استعادة البكارة/ بالجراحة.. عملية خداع لا داع لها!
(2/7/2003)
في عالم يسوده التغيير حيث تصمم الأجسام البشرية حسب الطلب، يمكن أن تكون عملية إعادة العذرية لمن فقدنها آخر ما توصلت إليه جراحة التجميل. وتحاط العملية بسرية تامة حيث يتم تثبيت جزء صغير لا يتطرق إليه أحد إلا نادرا.
ومن الناحية الفنية، البكارة عبارة عن غشاء رقيق يغطي فوهة المهبل بشكل جزئي ومن المعلوم أن الفتاة التي لم تمارس العملية الجنسية في حياتها يفترض أن يكون غشاء البكارة لديها سليما. ويعتبر البعض العملية الجديدة تقنية جراحية من شأنها أن توفر للفتيات اللواتي مارسن الجنس في الماضي مستقبلا جديدا. وتسمى العملية "استعادة البكارة" وهي سهلة نسبيا وتتضمن خياطة ما مزقته لحظة من الانفعال والعاطفة الجياشة الخاطئة.
وفي نيويورك خلقت العملية نوعا جديدا من وسائل الدخل. تقول إسمرالدا فينغاس الكوبية المولد والتي تدير مركز ريدجرود هيلث أند بيوتي سنتر في كوينز إنهم يسمونها "ملكة العذرية"!!
ويقوم جراحو التجميل المرخصون في المركز بإصلاح الغشاء الرقيق إما عن طريق الخياطة أو بإضافة بعض الأنسجة من جدران المهبل. وفي كلتا الحالتين تعتبر الطريقة أسهل بكثير واقل خطورة من العمليات الأخرى التي تأتي النساء إلى المركز من أجلها . ولكن الألم الذي يصاحب القرار بالخضوع لهذا النوع من الجراحة قد يكون هائلا خاصة بالنسبة للفتيات الصغار اللواتي ترغمهن التقاليد على الاحتفاظ بعذريتهن حتى الزواج.
وتقول مديرة المركز إن بعض هؤلاء الفتيات ذكرت أنهن فقدن عذريتهن في لحظة شهوة وليس حب. وتضيف إن عدة مئات من الشابات من ثقافات مختلفة بما فيها اللاتينية، الشرق أوسطية، الصينية والكورية دفعت كل منها 2500 دولارا من أجل استعادة البكارة. وتقول الخبيرة، "إن هذا بلا شكل عمل مربح ولكن ما وراءه يسبب الغضب لي".
وفي الحقيقة فإن غشاء البكارة ليس هو العلاقة الحقيقية على العذرية ففي كثير من النبات يتمزق الغشاء أثناء ممارسة الألعاب الرياضية العنيفة. وردا على سؤال حول ما إذا كانت تعتقد أن استعادة المرأة لغشاء البكارة هو استعادة لعذريتها قالت، "العذرية لا يمكن تعريفها بدقة". وتضيف أن الفتاة التي تفقد عذريتها بممارسة الجنس ومن ثم تستعيدها من خلال الجراحة التجميلية تقوم في الحقيقة بعملية خداع لا داعي لها. لكن البعض يقلن إن عملية الخداع هذه تكون مقبولة من قبل أولئك اللواتي تجعل ثقافتهن ومجتمعاتهن القضية مسألة حياة أو موت بالنسبة لهن.
وحول ممارسة الجنس للمرة الأولى بشكل عام فهي تختلف بتوقيتها بشكل كبير استنادا إلى الثقافة التي تسود المجتمع ولكن مرحلة منتصف البلوغ حتى وقت متأخر منه يعتبر شائعا لدى معظم الثقافات في العالم. وفي الوقت الذي توجد فيه في كثير من الأحيان معايير اجتماعية وثقافية وظروف لممارسة الجنس للمرة الأولى، يجب على العاملين في الحقل الصحي عدم إغفال حقيقة أن الممارسة الجنسية الأولى ربما لا تتواءم مع ما يقبله المجتمع.
فعلى سبيل المثال، في كثير من المجتمعات تشعر الفتيات بالخزي لممارسة الجنس قبل الزواج (على الرغم من أن الذكور في نفس هذه المجتمعات يمكن أن ينخرطوا في العملية الجنسية قبل الزواج وربما بتشجيع أو توقع من غيرهم). ولا يعني هذا أن بعض الفتيات في هذه الحضارات لا يمارسن الجنس قبل الزواج، ولكنهن يخفن من الإفصاح عن أية تجربة جنسية للعاملين في الحقل الطبي.
أما حول ممارسة الجنس للمرة الأولى والزواج، ففي كثير من المجتمعات، هناك محظورات ثقافية ضد ممارسة الجنس خارج نطاق الزوجية، وفي مجتمعات أخرى، تسمح للزوجين بممارسة الجنس وحتى الحمل قبل الزواج وفض البكارة معلما ثقافيا مهما بالنسبة للفتيات أثناء ممارسة الجنس لأول مرة.
من جانب آخر يمكن أن تولد الإناث دون غشاء بكارة وعلاوة على ذلك فإن فض هذا الغشاء أثناء ممارسة الجنس لأول مرة قد لا يؤدي إلى نزف أو قد يتمزق هذا الغشاء أثناء القيام بأنشطة غير الممارسة الجنسية. ففي كثير من الفتيات على سبيل المثال يتمزق العشاء أثناء ممارسة الألعاب الرياضية أو التدريبات الجسدية الأخرى قبل مدة طويلة من ممارسة الجنس لأول مرة وتعتبر بعض المجتمعات عدم وجود نزف أثناء ممارسة الجنس لأول مرة دليلا مهما على أن الفتاة لم تكن عذراء أثناء الزواج.