الهوية الإسلامية :
نظراً لأن للهوية علاقة أساسية بمعتقدات الفرد ومسلماته الفكرية, فإنها هي الموجه لاختياره عند تعدد البدائل , وهي التي تقوم " بتهديف " سلوكه, بحيث تجعل هذا معنى وغاية, كما أنها تؤثر تأثيراً بليغاً في تحديد سمات شخصيته, وإضفاء صفة " الثبات والاستقرار, والوحدة " على هذه الشخصية, فلا يكون إمعة , ولا منافقاً , ولا ذا وجهين .
وبالنسبة للمجتمع فإن الهوية تصبح الواحة النفسية التي يلوذ بها أفراد الجماعة , والحصن الذي يتحصنون بداخله , والنسيج الضام , أو المادة اللاصقة التي تربط بين لبناته , والتي إذا فُقِدت تشتت المجتمع , وتنازعته التناقضات .
وأزمة الهوية الإسلامية المعاصرة للشباب المسلم تنتمي لذلك النوع من الأزمات المزمنة الذي تتشعب أسبابه وتتفرع متعلقاته ، فالنظرة لها يجب أن تكون نظرة شاملة متعمقة دارسة للواقع الفعلي لذلك الشباب المسلم وتيارات التأثير التي تؤثر فيه ومنابع المد التي تمده وتغذيه ، فهي أزمة تجتمع فيها مسارات سياسية وعقائدية وفكرية ثقافية وتنموية اجتماعية تجتمع كلها لتشكل أزمة التكوين الثقافي والسلوكي والعقائدي والفكري لذلك الشباب المسلم الذي ينتشر في ربوع الأرض ، بعضه يعيش في موطنه والبعض الآخر خارج وطنه ، والغريب الداعي للبحث أن كليهما يعاني من أزمة الهوية !!