السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
في لحظة تفكير بيني وبين نفسي ، وأنا أنظر في حال المرأة العربية المسلمة ، ومايمارس عليها من ظلم وقهر وإضطهاد وسلبٍ للحقوق والواجبات ، وما يمارس عليها أيضاً من عنف وتحقير وإهانة وخيانة ، والتمتع بإذلالها وإجبارها على الإنصياع والطاعة العمياء رغماً عن أنفها ، وإستقلال ضعفها وقلة حيلتها ، وربط مصيرها ومستقبلها بيد ذلك المجرم الدكتاتوري الذي يسمى الرجل ( عينوا خير يارجال كملوا الموضوع ) .
جلستُ أتخيل ولأول مرة ، وقلت في نفسي ماذا لو أن الله لم يخلقني رجلاً ؟ وإختارني أن أكون إمرأة !! ف وجدت نفسي قائلاً بسرعة " أعوذ بالله " ، ولا أخفيكم سراً بأني أتمنى أن أكون أي شي آخر إلا أن أكون إمرأة خصوصاً في المجتمع العربي ( عينوا خير ياحريم كلموا الموضوع ) .
المرأة منذ ولادتها تمر بعدة مراحل ، ولكل مرحلة من مراحل عمرها قصة ومعاناة ، ولكل معاناة ظروفها وطقوسها ، ورغم أنها تعاني هذا كلة إلا أنها مطلوب منها دائماً وأبداً أن تكون المخطئة والمبادرة للصلح وعمليات السلام ، فالرجل لايحب أن يكون مخطئ أمام إمرأة ، فهو برى بأنها أصغر من أن تكون محقة !!
هامش
لا أدري لماذا عين الرجل دائماً ترى المرأة بأنها عبارة عن خادمة ولدت لتشبع رغباته و لتكون في المطبخ فقط !!
تولد الأنثى والفترة الذهبية الوحيدة التي تتمتع فيها بحياتها دون أن يعكر صفوها الرجل هي فترة الإحتضان فقط ، ويوجد منهم من يتمتع في فترة الطفولة خصوصاً عندما تكون البكر، ولكن هذه المتعة مؤقتة إلى سن البلوغ فقط ، فما إن تبلغ إلا ويبدأ عليها الحجر " القهري " معلناً في ذلك الرجل بداية قصة معاناتها من هذه المرحلة إلى نهاية عمرها الإفتراضي .
ملاحظة
من تولد وفوقها ذكور فهذه لاتتمتع بشيءٍ أبداً ، فأنا أجزم بأن أخوانها دائماً ( يكفخونها )
وإضافة إلى ذلك حتى فترة الإحتضان متعتها لاتحس بها لأنها بكل بساطة لاتميزها ولاتفقهها ، ( أيش هالعذاب
)
جلست مع نفسي وتخيلت بأني إمرأة وعشتُ مع هذا الخيال بشكل واقعي من خلال ربطي له بالأحداث الحقيقية التي تمر فيها أغلب النساء ، فقلت في نفسي ماذا لو كان لي أخوة متسلطين أو زوج متسلط ؟ مؤكداً سوف يتعاملون مع أخطائي بعنف " ويكفخوني " ، وأي محاولة لي بالدفاع عن نفسي أو للتعبير عن غضبي فهذا يعني بأني قليلة أدب وسوف يستمر الضرب إلى أن أكف عن ما أقول أو أتوسل إليهم بأن يرحمونني !!
فالمرأة في مجتمعنا العربي لايجب عليها أن تخطئ أبداً ، وعليها أن تأقلم نفسها بأنها ملاك منزل من السماء فهي بنظر الرجل معصومة عن الخطأ ، وإن أخطأت لن يغفر لها ذنبها ما حيت في هذه الدنيا ، والمصيبة الكبرى والتناغض الأكبر بأن الرجل يريدها دائماً مُخطئة ، لكي لايكون هو المخطئ !!
هامش
الخطأ في مجتمعنا العربي لايغتفر إلا للرجال فقط ولا يليق إلا بهم !!
وقلت في نفسي أيضاً كيف سأتحمل بأن أكون محجوراً بين ( أربع جدران ) وبشكل شبة يومي بعيداً عن الفضاء والهواء الطلق ؟ وماذا عن آلام الدورة الشهرية ؟ وماذا عن الحمل والولادة ؟ ( انا عزكم الله سويت عملية بواسير وبعد العملية حلفت أني أحترم كل الحريم من شدة الألم فما بالكم بلي تولد ؟ ) ، وتربية الأطفال ، ومسؤولية البيت والمطبخ ، وقلة المصروف ، وإزعاج اهل الزوج وتسلطهم الدائم ، والخوف الدائم والهواجيس من أن تزيغ عين الرجل ومن أن يحاول الخيانة من خلال علاقة غير شرعية أو بالزواج من أخرى !!
ماذا لو حصلت مشكلة بيني وبين زوجي ونطق بكلمة طالق لامبالياً بشعوري ؟ وعمري الذي أهدرته معة وزهرة شبابي التي أهديته أياها ، ومصيري الذي سيؤول إلى التعب والحزن ؟
حينها لم أستطع أن أكمل الخياااال وقلت في نفسي وبمالئ فمي الحمدلله أنني خُلقتُ رجُلاً في هكذا مجتمع !!
فكم أنتي عظيمة أيتها المرأة العربية ، فأنتي الوحيدة التي تشبهين أيوب عليةِ السلام في صبرة وتحملة
إضاءة !!
تخيلت أشياءً كثيرة مضحكة لا أود أن أذكرها خوفاً من أن يفقد الموضوع جديته .
كل الحب لكم جميعاً .