هدية وقصة وتأمل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حال الإخوة والأخوات ؟
جاءكم أخوكم اليوم بثلاث
الأولى : هدية
الثانية : قصة
الثالثة : تأمل
أما الهدية
فقيمة جدا ليست لأنها مني بل لأنها وكل ما تحويه فعلا قيمة .
سمعتم عن هدية لا ترى ؟
لكني أجزم أن من يملكها يرتاح لوجودها .
سمعتم عن هدية فيها تسلية للروح ؟
أتمنى أن تكون هديتي كذلك .
سمعتم عن هدية تعلم الصبر ؟
أتمنى أن تكون هديتي كذلك .
سمعتم عن هدية تتجدد كل يوم وتلبس كل يوم حلة؟
أتمنى أن تكون هديتي كذلك.
هدية ربما سمع بعضكم عنها ، لكنه ربما لم يتمن أن ينالها.
وربما البعض لا يعرفها ، فها هو اليوم سينالها إن شاء الله.
إذاعة القرآن الكريم .
وإذاعات القرآن الكريم كثيرة ، لكنها ليست التي أقصد .
أقصد " إذاعة القرآن الكريم السعودية "
إذاعة ليست كباقي الإذاعات ، إذاعة فيها :-
- قرآن كريم
-استضافة للعلماء الكبار والدعاة متواصلة من يوم إلى يوم ، إما في شروح وإما في فتاوى .
- بها برامج توعية وتثقيفية كثيرة .
- قد سمعت أكثر من مرة برامجا تتكلم عن مشاكل تخص شرائح من المجتمع ومن بينها ما يخص
الإنفصال والترمل والعنوسة .
يناقشون أسبابها ويضعون طرقا لحلولها ويساعدون أصحابها ويسدون إليهم نصائح تساعدهم في محنتهم.
وغير هذا الكثير والكثير .
فاحرصوا على وجودها ولا اقول في بيوتكم بل حتى في غرفكم الخاصة
فلن تملوا منها حتى وقت النوم وأنتم على الفراش.
لا أظن أن أحدا يصعب عليه اقتناء مسجل .. فليقتنه وسيجد هذه الإذاعة
على موجات :-
الرياض : الموجة القصيرة AM على تردد 936 .
المنطقة الشرقية : AM على تردد 855 .
وسمعت أيضا أنه يمكن الإستماع إليها عن طريق جهاز التلفاز في قسم الإذاعات لمن يملك تلفازا !.
وغير هذه المدن يمكنكم الحصول على تردداتها عن طريق موقع الإذاعة : www.saudiradio.com
وهناك أيضا تجدون هيكل البرامج.
إن شاء الله الهدية عجبتكم.
أما القصة
فيشهد ربي انها حقيقية وسمعتها قبل 3 أيام مممن عاشها مباشرة .
يقول الراوي .. ذهبت مرة إلى أدغال افريقيا " لهدف ما ذكره لي " ، وكان في جدول
رحلتي تلك المرور على دولة " جيبوتي " إلى الجنوب الشرقي من القارة السمراء.
قال مستطردا .. ووصلنا إلى قريه في " جيبوتي " على وقت صلاة المغرب وبحثنا
أنا وصاحبي عن مسجد فوجدناه ، تقدمنا إليه وقبيل الدخول فيه لفت انتباهنا سيارة
أخرى تقف إلى جانب المسجد .. فيها عائلة كاملة .. نزل الرجل فرأيناه أبيض البشرة ..
ثم نزلت المرأة ورأيناها سمراء شديدة السمرة .. والأبناء أربعة مخلطين بين هذا وذاك
منهم الأبيض ومنهم الأسمر .. ثم لفت صديقي انتباهي إلى لوحة السيارة التي
كتب عليها " السعودية " مع حروف وارقام كما هو عندنا .
دخلنا المسجد وصلينا .. ثم بعد أن فرغنا من الصلاة سلمنا على ذلك الرجل .. تعرفنا عليه وتعرف علينا ..
مكثنا مع بعضنا تلك الليلة وزاد التعارف بيننا وكنت حريصا أشد الحرص أن أعرف قصة ذلك الرجل ..
