إلى كل من ضاق بمرض شريك حياته ..
الفأل من أروع وسائل نجاح الحياة الزوجية وبركتها ؛ لأن الفأل كله خير ..
ان المرض أحد نقائص هذه الدنيا وابتلاءاتها , فكيف لو طرق المرض بيت الزوجية , كيف سيكون حال الزوجين؟؟
المرض في بيت الزوجية منحة في ثوب محنة ,
تفوز فيها النفس الطيبة بين الزوجين بالمآثر الرائعة التي لاتنسى ..
ولنتأمل كيف كان حال ام المؤمنين عائشة _رضي الله عنها_وفوزها بهذه المآثر لما كانت أكثر حنانا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم ..
فكان النبي -علية الصلاة والسلام - ألصق وأحب ..
فقد روى البخاري بسنده عن عائشة -
رضي الله عنها -أنها قالت : إن من نعم الله علي أن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- توفي في بيتي وفي يومي وفي سحري ونحري , وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته , دخل علي عبدالرحمن وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- فرأيته ينظر اليه , وعرفت انه يحب السواك , فقلت : آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم , فتناولته فاشتد عليه , وقلت: ألينه لك؟
فأشار برأسه أن نعم , فلينته فأمره وبين يديه ركوة أو علبة- يشك عمر- فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه يقول : ((
لا اله الا الله ان للموت سكرات )) ثم نصب يده فجعل يقول :
((
في الرفيق الاعلى حتى قبض ومالت يده ))..
كانت
رضي الله عنها تغمره برعايتها وحنانها .. ساعات مؤلمة مرت بهما لكن جملاها بالألفة والحنان لاخر لحظه ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
ولنتأمل ايضآ حال بيت نبي الله أيوب-
عليه السلام- الذي ابتلى بمرضه ..
وضرب فيه المثل بالصبر ..كانت زوجته صابره على بلائه وترعاه وتؤدي حقوقه كاملة ..
حتى ضعف حالها .. فصارت تخدم الناس بالأجر لتطعمه .. وبقيت صابرة على الرغم مامر بها من فقد المال والولد .. وازدياد مرض زوجها ..
ولما أبتعد الناس عنها خوفا على أنفسهم من بلاء زوجها ولم تجد من تخدمه .. باعت لبعض بنات الاشراف احدى ضفيرتيها بطعام طيب كثير ,
فأتت به أيوب -
عليه السلام -فقال : من أين لك هذا ؟ وأنكره , فقالت : خدمت به أناسآ ,
فلما كان من الغد ولم تجد أحدآ تخدمه باعت ضفيرتها الاخرى بطعام فأتته به , فانكره وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام ؟
فكشفت عن رأسها خمارها , فلما رأى رأسها محلوقآ قال في دعائه :
((
أني مسني الضر وانت ارحم الراحمين ))
الانبياء آيه 83..
فأي زوجة هذه التي تضحي بحياتها كلها من أجل زوجها المريض ..
انها كما قال ابن كثير : (( امرأه صابرة محتسبة مكابدة صديقة بارة راشدة ))
- - - - - - -
غير أن الزوجة لما كانت أكثر تعرضآ للعارض الطبيعي سواء كان حيضآ او نفاسآ
أو أعراضآ لهما فأن للزوج النصيب الأوفر من مراعاة زوجتة في تعبها ونصبها ..
ولو لم يكن عليها الا وهن الحمل لكفاها نصبآ وارهاقآ ..
*******************
أخيرآ والرسالة التي اريد ايصالها ::
الى كل من ضاق بمرض شريك حياتة ,
أو مل من طول أنتظار العافية ..
تذكر ...
أن الحياة مواقف فاكسبها لنفسك , أو لحبيبك , أو لكما معآ ..
أسأل الله لنا ولكم دوام العافية والسعادة في الدارين ..
والشفاء لكل مريض .. والفرج لكل مهموم
___________________
__________________________