ليس بالهين ولا بالسهل .. لذلك لا أتخيل نفسي متمكنة من رعاية طفلين صغيرين في عمرين متقاربين.
بعد أن أنجبت مهرة مازحني زوجي الحبيب قائلاً: يالله شدي حيلج عشان نييب الثالث!!!
فرددت مازحة: طيب خلني الأول أنسى محنة ولادة مهرة ثم أفكر في الثالث.
نعم زوجي يحب الأطفال ويرغب في المزيد.
كم يعني؟؟؟؟؟
ستة.
لا طبعاً .. ستة وايد!!!
طيب .. عشان خاطرج بتنازل وباسوي لج discount وباخفض العدد (خليناهم أربعة)!
بعد وايد!!!! .. خليهم ثلاثة بس!
ما يصير يا حبيبتي .. سلطان يبا أخ يونسه ومهرة تبا أخت تونسها .. يعني لازم شمّا وفيصل.
لا حبيبي .. اختار لك واحد بس .. إما شمّا وإما فيصل.
.
.
.
إخواني وأخواتي..
أنا لا أريد المزيد .. لا ستة ولا أربعة .. وحتى الثالث لن يكون إلا من أجل خاطري زوجي .. وأشعر أن سلطان ومهرة يغنياني عن المزيد من الأبناء.
طبعاً لي وجهة نظر .. وأفكار تجعلني أتخذ مثل هذا الموقف:
أولاً .. العبرة بالنسبة لي ليست بالكم .. فطفل أو طفلان أربيهما جيداً خير من عشرة قد لا أتمكن من الاهتمام بهم كلهم كما يجب.
ثانياً .. أنا أعتمد على نفسي في كل ما يتعلق بشؤون أبنائي .. والمزيد من الأبناء يعني المزيد من الإرهاق والمزيد من التعب والمزيد من عدم إيجاد وقت خاص لنفسي .. ومسألة الاعتماد على خادمة أو مربية مرفوضة تماماً .. وأما أخوات زوجي فلا أستطيع الاعتماد عليهن دائماً لأنهن ما بين متزوجة وموظفة وطالبة .. يعني غير متفرغات وغير متواجدات دائماً .. وحتى لو كانت إحداهن موجودة في البيت .. فقد تكون نائمة أو مشغولة مثلاً .... وليس من المعقول أن أخضع يومي وجدولي حسب تفرغهن هن!!
ناهيك عن أنني أساساً أتحسس عندما أطلب العون من أحد خوفاً من أن أكون أنا وأبنائي عبئاً على الآخرين.
ثالثاً .. وهو مهم .. كما قلت سابقاً فإنني قد بلغت الـ 36 .. ولو فرضنا أنني سأحاول إنجاب الطفل الثالث بعد بلوغ مهرة عامها الثاني فهذا يعني أنني سأكون قد وصلت إلى الـ 38 .. وسأكون قد وصلت إلى الأربعين لو حاولت إنجاب طفل رابع ... والحقيقة أن فكرة الإنجاب في هذه السن تزعجني كثيراً .. وبعبارة أخرى أشعر أنني سأكون قد كبرت على الإنجاب وأنني سأدخل مرحلة الشيخوخة فيما بعد وأبنائي لا يزالون صغاراً.
رابعاً .. وقد يكون هو الأهم .. أنني قد مررت بحالتي إجهاض قبل ابنتي .. وهذا يجعلني أعتبر احتمال تعرضي للإجهاض مستقبلاً قائماً .. والحقيقة أن الإجهاض تجربة مريرة وقاسية وبالتأكيد لن يسعدني أن أتعرض لها ثانيةً .. بالإضافة إلى أنني بعد أن بلغت الـ 35 بدأ عندي قلق حقيقي من فكرة إصابة الجنين بتشوهات خلقية أو إعاقة .. وحتى مهرة نفسها كنت أشعر طوال حملي بها بتوتر وقلق خوفاً من ذلك .. ولا أجد من الحكمة أن أنجب طفلاً آخر ربما يكون مشوهاً أو معاقاً ناهيك عن أنني أساساً لا أعرف إن كنت سأحسن التعامل معه ورعايته كما يجب.
لا خلاف حقيقي بيني وبين زوجي بخصوص هذا الموضوع .. حتى الآن .. ولكنه لا يود مناقشة الأمر بجدية .. وكلما طرحت عليه أياً من أفكاري السابقة يتهمني بالمبالغة وأن الأمر ليس بهذا السوء و(إن شاء الله كما ربيتي سلطان تربين اخوانه) و(وإن شاء الله ما بيكون فيهم الا العافية لا مرض ولا غيره) و(انتي بس لا تهوجسين ولا تقدرين البلا قبل وقوعه) و(خليها على البركة)!!
طيب .. أنا لا أرى أنني أبالغ .. ولا أستطيع أن أسيّر حياتي هكذا (على البركة) .. ولا أستطيع أن أتعامل مع مثل هذه الأمور الحيوية دون تفكير أو تخطيط!!!
وحتى الآن لم نتفق!!