وهل تلك الزوجة زوجته .. ولم ومتى أتى إلى هنا ومتى سيعود.. لم تنقض تلك الليلة إلا ووجدت
من بين ثنايا الأحاديث أجوبة لأسئلتي كلها ..
يقول الرجل : كنت في شبابي أعمل في شركة " .... " وكان راتبي متواضعا .. وكنت كغيري
أبحث عن امرأة وشريكة حياة تسعدني وأسعدها بإذن الله .. ترضى بما عندي وأرضى بما عندها ..
امرأة خلوقة صالحة طيبة .. بحثت عنها ولا أنكر .. وجدت الكثير ممن هم على قدر ما أتمنى في بنات بلدي..
لكن بيوتهم لم ترد تزويجي .. منهم من لم يكفهم دخلي ووضيفتي .. ومنهم من لم يرد أن يزوج ابنته من غير
قبيلته .. ومنهم ومنهم ومنهم .. دارت السنون والأيام .. تحسنت درجاتي في الوظيفة وعلى مرتبي
وأسبغ الله علي من فضله وصرت ذا مال وفير .. صارت البيوت ترحب بي من غير حتى أن أتكلم فضلا
عن أن أذهب إليهم .. قلت في نفسي : هم يرحبون بمالي ولا يرحبون بي .
تقاعدت تقاعدا مبكرا من وظيفتي ...
والدي انتقلا إلى رحمة الله ..
فقررت أن أبحث عن سعادتي ..
سافرت إلى أفريقيا ... زرت بلدانا كثيرة فيها واستقريت في جيبوتي ..
تزوجت من جيبوتية وأنجبت منها وأنا في سعادة ما كنت أظن أني سأحصل عليها مع غيرها ..
فانظروا ..
هل تعرف السعادة لونا ؟
أمكتوبة على جباه طائفة من الناس وممسوحة من جباه غيرهم ؟
قد نجد السعادة عند أقاربنا وقد لا نستطيع أن ننفيها من عند غير اقاربنا .
قد نجد السعادة مع إنسان أتى إلينا من خارج أسوار قريتنا ومدينتنا ولا نجدها بين أضلع سكان حينا.
أن تجد كفؤا في النسب واللون هذا محمود .. لكن أن تجعل سنين عمرك تطوى من أجل
سببين ثانويين فليس هذا من حصافة الراي ورجاحة العقول .
أما التأمل
تأملت الطير فوق البحر محلقا .. البحر من حولنا من كل جهة .. الريح كانت عاتية ..
ووالله إن الريح كانت تدفعني دفعا وأنظر إلى الطير في السماء وأراه ساكنا لا يتحرك ..
رأيته واقفا والريح معاكسة له .. جناحاه مبسوطتان ورأسه في الوسط لا إلى أعلى ولا إلى أسفل .
رأيته إن أراد الإنقلاب إلى الخلف رفع رأسه قليلا و أمال أحد جناحيه إلى الجهة التي يريدها ثم انقلب.
لا يستطيع مع هذه الريح العاتية أن يطأطئ رأسه إلى أسفل .. لو فعل لهوى إلى الأرض.
فكونوا كالطير ..
استعينوا على المحن " الريح العاتية " بالصبر والأمل " جناحي الطير "
وانظروا دائما إلى أعلى وارجوا الله وأدعوه وتأملوا في خلقه ..
ولا تطأطئوا رؤوسكم استسلاما وعجزا وحاجة إلى الناس فتهوون وتهلكون.
عذرا على الإطالة .
أسعدكم الله ووفقكم لمرضاته ولكل خير.
__________________
رب اغفرلي ولوالدي
سبحان الله بحمده
سبحان الله العظيم
عزيزي القارئ : إن كل ما أكتبه ليس لي فيه أدنى فضل .. بل الفضل لله
ثم لوالدي وأناس قد قرأت لهم أو تحدثت إليهم .. من أجل هذا ليس لك أن
تستأذنني في نقل ماتراه مناسبا وصالحا للنقل إلى أي منتدى وأي مكان
ومن غير أن تشير حتى إلى إسمي .. لكنني أتبرأ إلى الله إن كان فيما نقلت
أي زلل مني لم أدركه والله يغفر لنا ولك.
16-11-2006, 06:47 PM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري